• Facebook
  • instagram
  • X
  • youtube
  • tiktok
  • apple podcast
  • google podcast
  • spotify

ما مفهوم "هل الرسالة تُسمى رسولاً؟" | سامر إسلامبولي

للإستماع




ناقشَ سامر إسلامبولي، الباحث والمفكر السوري، خلال لقائه د.باسم الجمل، عبر برنامج "مفاهيم"، تطبيقات اللسان العربي المبين على بعض المفاهيم القرآنية؛ كمفهوم "الرسالة" و"الرسول" و"النبي"، في القرآن الكريم، وماذا نعني بالرسول لمّا نذكر رسول ورسالة والنبي بالمفهوم وَفق آلية اللسان العرب المبين؟ وهل كما تعاهدنا أن الرسول هو الذي يحمل الرسالة وأن الرسالة هي ما يكتب أو ما يحمل؟ وأن النبي هو النبي محمد نفسه بصفة مختلفة أم أن النبي يمكن تعميمها وإطلاقها على مجاميع قيادية أو مجتمعية أخرى؟


كلمة "رسول" في التاريخ الإسلامي

قال سامر إسلامبولي، الباحث والمفكر السوري: "كلمة رسول في التاريخ الإسلامي كما هو شائع دائماً تُطلق على حامل الرسالة؛ بصرف النظر ما هو نوعه، كونه حامل الرسالة اسمه رسول، هذا المعنى المادي هو الذي انتشر وشاع في تاريخ الأمة الإسلامية، مع العلم أن المفسرين -أنا اطلعت تقريباً على نحو ٢٠ تفسيراً- يقولون إن كلمة الرسول عامة تطلق على الرسالة وتطلق على حامل الرسالة؛ كلاهما اسمه رسول، مثلاً تفسير البغوي قال (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ولم يقل (رسولا رب العالمين)؛ يعني جاب رسول مفرد ما ثنَّاها؛ (إنا) مثنى، و(رسول) هنا مفرد، ما أجد (رسولا) عن نبي ليس موسى وهارون، قالوا (إنا) نحن اثنان مثنى هنا، وقت تكلم قال (إنا رسول) ما قال (إنا رسولا)، فقال هذا يدل على أنه هنا ما يقصد شخصهما، يقصد الرسالة؛ لو كان شخصهما يقصد (إنا رسولا) وقالوا (إنا رسول) معناها ما عَم يحكوا عن حالهم، عَم يحكوا عن الرسالة؛ نحن اثنان حاملان الرسالة لأهلها، فكلمة رسول هنا يقصد فيها الرسالة وليس حاملها، هذا تفسير البغوي..".


وأضاف سامر إسلامبولي: "عندنا مثلاً تفسير الرازي، نفس الآية طبعاً يجيبوها (إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ)؛ وكمان أنه مقصود فيها ماذا؟ نفس الكلام بالضبط يعني يكاد يكون ناقلين كلهم عن بعض؛ تقريباً 17 مرجعاً في التفسير عَم يحكوا نفس الكلام، هذا أنه هذا المعنى موجود في القرآن، وهذا المعنى في اللسان العربي.. يجيبوا مثلاً بيت شعر فيقول (لقد كذب الواشون)، ما فهت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول؟ قال برسول هنا مقصود فيها رسالة؛ فإذن ثابت عندنا نحن بالتفاسير الموجودة بالتراث أنه رسول تأتي بمعنى حامل الرسالة، تأتي بمعنى الرسالة ذاتها، وباللسان العربي كمان -اطلعت تقريباً على مراجع كثيرة في هذا الموضوع- لنثبت الفكرة يعني للمتلقين؛ يعني كلهم، فمعظم مراجع لسان العرب وغيره كلها تقول إن (الرسول) تأتي بمعنى (الرسالة)".


نحن أمة لا تقرأ

وأجاب الباحث والمفكر السوري عن سؤال "لماذا في الثقافة الشائعة عند المسلمين أن الرسول هو رسول، والرسالة رسالة منفصلة عن الرسول؟"، قائلاً: "المعنى اللي انتشر بين الناس اتقفل عليه، تم إغلاقه، والأمة لا تقرأ، رغم نحن مفروض نكون أمة اقرأ. (اقرأ باسم ربك)؛ لكن عملياً نحن لا نقرأ، فلذلك انتشر هذا المفهوم، ما رجع أحد إلى الكتب والمراجع، والمراجع كما ذكرت التفاسير معظمها تقول (الرسول) تأتي بمعنى الرسالة، المصادر اللسانية، (الرسول) تأتي بمعنى (الرسالة)، ومع كل هذا العرض التراثي يعني عملياً لم نأتِ بجديد؛ يعني إذا قُلت أنا الآن (الرسول) تأتي بمعنى (الرسالة)، أنا ما أتيت بجديد، أنا وافقت واتبعت ما قاله هؤلاء، بس عن بينة وعن علم وبصيرة وبرهان، ومع ذلك يوجد كثير من المعاصرين الباحثين يرفضون هذا الكلام، وأنه لأ خطأ؛ لا يمكن أن تأتي كلمة (رسول) بمعنى (رسالة)".


حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ.. معنى "الرسول"

وتابع سامر إسلامبولي رداً على "وَفق هذا الفهم لمعنى الرسول والرسالة؛ فيه آيات تقول وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول، طيب الرسول ميت؟": "قبل أن نتكلم عن النقطة هذه كمان نضرب أمثلة على أن القرآن كيف استخدمها نماذج، لحتى كمان نثبت الفكرة، أنه ليس هي غريبة على تراثنا أو على القرآن، لا مستخدمة؛ بس الناس لا تقرأ.. جيب نماذج من النص القرآني (أم حسبتم) هنا الرسول أتت بمعنى حامل الرسالة الإلهية، ما قلنا نحن الرسول تأتي بمعنى حامل الرسالة الإلهية أو بالرسالة ذاتها أو بكليهما؛ فهي نماذج على أنه كلمة (رسول) أتت بمعنى حامل الرسالة، الشخص، (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، (حتى يقول الرسول) هنا (رسول) حامل الرسالة؛ الشخص، الإنسان.. (آمن الرسول بما أنزل إليه)؛ (الرسول) حامل الرسالة، الشخص، وإذا قيل وعلى الرسول حامل الرسالة، الشخص، بهذا الشكل الرسول، فإذا أتت كلمة الرسول بالقرآن بمعنى حامل الرسالة (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)؛ حامل الرسالة، ليس الرسالة التي تبلغ الرسول نفسه، (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)، الرسول حامل الرسالة، لماذا؟ لأن فعل الطاعة تكرر، (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول)؛ صار فيه كائن ثانٍ، لأنه تكرر فعل الطاعة، أما لو كانت (الرسول) دون فعل طاعة يسبقها، بيصير النص (أطيعوا الله والرسول) لم يكن فيه فعل طاعة، فصار الرسول حامل الرسالة، صارت الرسالة ما على الرسول إلا البلاغ المبين، الرسول حامل الرسالة، (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) واضحة طبعاً الرسول حامل الرسالة".


وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ.. "الرسول" بمعنى الرسالة

وأضاف إسلامبولي: "دلالة ثانية؛ (الرسول) بمعنى الرسالة الإلهية، ذاته، قال تعالى "كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"؛ (شهدوا أن الرسول حق)، هنا الرسول ما عَم يحكي عن شخص النبي محمد، عَم يحكي عن الرسالة. (وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِۦ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)؛ (من يشاقق الرسول) مقصود فيه الرسالة، هذه النصوص مستمرة ما بعد وفاة النبي؛ فإذا حصرناها بالنبي تعطلت؛ كلها مستمرة متعلقة بالرسالة، (وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)؛ (الرسول) هنا كمان (الرسالة)، (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا)، (الرسالة)؛ يعني أمثلة بهذا الشكل (قل أطيعوا الله والرسول) دون ذكر فعل الطاعة، فصار الرسول هنا حامل الرسالة؛ (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا)؛ (تؤمنوا بالله ورسوله) الرسالة.

(یَومَىِٕذ یَوَدُّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا وَعَصَوُا ٱلرَّسُولَ لَو تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرضُ وَلَا یَكتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِیثا)؛ (عصوا الرسول)، (الرسول) هنا (الرسالة).. وهكذا صار عندنا نحن آيات تُثبِت أن (الرسول) بالقرآن أتت بمعنى (حامل الرسالة)".


"الرسول" بمعنى الرسالة الإلهية وحاملها

وتابع الباحث والمفكر السوري: "(الرسول) أتت بمعنى الرسالة ذاتها، هلا عندنا المجموعة الثانية الرسول بمعنى (الرسالة الإلهية وحاملها)، (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)؛ (استجابوا لله والرسول)، الرسول عندما يطلب من المؤمنين شيئاً هو يخاطبهم بما نزل عليه، فيستجيبوا له؛ والاستجابة له هو، واستجابة إلى الرسالة ذاتها كمان، فصار هنا (الرسول) مقصود فيه الاثنين معاً، بس إذا بتلاحظ دائماً أن القيمة للرسالة؛ دائماً القيمة للرسالة ليس للرسول، وما على الرسول إلا البلاغ المبين، القيمة للرسالة والتعامل مع الرسالة، (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله)، كمان (الرسول) و(الرسالة)، رسول دون رسالة ما عاد له وجود؛ فقال لك (أطع الرسول) يعني أطع الرسالة. بس كيف أطع الرسالة إذا ما هو وصل لك إياها، فصار فيه ربط ما بين الطرفَين..".


هل عصى فرعون الرسالة أم الرسول الحامل لها؟

وأجاب سامر إسلامبولي عن سؤال "(فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا)، هل عصى فرعون الرسالة أم الرسول الحامل لها؟"، قائلاً: "الرسول ما له طاعة لحتي تعصيه وتطيعه. الرسالة مقصود فيها معناها، عَم يبلغ هذا الرسول رسالة فيها أوامر معينة؛ فعصى فرعون هذه الأوامر التي تم تبليغها عن طريق الرسول. فصار (الرسول) شمل الرسول كحامل رسالة والرسالة. (فعصى فرعون الرسول) يعني عصى الرسالة التي وصلها إليه الرسول.

مجموعة رابعة (الرسول حامل الرسالة بين الناس لبعضهم بعضاً)، هذا دلالة لسانية؛ الملوك تبعث برسل لبعضهم، اسمه (رسول)، ما له علاقة لا نبوة ولا أي شيء. هذا الرسول؛ الملك ممكن يحمله رسالة مادية مكتوبة على ألواح؛ ممكن يحمله رسالة شفهية يلقيها إلقاء. فإذا تم إلقاء هذه الرسالة للطرف الآخر انتهت مهمة هذا الرسول. وبيرجع تصفي الرسالة عند الطرف الآخر، هي الرسول؛ لأنها حملت فحوى مضمون الرسالة.. فهذا رسول. عندنا الرسل كمان من الملائكة في القرآن؛ (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ). من الأول فوق أنه الملك، (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ). فالملوك لهم رُسل، الملوك من الناس، الناس لهم رُسل. نبعث برسالة لبعضنا البعض. الملائكة أيضاً اسمهم (الرسول) اللي هي رسول الله عز وجل إلى الواقع؛ لتنفيذ مهام. يسمونها كائنات ذوي مهام؛ كل واحد موكل بمهمة..".


كلمة "رسول" عامة وأوسع من كلمة "نبي".. ليس كل رسول نبياً

واستكمل الباحث والمفكر السوري: "وبناء إذن على هذا، عرض المجموعة اللي عرضناه؛ وصلنا إلى أنه كلمة (رسول) عامة وأوسع من كلمة (نبي)؛ طالما عَم تيجي بمعنى الملائكة، عَم تيجي بمعنى الناس، رسل الملائكة لبعض البعض والملوك؛ معناها ليس كل رسول نبياً، الملائكة ما هم أنبياء، رسل الله للناس؛ بس ليسوا أنبياء، جبريل ليس نبياً، رسول؛ فإذن كلمة رسول لا تعني نبياً، ليس كل رسول نبياً بالضرورة.

كل نبي رسول قطعاً؛ كل نبي رسول، وإلا ضربت نبوته؛ لأن النبوة هو مقام علم ودعوة. فإذن ما فيه شيء عَم يوصل للآخرين، رسالة، انتهت نبوته. فإذن كل نبي رسول وليس كل رسول نبياً بالضرورة، النبي حتى يصير نبياً بتتم فيه عملية اصطفاء من الله عز وجل ووحي. يوحي إليه، تكليف بالنبوة. يعني كما يكلف مثلاً رئيس الدولة شخصاً معيناً يبعثه سفيراً؛ هذا ما يصير سفيراً لوحده إذا ما كلف من قِبل رئيس الدولة. وحمله رسالة ويقدمها للطرف الآخر ليثبت نبوته؛ فإذن هذا شيء يوصلنا إلى أنه فيه وحي قبل وحي التشريع والدين؛ اسمه وحي النبوة أو وحي تكليف النبوة. لهذا الإنسان إنك نبي، يعني هذا الكلام جواب".


هل يوجد وحي خارج القرآن؟ وهل النبي رسول؟

وتابع سامر إسلامبولي: "هل يوجد وحي خارج القرآن؟ أيوة طبعاً فيه وحي خارج القرآن. بس ليس وحياً دينياً؛ ليس وحياً تشريعياً، ليس وحياً لنا؛ للناس والمسلمين. هو وحي خاص للنبي، وحي تكليف، وحي اصطفاء، وحي تشريف، وحي نصرة، وحي حماية، وحي أنباء ومعلومات، كل متعلق بزمان النبي وبشخصه؛ وينقطع هذا الوحي خارج القرآن بوفاة النبي. فإذن هل النبي رسول؟ نعم؛ لأن مهمة النبي الدعوة والتعليم؛ فهو حامل رسالة، دعوة، فصار إذن النبي إذا ما نزل عليه كتاب بنسميه (نبي رسول دعوة)، طب إذا نزل عليه كتاب صار اسمه (نبي رسول كتاب)؛ لأنه فيه فرق بين الرسل، فيه أنبياء رسل؛ مثلا هارون (نبي رسول دعوة)، طب النبي موسي؟ (نبي رسول كتاب)؛ لأنه نزل عليه الكتاب، (النبي الرسول دعوة) تابع لـ(نبي رسول كتاب)، أنبياء رسل الكتاب قلة؛ ومنهم ٥ أولو العزم (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد)، أنزل عليهم كتب معينة".


وأضاف إسلامبولي رداً على "يعني النبي عيسى أوتيه ولم ينزل عليه؟": "نعم؛ قصدت أنه وصل إليه كتاب؛ أنزل أو أوتي له كتاب خاص، دعوة جديدة، يكمل ما سبق؛ بينما الأنبياء بعد منه أو ما بين النبي موسى والنبي المسيح، كانوا أنبياء دعوة وتعليم، ما فيه كتب؛ كلهم دعوة وتعليم.. من مرحلة زمنية طويلة لبناء المجتمع وقيادته؛ مثل النبي داود والنبي سليمان، كل الأنبياء دول ما لهم كتب، يعني حتى الزبور اللي نزل على داود، ليس هو كتاب مثل كتب التوراة والإنجيل والقرآن؛ لذلك الزبور هو عبارة عن كتاب تعاليم معرفية، بس ما فيه تشريعات".


النبي (صاحب كتاب) فمعصوم من القتل.. المسيح لم يُقتل ولم يُصلب والنبي محمد لم يقتل

وأجاب الباحث والمفكر السوري عن سؤال "المعنى المفهوم للزبور يتضمن اكتساب المعرفة؟"، قائلاً: "نعم؛ فإذن 5 أولو العزم بيترتب عليهم العصمة من القتل؛ الخمسة أنبياء أولو العزم طبيعي أنه يترتب عليهم هذه الصفة أنهم معصومون من القتل؛ لتنفيذ المهمة الموكلين بها، ليس لشخصهم. بينما الأنبياء الآخرون اللي ما عندهم كتب، تعرضوا للقتل، أما النبي صاحب كتاب فمعصوم من القتل. لذلك عصم رب العالمين الأنبياء الخمسة. يعني المسيح لم يُقتل ولم يُصلب قولاً واحداً. والنبي محمد لم يقتل كما هو موجود في الروايات بأنه بآخر عمره قتل سُماً، لا ما قتل، فهو معصوم، الرسل كلها معصومة عن الخطأ والنسيان في تبليغ رسالتهم كمقام رسول. أما كمقام نبوة لا ما فيه عصمة. لا أحد أبداً، ولا لأولي العزم. العصمة تبعهم عصمة اكتسابية إيمانية، فإذن صار عندنا النبي هو إمام دعوة وتعليم، وهو رسول دعوة. فإذا نزل عليه كتاب بيصير اسمه (نبي رسول كتاب)، طيب القرآن المفهومين دول متداخلين مع بعض. طيب الرسول ما يصير نبياً من بين الناس، الإلهي؟ يصير كيف؟ إذا كان نبياً بالقصد شرط. فبيجي بالنص القرآني (رسول). تيجي رسول مقصود فيه النبي. ليس صاحب كتاب، إسماعيل رسول؛ مثلاً )وليس نبياً؟( لا نبي. هنا النقطة، هنا الرسول بنوصل إلى نقطة عشان يصحي الوجهَين بقى؛ كل نبي رسول، هذا المعنى العام. كل نبي رسول والعكس غير صواب. ليس كل رسول نبياً، هذا بالمعنى اللساني. هلا نيجي للقرآن عَم نحكي عن أنبياء البشر، من البشر فقط، طالعنا الملائكة طالعنا الناس طالعنا الكل.. هل الرسول الإلهي من البشر نبي ولَّا لأ؟ هو نبي بالضرورة؛ الرسول الإلهي البشري".


ختم النبيين يقتضي ضرورة ختم الرسل الإلهيين

واستكمل سامر إسلامبولي: "أما بالمطلق العام باللساني؛ فليس كل رسول نبياً. نعم؛ كل نبي رسول. للدقة هنا بالتفصيل بالقرآن والرسول البشري الإلهي هو نبي ضرورة. بالقرآن تم ختم النبوة للنبي محمد. فبعد النبي محمد، خاتم النبيين، ما عد فيه بعد منه نبي. ختم النبيين يقتضي ضرورة ختم الرسل الإلهيين. ليس بالمعنى اللساني ضرورة؛ أحدهم أصحاب التفاسير يقول لك تم ختم النبوة، بس ما تم ختم الرسالة. فممكن ييجي رسل الله عز وجل ويوحي إليهم يقولون أنا رسول الله؛ مثل رشاد خليفة مثلاً، هو بيقدم نفسه رسول الميثاق، رسول هو. لأنه قال الختم للنبوة فقط. هو لا، إذا تم ختم النبوة طبيعي جداً أن يتم ختم الرسل؛ لأن مقام الرسول مبني على مقام النبوة. فلذلك تم استخدام كلمة خاتم النبيين، طيب ختمة الرسل، أي رسول؟ لأنه الرسول بالمعنى العام عام؛ ليس نبياً. لأنه ليس كالرسول نبي. إن نحن عَم نحكي ختم النبوة للرسول النبوي، قائم على النبوة، أما يا ترى ما فيه رسل؟.. مستمرون إلى يوم الدين فيه؛ بس لا يبعثهم الله، ولا يوحى إليهم. وإنما أخذوا المعنى اللساني. رسول، أنا رسول، أنت رسول؛ طالما نحمل أفكاراً ومفاهيم معينة نقدمها للآخرين، أنت رسول، فنحن رسل، هذا رسول، وكل إنسان مطلوب منه أن يكون رسول السلام والأمان في المجتمع. هذا اسمه رسول؛ بس أنا ما باقول أنا رسول الله. لا؛ أنا ليس رسول الله، يعني ليس الله بعثني، لا أنا رسول أحمل أفكاراً فقط؛ فهذا المعنى مستمر إلى يوم الدين، لا تنقطع المجتمعات عن وجود رسل تحمل هذه الأفكار".


أثر الفصل بين مفهوم (الرسالة والرسول والنبي)

وقال إسلامبولي رداً على "على المستوى التشريعي يعني؛ أثر الفصل ما بين مفهوم الرسالة والرسول والنبي": "ابتداء؛ إذا نظرنا في القرآن كله من أوله، من سورة الفاتحة إلى سورة الناس؛ لا نجد فعل الطاعة يقترن بالنبي، إطلاقاً. يعني (أطيعوا النبي) ما فيه إطلاقاً، ولا باسمه، يعني محمد بن عبد الله,, أطيعوا محمد. كمان لا يوجد. ولا دائماً الطاعة مرتبطة بإيه؟ أطيعوا الرسول بدلالتها؛ سواء كان (رسول حامل رسالة) أو (رسول الرسالة)، بمعنى الرسالة، فلا نجد. فهذا لازم احنا نلفت نظرنا. لماذا لم تأتِ آية في القرآن (وأطيعوا النبي)؟؛ لأنه النبي ليس محل طاعة دينية. هنا عَم نحكي ديناً. الدين طاعة لله عز وجل فقط، عن طريق الرسول. طيب، مَن هو الرسول؟ هو حامل الرسالة. وليس حامل الرسالة. طاعة الله تكون من خلال طاعة رسالته. (أطيعوا الله والرسول) يعني الرسالة. بخلاف (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول). صار هنا (حامل الرسالة). طيب كيف نطيع نحن الرسول (حامل الرسالة)؟ بدنا نطيعه في ما يقود المجتمع بحياته؛ لأنه النبوة مقام زمكاني مرتبط بشخصية النبي، يعني العلم والتدريس، مرتبط بشخصية الإنسان، حي ليمارس التدريس والتعليم. فإذا مات هذا الإنسان.. توقف العمل؛ ما عاد يقدر يسوي شيئاً. أما المقرر فمستمر؛ يعني شبه مثلاً إذا في عندنا أستاذ رياضيات عَم يدرس مقرراً بمرحلة معينة، فإذا مات الأستاذ أو انسحب من التدريس، يبقى المقرر موجوداً؛ بيجي أستاذ رياضيات ثانٍ يدرس نفس المقرر. الطلاب ليسوا متعلقين بالشخص الأولاني، متعلقون بالمادة المقررة، ما بيهم من يروح وييجي".


لا يوجد حث على طاعة النبي في النص القرآني

وقال سامر إسلامبولي: "لا يوجد حث على طاعة النبي في النص القرآني أبداً؛ ما فيه طاعة للنبي، لأن طبعاً الطاعة للنبي بزمانه، للمعاصرين له. لأن هو كان إماماً وقائد مجتمع. يعني ما نقول النبي ما له وجود، لا النبي له وجود تاريخي، له وجود تاريخي، وكان إماماً دعوياً ومعلماً، وقاد مجتمعه وأسس دولة. فتوجد له طاعة زمكانية؛ لذلك ما جاءت طاعة له بالقرآن.. فكان يأمر وينهي ليس بصفته رسول الله؛ لا، بصفته قائد دولة، بصفته إماماً، يأمر وينهي. فأوامره زمكانية؛ لذلك هذا الكم الكبير جداً من الأحاديث التي نُسبت إلى النبي هي في هذا المقام، إما تعليم أو توجيه؛ سواء بالطب أو بالغذاء أو بأي أمور ليست أحكام دين؛ أحكام الدين بتكون بالقرآن حصراً".


وأجاب الباحث والمفكر السوري عن سؤال "يعني متروك الامتثال بها للفرد نفسه إن أراد الاستئناس فيها؟"، قائلاً: "نعم طبعاً؛ بس ليست مصدر دين. لا يأخذ منها التشكيل، لا يأخذ منها أحكاماً دينية، لا مفهوم إيماني ولا حكم شرعي ولا خبر غيبي إطلاقاً. مادة ظنية في الأصل، ما فيه قطعي، فلا يأخذ منها شيئاً".


باعتراف علماء التراث "لا يوجد أي حديث ثبت للنبي بشكل قطعي ١٠٠٪"

وأضاف إسلامبولي رداً على "كيف يمكننا أن نثبت أن الأحاديث هي قول النبي نفسه وليست قول النبي في صفته كرسول؟": "ابتداء من حيث الإثبات لا يمكن؛ لأنها غير ثابتة. باعتراف علماء التراث ذاتهم لا يوجد ولا أي حديث ثبت للنبي بشكل قطعي ١٠٠٪، ما يُسمى التواتر. قالوا لم يتمثل تعريف التواتر ولا بأية رواية؛ لأن التعريف، التوارث عندهم ما رواه جمع حاضر واعٍ للحدث. يقوم هذا الجمع كله مع بعضه بنقل الخبر لجمع آخر لا يقل عنه، والجمع الآخر يتم نقله لجمع آخر لا يقل عنه؛ دون انفصال زمني، دون انقطاع، وهذا لم يحصل ولا بحديث.. وليس شرطاً كل حديث فردي مع فردي؛ ممكن ثنائي ثلاثي. بس ظنية صارت؛ صار اسمه ظني ذلك باسمه الأحاديث. قسم القطعي، قسم الظني؛ باقسم القطعي، ما فيه ولا حديث ظني، كله ظني.. (وطب لنفترض أن هذه الأحاديث وصلت بالطريقة المثلى؟) افتراضاً، صوتاً وصورة، قطعية هذه الأحاديث".


النبي لم يتكلم بلسان عربي مبين.. لسان عربي فقط

وأجاب سامر إسلامبولي عن سؤال "أنا كفرد بعيد عن هذا التاريخ، هل مكلف أن يلتزم فيها أو لا يلتزم فيها؟"، قائلاً: "هنا النقطة؛ إن كان الإنسان معاصراً للنبي عليه الالتزام. هو عما يتلقى الأمر منه مباشرةً؛ لأنه عَم يأمره هو فيلتزم فيها. ليس التزاماً دينياً.. التزام اجتماعي. أما الإنسان الذي أتى لاحقاً والنبي توفي، فهذا الأمر ليس موجهً إليه.. لأنه ليس ديناً، هذا أمر شخصي، موجه إلى هاد، وهاد شعبي أنا مالي ملزم فيه. افتراض أن الثبات قطعي ١٠٠٪. فإذن الروايات التي تُنسب إلى النبي ظنية الثبوت، وابتداء كون ظنية الثبوت، سقط الاستدلال بها. إذا طرق الاحتمال سقط الاستدلال. فمع تقرر تستدل فيها تقول هذا برهان؛ لا ليس برهاناً. إذن عندك ليست ثابتة. كيف ذاك تثبت عندي؟ ليس ثابتة ظنية. نأتي إلى المضمون، إذا تجاوزنا الظنية. هل هذا المضمون هو كلام الله؟ لا؛ ليس كلام الله. هل هو بلسان عربي مبين؟ لا. يعني حتى النبي نفسه لم يتكلم بلسان عربي مبين؛ بيتكلم بلسان عربي فقط. أما فيه مجاز طبيعي جداً؛ لأنه هو واحد من قومه. يقول إنما أنا بشر مثلكم. فما باقدر أنا أتعامل مع حديث نبوي وأدرسه كما أتعامل مع نص قرآني. نص قرآني، لسان عربي مبين. بادرسه ضمن منطق، ضمن قواعد. أما هذا فلا؛ لذلك حتى علماء الحديث بيقولوا إن هذا الحديث غالباً روي بالمعنى من ذهن اللي عم يسمع. قَدَّم وأَخَّر. ما بتعمل فيها؛ حتى لا تأخذ كقواعد لسانية. إذا بك جيب تبرهن على قاعدة لسانية، قال ما بيصح تأخذ حديثاً".


السُّنة طريقة والحديث روايات

وأضاف الباحث والمفكر السوري رداً على "يعني، حتى لو وصلت أقوال النبي كما هي إلى وضعنا الحالي دون أي تغيير وبنفس اللفظ؛ نحن كأفراد مثلاً هل مكلفون؟": "لا نحن نتعامل معها كمصدر تاريخي معرفي فقط. السُّنة غير الحديث؛ هي من أحد الأخطاء اللي واقعين فيها. السُّنة طريقة، والحديث روايات. يعني هل يوجد للنبي سُنة؟ طبعاً يوجد سُنة؛ يوجد أحاديث، فيه سُنة وفيه أحاديث".


كيفية التفريق لسانياً بين "الرسول" و"الرسالة" و"النبي"

وأجاب سامر إسلامبولي عن سؤال "كيف يمكن الاستفادة من التفريق لسانياً بين "الرسول" و"الرسالة" و"النبي" في حياتنا اليومية؟ وكيف يمكن عكس ذلك على تجديد الأفكار في المجتمع حول المفاهيم القرآنية المتفق عيها؟"، قائلاً: "ضبط المنهج اللساني كثير مهم جداً. إذا اختلف المبنى اختلف المعنى. وإذا اختلف المبنى والمعنى اختلفت وظيفة الإنسان؛ فعندنا الرسول وعندنا النبي. ولكل منهما مقام. مقام رسول، مقام النبي، طبعاً وجود مقام رسول مقام النبي لا ينفي وجود مقامات أخرى. يعني هو كائن حي له مقام شخص عادي زوج. في المجتمع؛ صداقة مع أصدقائه وأصحابه، هي مقامات؛ يعني مثلاً إذا كان عندنا مثلاً مهندس مدني وتم تنصيبه مدير منطقة، صار مديراً، هذا ما بين فيه مقام الهندسي. هو مقام مهندس؛ هو مقام مدير، ما بين فيه مقام أب في البيت؛ هو زوج. فإذن المقامات تتعدد لشخص واحد؛ هذا شيء طبيعي. نفهم نقطة مهمة أنه حركة هذا الإنسان لما نتعامل معه، بِدنا نشوف من أي مقام هو عَم يتحرك ويتكلم معنا. هل عَم يتكلم معنا بصفته مقام مهندس، حالة علمية، أم مقام إدارة، قانون، مدير الناحية هو أم مقام صديق؟ هذا الكلام نفسه ينطبق على النبي. لذلك حتى الصحابة حصل عندهم هذا الالتباس أثناء التعامل معهم، وقت يحكي معهم شيء يقول له هذا وحي من الله ولَّا رأيك؟ وحي من الله يعني مقام رسول. وما على الرسول إلا البلاغ المبين. يقول لا هذا رأي، قال إذن رأيك بنأخذ ونعطي، نحن ممكن نكون صح ممكن نكون خطأ، وبيخالفه، والنبي يتنازل عن رأيه ومقابل إله؛ فمقامات. فإذن أول مقام الرسول مين يحدد مقاماته؟ هو كتاب نفسه، الرسالة يعني هي بتحدد هذا الرسول اللي حامل الرسالة؛ له مهمة كذا وكذا، شو مهمته؟ البلاغ المبين، فبنيجي الرسالة نلاقي له مهمتان فقط، ما في غيرهما للرسول، التبليغ والتلاوة (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ)، وتلا الآيات، المهمة الثانية التبليغ، (وما على الرسول إلا البلاغ المبين) نقطة، ثبتناها؛ فالإنسان المعاصر بيفهم تماماً إذن هذا الرسول لا علاقة لك به شخصياً، علاقتك بالرسالة فقط، بلغ وتلا، وهكذا كان الصحابة يتلو عليهم وينصرفون في مقام النبي.

هل مقام النبي ما له مهمات؟ له مهمات، ما مهمته؟ كمان في الرسالة بتقول مهمته التعليم، مهمته الدعوة، الإمامة، القيادة؛ فالنبي إمام والأنبياء كلهم أئمة هدى وتقى، فإمام هو.. هل إمامة النبي مستمرة إلى يوم الدين بشخصه؟ لا ما مستمرة؛ لأن الإمامة هي بِدي تكون ماذا؟ حي يرزق، القيادة بده يكون حياً يُرزق، تعليمه للناس، بده يكون حياً يُرزق، يأمر وينهي ويعلم، ما بيصير أنه الأستاذ يموت ويبقى الأستاذ تأثيره وفاعليته بالصف ليس موجوداً مع وجود أستاذ ثانٍ، لا خلاص، راح الأستاذ المقرر  موجود هو الرسالة؛ فإذن النبي مهمته الدعوة والتعليم لقومه في زمانه فقط لا غير حصراً؛ لذلك اسمه مقام شخصي زمكاني غير ملزم أقواله للمجتمعات اللاحقة".


الأحاديث مصدر معرفي تاريخي لا ديني

وتابع سامر إسلامبولي: "يعني كل ما وصلنا عن النبي نحن غير معنيين به دينياً؛ فنقول ما نسب إلى النبي من أحاديث وروايات لا ننفيها؛ لأنه تاريخ موجود، النبي ما كان أبكم، لا بيتكلم، طيب ما صح ولا أحاديث؟ لا؛ صح أكيد ضمن مقاييس معينة ولو على الظن الغالب، لكن نحن نقول ليست هي مصدراً دينياً؛ إنما هي مصدر معرفي تاريخي، تُدرس من هذا المنظور، ممكن فيه أحاديث تتعلق بمكارم الأخلاق، فيه أحاديث مثلاً تأمر ببر الوالدين، هذا لا يشرع بر الوالدين، أمر مشرع في القرآن. جاء هذا الحديث صدى له حديث مثلاً يأمر بكفالة اليتامى، ما عَم يشرع، هذا عَم يعيد ما هو موجود في القرآن، فإذا نلاحظ تحصيل حاصل؛ يعني استخدمت هذا الحديث أو ما استخدمته الأمر ثابت عندك في القرآن؛ فلذلك نقول الأحاديث النبوية هي مصدر معرفي تاريخي لا تثبت مفهوماً إيمانياً".


وقال إسلامبولي رداً على "لا يأخذ منها لا نصوصاً شرعية ولا أحكاماً شرعية": "أبداً لا مفاهيم إيمانية، والله المهدي بده، يطلع المسيح بِده ينزل، لا تثبت أي مفهوم إيماني، لا تثبت أي حكم شرعي، لا قتل مرتد ولا غير مرتد؛ ما بيصير الحكم الشرعي يثبت خارج القرآن، ما بيصير يثبت خبراً غيبياً تاريخياً، ما بيصير لا يأخذ الحديث ذاته قاعدة لسانية، طبعاً من باب أولى كلام الناس جميعاً.. إذن كلام النبي ما بنقدر نأخذه، قاعدة لسانية؛ فباب أولى كلام الناس جميعاً، القاعدة اللسانية ينبغي أن يكون النص ذاته محكماً ثابتاً وهذا غير متحقق إلا بالقرآن حصراً، هو القاعدة اللسانية، فلا يصح".


القرآن احتوى الدين كاملاً

وأضاف الباحث والمفكر السوري: "القرآن احتوى الدين كاملاً، ما ترك شيئاً لورا.. فهذه الأحاديث ليست مصدراً دينياً، الأحاديث فتحت مجالاً لأن يقول كل من هب ودب شيئاً وينسبه إلى النبي من خلال افتراء سند منحول سهل، معروفة مثلاً أسماء الرواة، طبعاً هذا الانتحال، سابقاً قال فلان حدثني فلان عن فلان، هذه الشخصيات موجودة حتى من باب الطرف، يروى بالتاريخ، يروي هنين أن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين دخلا إلى مسجد فرأيا إنساناً قاعداً يروي أحاديث، فقال حدثني أحمد بن حنبل، وروى أحاديث، بعدين حدثني يحيى بن معين، وروى أحاديث، فصار أحمد بن حنبل ينظر إلى يحيى، ويحيى ينظر إلى أحمد: أنت حدثته؟ قال له لا والله، أنت حدثته؟ قال له لا والله، ما حدثته.. فانتظروا حتى انتهى.. جاءا إلى عندهم، قالا أنا أحمد بن حنبل وهذا يحيى بن معين، ولم نحدثك شيئاً.. قالا ضحك، قال والله ما رأيت أغبى منكما، ما فيه بالدنيا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين غيركما؟ مليان أحمد بن حنبل.. هكذا كان يتم نحل الأحاديث كذباً غالباً على الوعاظ، نحن نكذب لرسول الله".


الوضاعون وبناء الدين الموازي

وأضاف إسلامبولي رداً على "يكذبون لصالحه؟": "نعم لصالحه؛ الوضاعون هؤلاء الوعظ والإرشاد، وضعوا أحاديث بالآلاف، علماء السلاطين وضعوا كمان آلاف الأحاديث؛ لدعم طائفة ضد طائفة، عارف كيف يحطون أحاديث مدح، هاد زم، هاد تيجي طائفة تانية بتعكسها؛ تحط أحاديث أخرى كلها كذب، هذا كم ضخم جداً، فبُني الدين الموازي من خلال هذه المادة؛ لسهولة أن تجد فيها ما تريد، كل شيء... الشيء ونقيضه، الكذب والصدق، شو بدك فيه موجود. الكهنوت حافظ على هذه المادة وأعطاها الصفة الدينية؛ لأنه يستمد وجوده منها، أساسك ضغط كامل، إذا ترك المادة الحديثية القرآن معروف لدى المسلمين لا يوجد داعٍ لعمل شيء هنا؛ لأنه ليس علم فيزياء أو عالم فلك، علم بشو؟ القرآن واضح، الحرام مبين والحلال مبين، (حرمت عليكم أمهاتكم) واحد، اتنين، عشرة.. هاي محرم النكاح، محارم الطعام، معروفة؛ انتهى.

الدين هذا هو الدين؛ إما بالله، اليوم الآخر، العمل الصالح، منظومة القيم والأخلاق، معروفة الوصايا العاشرة، معروفة النقطة، انتهى، راح دور الشيخ، دور الشيخ انتهى سقط؛ فإذا اعتمد المسلمون على القرآن سقط دور الكهنوت الديني؛ فلذلك حريصون على أن لا يسقطوا مادة الحديث، ثلاثة أرباع الدين، لماذا؟ لأنه قائم عليها، كله كهنوت قائم عليها، كل الدين الموازي قائم عليها، كله.. لذلك عندهم أحكام شرعية وتخبط بالمذاهب واضطراب شديد جداً؛ بينما القرآن لا نجد هذا الشيء... سهل، أمر حرام، مذكور، ليس مذكوراً، حلال نقطة انتهى. لا يوجد داعٍ لأحد يسأل ما حكم نمص الحواجب؟ ولا ما حكم الوشم؟ أنا أحب أن أضع وشماً، لا يوجد داع لأحد يسأل.. غناء، زرع شعر، تجميل، لا يوجد داع لأحد يسأل، هل موجود في القرآن أنه حرام؟ لا، حلال، لا تسأل، الأصل حلال، الأصل حلال؛ لأنه الأصل في الأشياء الحلال".


الكهنوت لعبة ماكرة

وتابع سامر إسلامبولي: "السُّنة كمان والحديث كمان، اختلف المبنى اختلف المعنى؛ الكهنوت لعبة كتير ماكرة، عندما قالوا مصادر الدين أربعة (القرآن والسُّنة والقياس والإجماع)؛ فجعلوا تحت القرآن السُّنة، والسُّنة جابوا أحاديث إنه (تركت فيكم سُنتي وتمسكوا فيها.. إلى آخره)، وهاي سنة النبي، فدائماً يعبرون بها المصطلحات، سُنة النبي؛ لكي يرعبوا الناس فيها، ما هي سُنة النبي عنكم لو وجه سؤال، يقولون لك الأحاديث والروايات، بخاري ومسلم، ترمزي ونسائي، هذا هو تعريف السُّنة باللسان العربي، هل هذا تعريف السنة بالقرآن؟ لا السنة في اللسان العربي هي الطريقة، سنة فلان؛ يعني نمط حياته المستمر اللي ما يخالفه أبداً السُّنة بالقرآن، طريقة الله في الخلق، (ولن تجد لسنة الله تبديلاً)، طريقة الله عز وجل في الخلق ثابتة، لا تتغير؛ هاي سُنة، إذن السُّنة هي الطريقة العملية الثابتة التي لا تتغير هي ليست مصدراً تشريعياً، ليست مصدراً دينياً؛ هي وصف لفعل مستمر، السُّنة ليست مصدراً هي وصف لفعل مستمر، سُنة النبي معناها فيه فعل مستمر، فعل مستمر له ثابت..

هل كل فعل مستمر للنبي يرتبط بالدين ولَّا السُّنة ممكن تتنوع؟ تتنوع؛ لأنه فيه سنته كبشر، لأنه هو مقامات، فيه أب، فيه زوج، إنسان، ممكن تكون له سُنة إنسانية بشرية؛ ليس بالضرورة أن نلتزم فيها، أنا لا ألتزم فيها، العلماء يفرقون؛ فيه سُنة، عادة، أنها سُنة صح طريقة أو ثابتة؛ بس عادة ليست لها علاقة بالدين، هاي خارج الدين، نحن ملزمون بأنه سُنة لها علاقة بالدين، أي سُنة لها علاقة بالدين إذا هي فعل؟ التي لها أصل في القرآن (أقيموا الصلاة)؛ النبي طبقها عملياً، الصلاة؛ فالصلاة سُنة، الهيئة، السنة لا تقصد فيها المصطلح الفقهي المندوب؛ يعني السُّنة هي طريقة تابعة للأمر القرآني (أقيموا الصلاة).

الحج مثلاً نزل في القرآن، الحج نزل في القرآن، نزل؛ طبَّق النبي التطبيق العملي للحج، فقال (خذوا عني مناسككم) سُنة، في حال النبي بالسُّنة بالتطبيق، إن خالف ما هو موجود في القرآن، فمردود طبعاً هذا لم يحصل أصلاً، لم يخالف، في حال أضاف مخالفة، لا يوجد، أما أضاف بهذه الأمور تفصيل بالصلاة أو بالحج، تفصيل معين، فهذا التفصيل لك الخيار في أن تفعله أو لا تفعله؛ لأنه أنت ملزم بما نزل فقط بالقرآن، أي شيء أضافه النبي مطلوب أن تفعله مندوباً يعني الأفضل أن تفعله؛ لأنه هذا اختيار نبوي، لكن إذا أنت حبّيت تختار اختياراً آخر على نمطه، تتأول القرآن، اخترته فلا مانع".


قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ

وأجاب سامر إسلامبولي عن سؤال "اعتبار أن ما سلكه الرسول سُنة لأنه له أصول في النص، مَن قال هذا؟"، قائلاً: "القرآن والمنظومة اللسانية القرآن، قال (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، كيف نتبعك؟ اتباع برسالتك؛ الرسالة التي تحكيها نتبعها، صار اتباعاً للرسالة، نتبعك بطريقة تفاعلك بالرسالة، ولكن ليس بشكل ديني منهجي، كيف تفاعل النبي مع الرسالة؟ اتباع منهجي، ليس اتباعاً لفظياً وشكلياً، صار نوعان، هذا الاتباع اللفظي، والشكلي صار روايات، أما المنهج فموجود في القرآن، وفي فحواه؛ يعني القرآن، تعلم الحكمة من القرآن؛ منه وإليه".


ما فعله النبي بالصلاة والحج.. جذره ومحوره قائم على القرآن

وأضاف الباحث والمفكر السوري: "ما فعله النبي بالصلاة والحج؛ جذره ومحوره قائم على القرآن، في قيام، في ركوع، في سجود.. النبي نفس هذا الكلام طبقه؛ قيام وركوع وسجود، أضاف تفاصيل معينة، تفاصيل أوقات الصلاة موجودة في القرآن.. اثنان ثلاثة خمسة؛ اختار النبي خمسة أوقات والتزم بها، لك أن تلتزم مثل ما بِدك.. يعني متروك للفرد أن يختار طبعاً في ما زاد النبي. أما المحور الثابت بالقرآن ما تتحرك فيه، فإذا ما أتى النبي فيه من زيادات بالنسبة إلى العبادات، الصلاة والحج، لك أن تغيره على نمط القرآن ذاته؛ ممكن تصلي ركعتَي الصباح، ركعتَي المساء فقط".


الحج.. هل الرسول كان يحمل كماً من حجر ويضرب إبليس؟

وأجاب إسلامبولي عن سؤال "طبعاً على طريقة الحج، هل الرسول كان يحمل كماً من حجر ويضرب إبليس مثلاً؟"، قائلاً: "هذا لم يثبت في القرآن؛ فإذن هو ليس من أركان الحج؛ ليس من أركان الحج، يعني ممكن إنسان يحج وما يعمل هذا العمل كله، طيب هل هذا العمل ثابت؟ إيه ثابت هذا العمل، ثابت طيب.. هل التطبيق السيئ من المسلمين والناس أو يحمل أحجاراً كبيرة أو يضربون بعضهم أو.. إلى آخره بنفي ثبوته؟ لا ما بيصير نناقش الموضوع بهذا الشكل، التطبيق لوحده على جنب".


الرجم.. حالة رمزية معنوية

وأضاف الباحث والمفكر السوري رداً على "كيف يرجم النبي إبليس، ونحن متفقون أن إبليس صفة سلوكية عند الناس؟": "هنا الموضوع، هذا الرجم هو حالة رمزية معنوية؛ ينبغي أن يفعل في كل حج.. مَن هو إبليس هذا العام؟ ومَن هو شيطانه الأكبر؟ يتم رجمه في هذا المؤتمر، لعنة الله على كذا، ويرجمه، الشيطان الأكبر الموجود بزماننا وبحياتنا".


وتابع إسلامبولي: "ما فيه رجم بالقرآن كله بالضبط؛ حدث الرجم.. هل هو ثابت تاريخياً أن النبي فعل الرجم؟ نعم ثابت تاريخياً، سُنة؛ لأن هذه ثابتة تاريخياً غير ملزمة دينياً، أما ثابتة.. طيب أنا بِدي أساويه، هل هو حالة جامدة؟ يعني فيه حجر وفيه شيطان أو فيه كائن بِدي أرجمه؟ لا ليس هي، هي حالة رمزية مثل الوقت، بيوقفوا الناس والطلاب طابوراً أمام تحية العلم، ليس كلهم بيعرفوا، هذا العلم عبارة عن قطعة قماش، لا بتقدم لا بتأخر، ما له أية قيمة، لماذا هذا الاستعداد وهذه الهيبة والخشوع بيوقفوا؟ حالة رمزية معنوية؛ فهنا رجم الشيطان هو رجم، قوة رجم، قوة الشر والأبلسة والاستكبار في العالم، حالة نشر وعي سياسي، والحج من أحد مقاصده ليشهدوا منافع لهم، الحالة الاقتصادية، الحالة السياسية، الحالة الثقافية كله".


حج البيت وأداء المناسك

واستكمل إسلامبولي رداً على "في جزئية الحج اعتمادًا على الفهم اللساني للفظة الحج، اللي أنا أفهم منها أنها فيها نوع من المحاجج والجدل والحوار وإلى آخره.. أليس من الأفضل أن ترجم إبليس في تبيان وجوه السلوك الإبليسي في البشر، والرجم هنا يتم عن طريق فضح هذا السلوك، واستخدام طرق أخرى لمنعه دون أنك تضرب حجارة على واحد، على سور أسمنت؟"، قائلاً: "هو هذا المقصود، أما ليس نفي مناسك الحج؛ يعني دائمًا فيه الدلائل المادية والدلائل المعنوية، حج البيت مَن استطاع إليه سبيلا، وله مناسك مادية، واحد اثنين ثلاثة.. هل ينفي المحاججة؟ لا، لا ينفي؛ لأن فيه منافع، أنا شو رايح أعمل؟ فيه أداء مناسك، وفيه منافع، شو المنافع؟ منافع اقتصادية ممكن تيجي وكالات، شركات لهناك وتأخذ ناس، وكالات منها هي منفعة مرفوضة؟ لا مرفوضة ممكن يصير مؤتمر طبي، يجتمع كبار الأطباء العالم، في هذا العام، وفي المكان ذاته، مؤتمر مهندسين، مؤتمر فيزيائيين، مؤتمر فلكيين، وأنت ماشي كلها مؤتمرات وبينها المحاججة والفكر، شو عندك، شو عندي، إنا نقعد نطرح هذا الكلام يوصلنا إلى أن الحج مطلب للرجال فقط".

وأجاب إسلامبولي عن سؤال "بمعنى مش الذكور؟"، قائلاً: "لا؛ ليس ذكور مقام، يعني الأطفال ما لهم علاقة، يعني فيه محاضرة علمية؛ ندعوا، نحن عاملين محاضرة علمية، هل يقصدون الأطفال؟ لا ما معني فيها الطفل؟ شو جاي يعمل فيها؟ هل العجائز مرضى؟ لا شو جاي تعمل المحاضرة.. (يعني مش تحمل واحدة على العربة؟) شو جاي تعمل عندي أنت لا للعجزة لا للشيوخ الكبار لا للأطفال، ممكن لأهل الاختصاص، هذه المحاضرة ضمن عنوانها خاص لها الناس، هؤلاء العلماء المختصون فيها فقط، طيب إذا جاء طفل حرام؟ لا بس يعني أخذ محل غيره، خلي غيرك يقعد".


خطأ قائل في التعامل مع النص

وأجاب إسلامبولي عن سؤال "كيف تم استنباط أحكام وتم تعميمها نتيجة سوء الفهم اللساني؟ كيف ممكن هذه؟"، قائلاً: "العضوضة؛ تعامل المسلمين بالمنهج فيه خطأ قاتل؛ هو تعامل العضوضة، تجزيء التعامل مع النص؛ يأتي للنص القرآني فيأخذ (فويل للمصلين)؛ بيعزلها عن سياقه ويبني عليها أحكاماً.. ودي يصل طبيعي لأحكام شيطانية، نص الكلام لا جواب له، ولو كان كلام الله أخرجته عن مساره صار فهم شيطاني، أتوا لهذه الآية، فأخذوا منها جملة، (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وبيظنوا أن هذه آية قرآنية وبيحكوا فيها، هذه ليس آية قرآنية، هذه جملة، جزء من آية، فإذا تم إرجاع هذه الجملة إلى الآية كسياق؛ السياق وحده بيوجه معنى هذه الآية، بداية الآية بسورة الحشر (مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)؛ بداية النص (ما أفاء الله)؛ إذن عنوان النص عن الفيء، عَم يحكي الفيء هنا، عَم تتم عملية إعطاء ومنع، يعني عَم يتوزع بالتفاسير عندهم عند علماء؛ ابن عباس شو قال عن هذه الآية؟ قال ما آتاكم رسوله، بمعنى ما أعطاكم وما نهاكم، بمعنى ما منعكم؛ يعني ما لها علاقة هذه الجملة بموضوع مصدرية الدين، أو بأقوال الرسول؛ أنه قال وقال ونهى وأمر، إطلاقاً من سياق الآية، ومن عندهم وعلماء هنا هكذا يقولون..".


مهمة "النبي" و"الرسول".. لماذا استخدم "فما آتاكم الرسول"؟

وقال الباحث والمفكر السوري رداً على "لماذا استخدم (فما آتاكم الرسول)؟": "سؤال مشروع، والجواب لهذه الجزئيات لا بد له من استحضار المنظومة؛ استحضار المنظومة كلها المتعلقة بمهمة الرسول والنبي، شو مهمة الرسول في القرآن كمنظومة ثابتة؟ التلاوة والتبليغ، هذه المهمة تبعه، النبي مقام دعوة وتعليم وإمامة وقيادة، هذا ثابت، هذه منظومة، ندخل لهذا النص نشوف أنه تم استخدام (ما آتاكم الرسول) هنا الرسول هل بصفته مقام رسول؟ الكلمة يقصد فيها مقام الرسول.. (أم مقام رسالة؟) جاي كلمة (رسول) ومقصود فيها (نبي)؛ لأن هذا الرسول هو نبي مقامات متعددة لشخص واحد، هذا لا يمكن..".


وأضاف سامر إسلامبولي: "في القرآن موجود مقامات للنبي؛ في القرآن مقام النبي، موجود مقام الرسول.. موجود بس أحياناً تأتي الرسول ويقصد بها النبي، (ما آتاكم) من عنده؛ يعني صار نبي، شو اللي صرف المعنى المنظومة، أن الرسول لا يمكن أن يأتي بشيء من عنده، دائماً فيه وحي، تلاوة وتبليغ، فإذا تم استخدام كلمة رسول ورأينا أن هنا الرسول يأتي من عنده اجتهاده وفهمه؛ معناها هنا مقصود بكلمة الرسول نبي، مقام النبوة". 


لماذا لم يقل "فما آتاكم النبي"؟

وأجاب سامر إسلامبولي عن سؤال "لماذا لم يقل (فما آتاكم النبي) هنا كنا ارتاحنا أكثر؟"، قائلاً: "صار فيه دقة كثير يعني باللسانية، لماذا؟ صار بده غوص أكثر باللسان، أما المنظومة اللي عَم تحكم دائماً الرسول مهمته التلاوة والتبليغ، هذا الرسول اللي جاي هنا في النص ما عَم يحكي عن لا تلاوة ولا تبليغ؛ إذن ليس الرسول الإلهي، فهنا صارت (الرسول) كمقام نبي، كون مقام الرسول مشتركاً مع مقام النبوة بشخص واحد، فخذوه.. معناه في حالة أنه أعطاكم شيئاً فخذوه، منعكم من شيء أو نهاكم عن شيء.. امتنعوا، وهيك فهمها المسلمون السلف، معظمهم من عندهم".


وأضاف إسلامبولي رداً على "أنا قصدي أنه طالما استخدم الرسول بمعنى أنه ما يقدمه لكم لازم تأخذوه؛ يعني ما أعطانا خياراً هنا، أعطانا خياراً واحداً اللي هو التزام بما قدم؟": "نعم؛ لأنه هو رئيس الدولة، هو اللي عَم يقسم الفيء، عَم يقسم للناس كله، لماذا تعترض؟ تتهمونه بالخيانة، تتهمونه بالظلم، طالما الأمور عَم تتم بشفافية من فوق الطاولة، وشايفين أن الرجل ما عَم يأخذ شيئاً له أي شيء فيء، موجود طبعاً الفيء، ما له علاقة بالغنائم، مفهوم آخر، أي شيء عَم يحصل عَم يقسمه بينكم؛ لكن عَم يتوخى العدل، عَم يعطي كل إنسان حسب حاجته، لماذا عَم تعترضوه؟ فلا أحد يعترض هذا الكلام، مسحوب الآن.. طيب الرسول هذا صاحب مقام النبي مات وانتهى دوره، طيب هل انتهى النص؟ لا ما انتهى النص، هذا النص مستمر إلى كل مَن يقوم مقام النبوة كقيادة اجتماعية، دولة، طالما فيه رشد وفيه توخي العدل، عَم يتم توزيع العطايا والاحتياجات للمجتمع، ما أحد يعترض".


ما معنى الفيء؟

وتابع إسلامبولي: "الفيء بمعنى ما أفاء الله، رسول من أهل القرى؛ من خلال إما بقايا حروب صار أو ثروات من خلال تعاون الدول مع بعضها البعض، ثروات ضخمة، استيراد وتصدير أموال تفوت على البلد، هذه الأموال هي للمجتمع".


المعنى اللساني لـ"الفيء"

واستكمل الباحث والمفكر السوري: "الأصل في الفيء، لو نرجع للمعنى اللساني مع (فاء)، بمعنى رجع، ما أفاء الله، ما تم رجوعه إليكم من ثروات من أهل القرى وغيرها، فعلى أرض الواقع بزمانهم ما كان فيه عندهم وسائل إلا الغنائم بيسموها (وهل الغنيمة في القرآن معناها الغزو؟) كمان لها معنًى ثانٍ، أما الفيء عندهم، ما عندهم مصادر مالية أبداً، كانت الدول الريعية، الخلافة كلها ريعية، ما عندهم استيراد وتصدير، ريعية تعتمد على الضرائب.. (وإنتاج محلي تبادل التجارة؟) أفراد ليس دولة، دولة ما عندها؛ كان ليس عندها أي شيء؛ فتعتمد على الضرائب، وهذا من أحد أسباب الانتشار بالفتوحات، لأوجدوا موارد للدولة، مصاريفها كبيرة جداً، فاسمها دولة ريعية، دولة ضريبية، ما عندهم أي شيء، فالفيء ليس هنا الفيء بناء على الزمان التاريخي تبعهم، أنه هي ما ينتج عن الحروب والفتوحات، هو لا؛ ليس هذا المقصود، الفيء هو من حالة تبادل تجاري بين الدول، ما يرجع عليكم، تعطوهم أنتم سلعاً أو صناعات، بيرجع عليكم هذا الشيء، هذا الشيء اللي عَم يرجع هو حق المجتمع ليس ليتخزن..".


مفهوم الغنائم

وأضاف سامر إسلامبولي: "الغنائم تتعلق بحصول الإنسان على ثروة دون تعب أو جهد؛ تحصل عندهم.. فهو ليس هنا أنهم كمان سابقاً على الغزوات وما يحصلون عليه أنه ما عندهم بتاريخهم.. أما (غنم) حسب اللسان العربي حسب تفعيل هذا النص، ما غنمتم، ما قدرتم تحصلوا عليه من ثروات باطنية في الأرض، بترول وذهب وأرباح ضخمة وبورصة.. كلها اسمها غنائم، غنمت هذا الشيء دون أي جهد منك، دون أي جهد، وثروات ضخمة جداً، فجاء التوزيع تبعها مباشرةً".


وتابع إسلامبولي رداً على "فلله مش آية الخمس هي؟"، قائلاً: "هي آية الخمس، خمس لله؛ فجعلوه لمين؟ خمس للرسول، خمس لله، هنا جعلوه أهل البيت الخمس للرسول؛ المقصود فيه لمؤسسات الدولة الخمس، خمس هذه الثروات، خمسها بيروح للدولة، والأربعة أخماس لصالح المجتمع بفئات كتير".


الضريبة والغنيمة

واختتم الباحث والمفكر السوري بالإجابة عن سؤال "هل الضريبة التي تؤخذ من الأفراد تُحسب أيضاً من الغنيمة؟"، قائلاً: "بالنسبة إلى الدولة إيه، مفروض الضرائب يعني تتقلص، إذا الدولة صارت تدير الشؤون المالية؛ هي والثروات لصالح المجتمع، ما أظن أن لمواطن يدفع ضريبة من الوقت المعاصر؛ يعني إذا البترول عَم يستخدم لصالح المجتمع.. وإذا الدولة أخذت ضرائب ينطبق عليها الغنائم؛ الدولة هي تغنم، غنمت هذا الشيء إيه لما يرجع خمسه تأخذه، والأربعة أخماس ترجع للمرافق العامة، الطبابة والبطالة والشيخوخة وأشياء كثيرة".