أسرحدون وآشوربانيبال ومصر.. التاريخ الملفق | عباس يونس العيدي

أسرحدون وآشوربانيبال ومصر
أسرحدون وآشوربانيبال ومصر

قبل أن نتعرض لتفاصيل حدث بحجم احتلال "أسرحدون" للإمبراطورية القبطية "مصر" نذكر بأن كلمة "موصري" المستخدمة لدى الآشوريين ظهرت لأول مرة فيما عثرنا عليه عند الملك الآشوري "أدد نايريري" (1300 ق.م.) حيث ذكر أنه قهر "موصري"، والمترجم لم يحولها إلى "Egypt "، وكذلك ظهرت عند ابنه "شلمنصر الأول" (1274–1245 ق.م) الذي بدأ حملات آشور القوية والواسعة وذكر أنه أخضع أرض "موصري" التي استسلمت له، وكذلك لم يترجمها المترجم إلى "إيجبت"؛ وذلك لأنه من الخبل وغير المنطقي افتراض سيطرة "أدد نيريري" وابنه على الإمبراطورية "الإيجبتية" المصرية.


والنص يقول: "في ذلك الوقت، كل أرض موصري استسلمت إلى قدمي آشور سيدي." فكلمة "موصري" الآشورية لا تعني مصر الإمبراطورية مطلقا، وإنما تعني موضعًا آخر مختلفًا. 


أرض "كومان" ليست في مصر

    وتمثل قضية "موصري" و"كومان" في حملات "تغلات بلاسر الأول" (1117 – 1077 ق.م) موضوعًا مهمًا لتعيين وجهة تلك الحملات والأرض التي دارت عليها المعارك، وهناك إشارات واضحة وجدت في النقش التالي تذكر أنه هاجم أرض "موصري" (ولم يحولها المترجم إلى "إيجبت") حيث مرَّ بين عدد من الجبال، وقد هاجم "موصري" بطول وعرض أرضها، وأحرق مدنها ودمرها، وكتائب أرض "كومان" جاءت لتساعد أرض "موصري" وفي الجبال قاتلهم وهزمهم وحاصرهم في مدينة "أريني" ("أرنه" أو "عرنة") التي هي عند أسفل جبل "أيسا".

    وتغلات بلاسر الثالث (744–727) ق.م يذكر تعيينه لـ"أدبئيل" حاكما من قبله على "موصري "4 (Musri) ، وهنا جعلها المترجم "إيجبت" (Egypt) أي "الإمبراطورية الإيجبتية" ولم ينقلها كما هي "موصري" رغم أنه يعرف تماما أن هذا غير صحيح ولم يحدث قط أن أخضع "تغلات بلاسر" أرض القبط "مصر" إلى سلطته، ناهيك عن أن يعين حاكما عربيا عليها، ولم يرد في كل الأخبار أن هناك حاكما لـ"مصر" كان اسمه مرتبطا بالإله "إيل" الذي هو إله جزيري تماما لا يعرفه الأقباط.

الترجمة: ("أديبيإئلو" أنا عينته ليكون وكيلا (مشرفا) في إيجبت (موصري). أسلحة آشور أقمتها فيها (هناك)).


  اجتهاد خاطئ

    وحيث لم يذكر في كل المصادر التي أشارت إلى كل تاريخ "الإمبراطورية المصرية" أنه قد وجد عليها حاكم من قبل "تغلات بلاسر" الآشوري، ولم يذكر في كل النقوش المصرية حدثا من هذا الطراز، فيما يشكل مفارقة خلقها المترجم حصرًا عندما قارن بين الاسم العربي الحديث لهذا البلد "مصر" وبين الاسم القديم "إيجبت" "كمت" وساواهما، فحذف كلمة "موصري" التي تشير في الواقع إلى محل آخر هو غير "الإمبراطورية المصرية"، ووضع بدلها "إيجبت" باجتهاد خاطئ ومؤذٍ للغاية. إن "موصري" الواردة في هذا النص هي منطقة في اليمن هاجمها "تغلات بلاسر" كما فعل آباؤه وسيفعل أحفاده من بعده، أما "الإمبراطورية المصرية" (الكمتية) فلم تكن تعرف باسم "مصر" كما قدمنا سابقا، وسوف نتطرق إلى هذا النقش وغيره فيما بعد وضمن سياق آخر.

    "شلمانصر الثالث" (858 – 842 ق.م) هو الآخر يذكر بأنه استلم الجزية من "موصري"، والمترجم لم يتجرأ على تغيير كلمة "موصري" (Musri) إلى "إيجبت"؛ لأن في ذلك صفاقة لا تعقل، ولم يحصل قط أن تعرف "شلمانصر الثالث" إلى "الإمبراطورية القبطية" أو فرض عليها الجزية.

    أما ما تركه "أسرحدون"، صاحب قضية الغزو المفترض حول "مصر"، فمن الأولى بدءًا تقديم سرد عام لقصة الغزو، ومن ثَمَّ تتبعها من خلال النقوش للتأكد من موثوقيتها وصدق روايتها التي ستكون الفيصل في الحكم على القصة وتصويب مسارها.


    قصة احتلال بلا دليل

       فقصة احتلال "أسرحدون" لـ"مصر" معروفة وفق السياق التالي: "على عهد ملك مصر "تهراقه" الذي حكم مصر سنة 690 ق.م.، قام العاهل الآشوري "أسرحدون" بعمل عسكري كبير أراد منه دخول المدن المصرية، لكنه لم يستطع تحقيق هدفه، وكان ذلك في سنة 674 ق.م. وبعد مرور ثلاث سنين أعاد المحاولة، وكان قد استعد جيدًا، واتخذ كل الاحتياطات اللازمة، وتمكن من إلحاق الهزيمة بجيش ملك مصر "تهراقه"، ودخل الجيش الآشوري مدينة "ممفيس"، كما يرد اسمها بالترجمة المشار إليها سابقا. ولم يسعَ "أسرحدون" إلى إرسال جيشه إلى أبعد من ذلك، واكتفى بمنطقة الدلتا، وعاد إلى بلاده بعد أن عين وكلاء يحكمون المناطق المحتلة مع حامية آشورية صغيرة. وقد وقع في أسر الجيش الآشوري ابن "تهراقه" وزوجته وثروات كبيرة نُقلت إلى بلاد آشور.

    بعد ما يقرب من سنة تمكن "تهراقه" من إعادة سيطرته على "ممفيس"، مما استدعى عودة "أسرحدون" الذي مرض في الطريق ومات قبل أن يصل "ممفيس". وتسلّم الحكم الآشوري الملك "آشور بانيبال" الذي أعاد احتلال "ممفيس" وطارد "تهراقه" إلى منطقة اسمها "نيء"، حسب الترجمة، ولم يكف عن سعيه لطرد الآشوريين، وتآمر مع مجموعة من الأمراء والوكلاء، لكن الأمر كُشف، مما أدى إلى قتل كل المشتركين بالعملية الفاشلة. وتوفي "تهراقه" وتُوج بدله ابن أخيه "تاندا أماني" الذي طارده "آشور بانيبال" أيضا. وبقي الآشوريون يحكمون "مصر" إلى أن تمكن الملك المصري "بسماتيك" لاحقا، بالتعاون مع اليونانيين، من إخراج الآشوريين من كل "مصر".

    هذا هو مجمل قصة الاحتلال الآشوري للإمبراطورية المصرية، وقد ذكر في ترجمة البروفيسور "دانييل ديفيد"، وكذلك في كتاب "النقوش الإمبراطورية لأسرحدون". لكن ومع حقيقة أنه لم يرد في كل آثار "مصر" ما يشير إلى هذه الحادثة الكبرى، بحيث إن النقوش التي تخص "تهراقه" وابن أخيه رغم ذكرها العديد من الأحداث، لكنها لم تروِ أي شيء عن هذه الأحداث والمعارك الجسيمة. كما أن الآشوريين لم يتركوا في كل مدن "مصر الإمبراطورية" أي أثر أو نقش أو تمثال مما يتعلق أو يشير إلى هذا الحدث الخطير. إزاء هذه الحقائق، لا بد من التحقق من هذه الرواية عبر دراسة النقوش المتعلقة بها.

    في حملته العاشرة توجه "أسرحدون" بجيوشه، وعبر دجلة والفرات، مستهدفا -كما أثبت النص- منطقتي "مجان" و"ملوحا" اللتين سيعرفهما بدقة في سياق النص:

    ترجمة النص: (في حملتي العاشرة الإله آشور ... قادني ... وجعلني أتوجه إلى "مجان" و"ملوحا" اللتين يطلق عليهما في لغتهم المحلية "كوش" و"موصري"، أنا حشدت قوات الإله آشور الضخمة ... وعبرت دجلة والفرات في فيضانهما، وسرت على جبال صعبة مثل ثور بري).
    ونلاحظ أن المترجم حول كلمة "موصري" الواردة في النص إلى كلمة "إيجبت" دون أي سبب! فـ"موصري" -كما يقول النص- هي "ملوحا"، وليست "إيجبت".
    ومن الجدير بالذكر أن المترجم في كتاب
    تلاعب في ترجمته بالنص بحيث أخفى كلمتي "مجان" و"ملوخا" في ترجمته رغم حضورهما الواضح في النص المسماري الأصلي؛ لما تسببانه من حرج لمجمل قصة الغزو المفترضة، كما نلاحظ من النص التالي الذي هو ترجمة لنفس النص السابق: 

    أساليب تضليلية

    إنه من المرعب والمعيب بنفس الوقت أن يلجأ علماء وباحثون كبار إلى مثل هذه الأساليب التضليلية لمجرد محاولة دعم أفكارهم وعقيدتهم.
وفي نقش لاحق يستمر أسرحدون في وصف مهمته، ويرسم جغرافية غامضة وفق الفهم الاستشراقي عندما يجعل ملك تاير صديقا لملك كوش (أثيوبيا)، حيث يعتمد عليه في مناهضة ملك آشور:
    (وفي سياق حملتي قمت بأعمال (حربية) ضد "بعلو" (بعل إيل) ملك "ثاير" (تاير) الذي اعتمد على صديقه "تهراقه" (تاركو) ملك "كوش" (أثيوبيا)، فرفض سلطتي الملكية، وظل يجيبني بوقاحة. أنا قطعت عليه مصادر الماء والأكل إلا ما يبقيهم أحياء. أزلت معسكري من "موصري"، وتوجهت مباشرة نحو "ملوحا" قاطعا مسافة ثلاثين ليغوس من مدينة "أفيق" (ap-qu) التي هي في منطقة "ساماريا"، إلى مدينة "رافيا" (ra-pi-ḫi) (رابحي) التي بجوار جدول "موصري"، المكان الذي ليس فيه نهر، وعن طريق الحبال والسلاسل والماسحات (الدلاء) زودت قواتي بالماء من الآبار).
    وللتوضيح، فإن "تاير" تعني "صور" ("سور") كما يذكرها النص الأصلي: mba-ʾa-lu LUGAL URU.ṣur-ri. ومن اللافت أن يقترن موقع "تاير" وملكها "بعلو" مع "كوش"، التي يصفها المترجم بأنها "أثيوبيا". فتلك المدينة، حسب التأويل الاستشراقي السائد، هي من مدن الساحل السوري البعيد مع "أرفاد" و"صور" و"أشكلون"، ولا توجد علاقة بين هذه المدن وبين "أثيوبيا". فكيف لملك "صور" أن يعتمد على ملك "كوش"، وهو على هذا البعد؟
وفي هذا النقش، يبلغ تخبط المترجم حدًا لا يُعقل؛ فقد استعان بملك "أثيوبيا" (وهو في الحقيقة ملك "لوبي") والذي عده في نقوش أخرى ملك مصر "تهراقه"، مغيرًا الاسم الوارد في النقش من "تاركو" (طارق) إلى "تهراقه" كي تكون عملية إدراج اسم "إيجبت" ممكنة. لأن "تهراقه" هو ملك مصري حقيقي من الأسرة الخامسة والعشرين، وحضور اسمه يزيد من موثوقية الترجمة والتفسير.
لكن يجب أن ننوه إلى أن كلمة "أثيوبيا" الواردة في النص المترجم غير صحيحة البتة، والكلمة الواردة بالنص الأصلي هي "كوش"، وليست "أثيوبيا". و"أسرحدون" ترك معسكره في "موصري" (مجان) وتوجه إلى "ملوحا" أي "كوش"، وقد مر بمدينة "أفيق" (أبق) التي هي في منطقة "ساماريا" (سامريا)، وتوجه إلى مدينة "رابحي" (رافيا) التي هي بجوار جدول "موصري". ويؤكد "أسرحدون" أن المكان ليس فيه نهر، واضطر جيشه إلى حفر الآبار كي يروي ظمأه.

"إيجبت" ليست "موصري"

    وفي هذه المنطقة، استولى جيش "أسرحدون" على مدينة "أرزاني" (أرض أني) التي تقع على حدود جدول "مصر". ويقول: "أنا استوليت. أسوهيلي (السهيل) ملكها الذي تنكر (رفض) سلطتي.. هم وجلبهم إلى آشور". ويجب تأكيد أنه في النص الأصلي لا توجد كلمة "إيجبت"، إنما كلمة "موصري" تمامًا كما وردت في نقش "تغلات بلاسر"، لكن المترجم حولها إلى "إيجبت"، رغم أنها اسم علم، لا يمكن تغيير لفظه.
وكان ذلك في سياق استعداده لتأسيس قصة احتلال مصر من قبل "أسرحدون". ولنلاحظ أن "أرزاني" تقع، بحسب النص، على حدود Brook (جدول، غدير، نهر صغير، سيل صغير في وادٍ)، وليس على حدود "النيل"، النهر العظيم، وكذلك "رابحي" ("رافيا") بعد أن مر بمنطقة "أبيق" (أفيق). وهذا يشير بقوة إلى أن "مصر" التي عناها "أسرحدون" ليست "إيجبت" الإمبراطورية، والمترجم هو الذي اخترع هذا التصور وأقحم الإمبراطورية المصرية (الإيجبتية) بهذه القصة.
    وفي هذه النقوش هناك مفارقة، وفق التأويل الاستشراقي، تستحق الانتباه. فـ"أسرحدون" يغادر "مصر" (مجان)، وهو لم يحتلها بعد، ويتجه إلى "ملوخا" (أثيوبيا -بحسب المترجم-)، أي أنه اجتاز "مصر" وسار مع نهر النيل حتما نحو الجنوب، متجهًا إلى بلاد النوبة وما يليها، التي يسميها "ملوخا" (ملوحا).
بينما في نقوشه الأخرى التي تحدث فيها عن احتلاله "ممفيس" (mempi) لم يقل إنه تعداها، ولم يندفع إلى الجنوب مطلقًا بحسب القصة، مع غياب تام لنهر النيل العظيم من كامل الرواية، في مفارقة غريبة! والمفهوم من هذه النصوص أن "أسرحدون" انطلق من "موصري"، أي أنه كان فيها ولم يكن هناك "تهراقه"، واتجه إلى "ملوخا"، التي تقع على مسافة بعيدة عنه، من أجل أن يلاقي جيش "تاركو".
إن هذه الصورة مربكة جدًا بالنسبة لفهم المترجم، لأنه يعتقد أن "ملوخا" هي "أثيوبيا". ويأتي مرة أخرى ذكر جدول مصر، حيث لا يوجد نهر. والمترجم في ترجمته يضع علامة تعجب دلالة على حيرته وعدم قدرته على فهم هذه الجغرافيا.
إن المتوجه من شمال "مصر الإمبراطورية" إلى "أثيوبيا" سيرافق نهر النيل حتمًا في كل مسيرته، ولا يحتاج إلى الدلاء والآبار، هذا إذا لم يستخدم النهر ذاته في رحلته. لكن "أسرحدون"، بحسب فهم السيد "ديفد"، يعرف "مصر" أخرى لا نهر فيها، إنما فيها جدول أو غدير صغير. ويتقدم "أسرحدون" في حملته نحو "ملوحا"، مجتازًا صحراء مخيفة تكثر فيها الثعابين والعقارب، وحيث العطش الدائم.

    وترجمتها (بالاستناد إلى أمر الإله آشور سيدي، خطرت لي ولقلبي أن أجمع الجمال من ملوك العرب، وأحملها بالماء في قِرَب وحاويات ماء. تقدمت 20 مسافة ليغوس رحلة 15 يوم خلال كثبان رملية، حيث الشخص دومًا عطش، ذهبت 4 ليغوس خلال تضاريس مليئة بالشب وحجر "musu" و.. ودست عبر رحلة يومين على أرض مليئة بالثعابين ذات الرأسين التي عضتها مميتة، وعبرت خلال 4 ليغوس رحلة يومين عبر أرض مليئة بحشرات خضراء طائرة، وقطعت خلال 16 ليغوس مسافة رحلة ثمانية أيام ...)
    وطبقًا للأوصاف، فإن "أسرحدون" انتقل من غرب الجزيرة العربية إلى شرقها، قاطعًا تلك الصحراء القاحلة. فمن "موصري" في موضعٍ ما بغرب الجزيرة، وعبر صحراء النفوذ إلى منطقة "ملوخا" الواقعة على الخليج العربي، التي يرى معظم الباحثين أنها تقع في دولة الإمارات العربية المتحدة الحالية، ولا علاقة لها بجغرافية "أثيوبيا" مطلقًا. وهي تقترن، كما سنرى لاحقًا، بمنطقة "دلمون"، التي هي (البحرين)، ومنطقة "هجر" السعودية على الخليج العربي، الذي تسميه النقوش الآشورية بـ"البحر المر".
    وقد ورد وصف مشابه للصحراء التي قطعها "أسرحدون" في أحد نقوش "سنحاريب" أثناء مهاجمته القبائل العربية في الجزيرة العربية بأرض "بازو"، فقد ذكر أنها أرض بعيدة وتبدأ من السباخ (جدول أو مستنقع موصري)، وبمسيرة 140 بيرو من الرمال، وليس فيها غير الشوك ونوع من حجر يعرف بـ"فم الغزال"، ثم سهل من الأفاعي والعقارب مثل "الزربانو" أو الجراد، ثم تليها أرض جبلية اتساعها 20 بيرو. وهذا الوصف يتماثل مع وصف "أسرحدون" للصحراء التي قطعها.
    ويرى "جلاسر"، في بحوثه المستفيضة عن "بازو" و"خازو"، أنها تقع في الأقسام الشرقية والجنوبية من "اليمامة" إلى أرض "ماكن" (ماجن)، إلى مرتفعات "رأس الخيمة". ومناطق الخليج العربي، منذ عهد السومريين، كانت ترتبط بعلاقات تجارية قوية مع دول بلاد الرافدين، وتمثل منطقة نفوذ مهمة لها.
    وفي النقش شرح أسرحدون مشقة الطريق وما واجههم من صعوبات، وكانوا يسيرون بصحراء وصخور مليئة بالثعابين ذات الرأسين، فهل الطريق إلى أثيوبيا من مصر صحراء بهذا الوصف أم هو يشتمل على مدن وقرى تنتشر على جوانب نهر النيل؟