ناقشَ سامر إسلامبولي، الباحث والمفكر السوري، خلال لقائه د.باسم الجمل، عبر برنامج "مفاهيم"، تطبيقَ مفهوم وآلية اللسان العربي المبين على مفاهيم (السلام، والقتال، والجهاد) في النص القرآني؛ هذه المفاهيم التي أُسيء فهمها بشكل عميق في الثقافة العربية الإسلامية، وربما عند الثقافات الأخرى تم استخدام هذه المفاهيم لشن حروب وغزوات.. سبايا وقتل وإجرام؛ كله نتيجة فهم خاطئ لهذه المفاهيم اللسانية الموجودة في النص القرآني، والآن كيف يمكن فهم هذه المفاهيم وَفق تطبيق آلية اللسان العربي المبين؟
تقسيم المجتمعات إلى دار إسلام ودار حرب ودار أمان
قال سامر إسلامبولي، الباحث والمفكر السوري: "عن مفهوم السلام والقتال والجهاد أيضاً أُسيء فهمها عبر التاريخ الإسلامي؛ بسبب التطبيق التاريخي الحربي أو العسكري، فوضع ثقة ليغطي الحركة العسكرية للدولة الإسلام؛ فقسموا المجتمعات دارَ إسلام، دار حرب، دار أمان.. قسموها، هذه التقسيمات انتشرت في الفقه الإسلامي وصارت جزءاً لا يتجزأ منه، وصارت محل الدراسة وكأنها نصوص دينية، يعني نص قرآني هذا قلت لا يلزم أحداً، هذه رؤية فقهية زمكانية خاصة بأحداث معينة، نحن بحاجة إلى دراسة قرآنية جديدة، لنعرف كيف نتعامل مع المجتمعات؛ لأنه المعطيات اختلفت تماماً والعلاقات بين المجتمعات أيضاً اختلفت، هذه النقطة الأولى".
أهمية التفكير المنظومي لأي باحث في القرآن
وأضاف سامر إسلامبولي: "والنقطة الثانية اللي عَم يقع فيها أيضاً الفقهاء المسلمون؛ ومنهم خرجت إلى المستشرقين وغيرهم، عدم التعامل مع القرآن بشكل منظومات، تعاملوا بشكل عقيم، أجزاء.. فويل للمصلين، وَاُقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ.. فاقتلوهم؛ بياخدوا منها أن النص القرآني يأمر بقتل الآخرين والمخالف للمسلمين. هيك فهموا؛ بسبب عدم استخدام المنهج القرآني في الدراسة التي يضاف للمنهج اللساني، المنهج الدراسي والتدبر اللي قُلنا ابتداء يقوم على منظومة ترتيل الآيات، ومن ثم تقليمها، والترتيل هو جمع النصوص المتعلقة بالموضوع الواحد تقليماً، بمعنى ترتيبها أولوياً، النص رقم واحد، هذا النص رقم اتنين، عشان نعرف كيف نتعامل مع هذه المنظومة، فإذن التفكير المنظومي مهم جداً لأي باحث في القرآن.. طبعاً كلسانيين، احنا بنستخدمها دائماً ثابتة. أهم قاعدة (إذا اختلف المبنى اختلف المعنى)، عندنا القتال، عندنا الجهاد، عندنا الجزية، عندنا السلام.. كلمات مختلفة بالمبنى، مختلفة بالمعنى؛ ليس كل قتال جهاداً، وليس كل جهاد قتالاً. ممكن يجتمعوا، ممكن يختلفوا، فهذا الأمر كله بدنا نتنبهه".
السلم والسلام.. المنظومة الأولى في القرآن
وتابع الباحث والمفكر السوري: "المنظومة الأولى الموجودة في القرآن، بعلاقة المجتمع مع الآخرين؛ هي منظومة السلم والسلام.. "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".. فإذن الأصل في علاقة الناس مع بعضها، سواء على مستوى الأفراد أو الأُسر أو المجتمعات هو التعارف، التعارف ينتج عنه التعايش، التعايش ينتج عنه التعاون، هذه الأمور ينتج عنها السلم والاحترام؛ هذا الأساس. من أسماء الله، عز وجل، السلام. وأمر بالسلم والسلام بين الناس. هذه منظومة ثابتة؛ اسمها حكم أصيل ثابت وليس ظرفياً بخلاف القتال، القتال حكم ظرفي طارئ؛ ليس أصلاً في العلاقات، هو حالة ظرفية، والقتال مو القرآن اللي بيشرعه، لأ؛ هو القتال، أمر موجود عند الأمم بطبيعة الحال؛ لصد العدوان، والمدافعة عن الذات. فمو أنه بيحتاج إلى نص ديني. لذلك بدأ النص (كتب) فعل مبني للمجهول. (كتب عليكم) يعني مو الله اللي كتبه؛ لأنه جزء متضمن أو تفرضه الظروف الطبيعية، (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) ليه؟ لأنه ما فيه إنسان سوي يقوم بالقتال والدمار والحرب، فكتب عليكم".
عدوان الطرف الآخر سبب القتال.. معنى القتال باللسان العربي
وأضاف سامر إسلامبولي: "شو يعني كتب عليكم؟ صار في معطيات معينة بالواقع حصلت وأجبرتكم أنتم على اختيار قرار القتال، مين؟ العدوان؛ لذلك (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).. فإذن الذي كتب القتال هو عدوان الطرف الآخر، عندما اعتدى علينا، فما عاد عندنا نحن خيار إلا أن نقبل بالقتال، وكلمة القتال، كلمة باللسان العربي تدل على حالة الاشتراك بين طرفَين، أما الطرف الواحد إذا قام بالقتل، قتل، فلان قتل فلاناً، أما إذا نقول تقاتلا فمعناها كل منهما قام بعملية القتال مع بعض. اتنين عَم يتقاتلان مع بعض. وطبيعي جداً يحصل أثناء القتال قتل. فإذن القتال أمر ظرفي طارئ لا يصح نرفعه إعلاناً وشعاراً في الدين الإسلامي. والقتال ليس مطلباً لذاته بينما السلام مطلب لذاته. السلام مطلب لذاته، والقتال ليس مطلباً لذاته.
السلام حكم أصل ثابت بين علاقة المجتمعات؛ والقتال حكم ظرفي، الأصل نحاول ندفع عنا القتال ما استطعنا؛ حتى الإنسان، اعتدت علينا من خلال تحالفات تنازلات معينة نمنع القتال، فلا نلجأ إليه إلا بشق الأنفس، مكرهين ولا راغبين في القتال، لأنه القتال دمار، هذا المفهوم؛ السلام، القتال".
هل الجهاد يعني قتالاً؟
واستكمل الباحث والمفكر السوري: "الجهاد من فعل (جهد)؛ أنه إن تبذل جهداً في تحقيق شيء اسمه جهد. العمل هذا كله اسمه الجهاد، هل الجهاد يعني قتالاً؟ لا؛ ما له علاقة قتال، كلمة عامة ممكن تبذل جهداً في الدراسة، في العمل، في أعمال الخير. كل هذا اسمه جهاد، والقتال ينزل تحت الجهاد في حال كان القتال ذا هدف نبيل إنساني غير عدواني؛ فاسمه جهاد كحالة اصطلاحية. أما الطرف الثاني المعتدي فممكن يسمي عدوانه جهاداً. ليجيش عناصره ويسمي أموات أو القتلى عنده في الجيش المعتدي كمان شهداء؛ لجعل أو شرعنة القضية تبعه العدوانية وتجييش الجنود، أما الواقع فلا؛ القتلى هنا لهم قيمة لأنه قتلى عناصر في جيش معتدٍ. ولا القتال تبعهم اسمه جهاد، لا يُسمى القتالُ جهاداً إلا إذا كان بدافع وهدف نبيل إنساني، فصار هذا القتال داخل تحت الجهاد، هذا القتال جهاد.
أما هل كل جهاد هو قتال؟ فلا. لذلك بيمر معنا نص مثلاً (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا)، جاهدهم بالقرآن، يعني جاهدهم بإيه؟ بالفكر والجدال والتعليم والتنوير، جادلهم وبيِّن لهم أماكن الضعف، وبيِّن لهم قوة الأفكار، هذا اسمه جدال فكري، جهاد علمي؛ لذلك ممكن نستحضر مقولة مثلاً الصوفيين (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)، الجهاد الأصغر بيقصدوا فيه حالة المعركة؛ القتال، رجعوا على الوضع الطبيعي للسلم والسلام، فهذا لا شك الجهاد الأوسع في مضمار الحياة. فهذا الصوفيون؛ رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، ليس موضوع تقليل عمل القتال اللي هو دفاع ضد الوطن والإنسان. مو تقليل؛ يعني ربما فهم بعضهم أن الصوفية يقللون من هذا العمل. لا هذا عمل عظيم؛ أن تدافع عن عرضك وشرفك وأموالك ووطنك.. عمل عظيم لا شك؛ بس طبيعته في الحياة كـدوره، له دور صغير.. لا يكبر إلا حين اللزوم؛ هو اللي بيكون بالعدوان. أما إذا ما فيه عدوان ولا في أي شيء، فبيتقلص، بينكمش، وبيرجع الجنود لسكناتهم، وبترجع لحياتها الطبيعية، للجهاد الأكبر اللي هوّ الجهاد بهذه الحياة، الإنسان بيجاهد على ولاده؛ حيث العمل، وزوجته وأمه وأبيه.. وهكذا. هذا الجهاد؛ فإذن هذا مفهوم السلام والقتال والجهاد".
قاتله.. اقتله
وأجاب سامر إسلامبولي عن سؤال "يعني افهم القتال في النص، هل يفهم بس فقط بالاتجاه العسكري مثلاً؟ هل لفظة (قاتله) هي نفس (اقتله) مثلاً؟"، قائلاً: "لا اللفظ اختلف؛ بس محكومين بجذر واحد أنه (قتل) فعل، قتلة.. أما هنا في التوجهات على أرض الواقع (قاتل) وغيره (اقتلوه)، قاتلوا حالة اشتراكية مثل: قتال تقاتل، لاكم ملاكمة؛ لا بد من طرفَين، الطرفان عَم يتلاكما، تلاتة والطرفان عَم يتقاتلا.. قاتلوا نفس الشيء. قاتلوا مين؟ الذين يقاتلونكم، قاتلوا الذين يقاتلونكم، فيه طرف ثانٍ. أما (اقتلوا) وحدها إذا عزلناها عن السياق، صار فعلاً موجهاً لشخص واحد يطلب منه (اقتل فلاناً)، أما بالقرآن ما بتيجي بهذا الشكل، بتيجي بدائرة قتال، موجودة فيه قتال، موجود بين الطرفَين، بيجي أمر اقتل، فإذا انتهت الأشهر الحرم اقتله".
القتال والجهاد في سبيل الله
وتابع إسلامبولي: "والقتال في سبيل الله، طبعاً ممكن؛ ممكن طبعاً جداً القتال في سبيل الله، تعني القتال في سبيل الحرية، ورفع الظلم عن الناس.. والجهاد في سبيل الله تشمل كل شيء؛ حتى في سبيل ترسيخ حريتك".
مفهوم "قتل" و"قتال" لسانيًّا
وقال الباحث والمفكر السوري: "(قتل) في اللسان العربي كفعل، كلمة تدل على توقيف ومنع فاعلية الشيء، فاعليته إلى الحد الأدنى الذي ممكن يصل إلى إقصائه كاملاً؛ فهو درجات. (قتل) هذا فعل (قتل). فبتظهر بدلالة مادية وبتظهر بدلالة معنوية؛ فهذا يعني ليس أينما وجدت كلمة (قتل) في النص القرآني يقصد بها الحالة الإقصائية اللي هي إقصاء الإنسان من الحياة. يعني إيه؟ قتله وإخراجه من الحياة، زهق حياته. لا في درجات قبل منها، أما ليس مطلباً دينياً أو قرآنياً إزهاق حياة الناس، ولو العدو، ليس مطلباً؛ لأنه عند الله ما فيه محاباة، كل الناس عباد الله..".
قاتلوا الذين يقاتلونكم.. هل هناك تحديد لنوع القتال؟
وأجاب سامر إسلامبولي عن سؤال "لما أقول (قاتلوا الذين يقاتلونكم)؛ هل هناك تحديد لنوع القتال، يعني أقصد أقول لك قاتل الذي يقاتلك شو بتفهم؟"، قائلاً: "حسب أدواتي وحسب شو هو عما العدوان تبعه، والأدوات اللي عَم يستخدمها ضدي، فأنا بِدِّي أجهز أدوات تتناسب مع الأدوات اللي هجمت فيها عليَّ، وهو هجم بسلاح ناري، وأنا بالسيف".
قتال فكري
وأضاف إسلامبولي رداً على "إذا واحد شتمك، هل يعني هذا قتالاً؟": "لا؛ هذا مو قتال، لا الشتم وهذه الأمور، يعني حالات عنف لفظي برأيي مخالف للرأي من الناحية اللسانية، بيصير اسمه قتالاً فكرياً.. كل طرف من الطرفَين عَم يحاول يضعف ويقلص رأي الآخر ما استطاع بعرض الأفكار والبراهين؛ ففلان قتل فكرة فلان إذا أظهر البرهان على أنه فكرته قوية وفكرته ضعيفة.. اسمه قتال؛ بس ما عاد صار اسمه يعني نقاشاً".
وأجاب الباحث والمفكر السوري عن سؤال "إذا رأيت مجرماً في الشارع يحاول أن يتعدَّى على حقوق الناس وأوقفته، هل هذا قتال؟"، قائلاً: "لا؛ القتال لازم يكون فيه طرفان عَم يتقاتلا، فهذا المجرم إذا أنت جيت ومنعته وضربته، فأنت قتلته، صار فعل القتل صدر منك، بصرف النظر عن إزهاق حياة أو غير إزهاق حياة. فعل منك يصدر فقط؛ لتوقيف منكر أو رفع ظلم ونصرة المواطن.. ويمكن نسميه قتلاً لا قتالاً.. إيه أنا قتلته. مو شرط أزهق حياة، مش بالضرورة، لا ممكن يغمى عليه. ممكن شل حركته، ربطه، وقفه، ثبته كله، قتلته، قتلت فاعليته، ما اسمه قتال.. قتال معناها هو قام وصار يقاتلني".
وأضاف الباحث والمفكر السوري رداً على "متى يتم تحديد القتال بمعنى استخدام الأسلحة لهدف إزهاق الموت؟ ومتى يستخدم القتال بهدف قتل الفكرة؟ مَن يحدد الموضوع مثلاً؟": "الواقع هي كلمة القتال عامة شاملة الكل. مين عَم يحدد السياق؛ ممكن اتنين عَم يتقاتلا أيدي ملاكمة، اسمه قتال، بنسميه قتالاً، اسمه قتال، مصارعة مثلاً. اسمه قتال دون أسلحة، اسمه قتال. هذا عَم يتقاتل مع هذا. ففعل متبادل؛ (لاكمَ) فعل متبادل، ملاكمة اسم للعبة كلها. بس واحد يعني بيلعب؛ ولكن لوحده لا بد من طرف ثانٍ. ما فيه واحد (لاكمَ) وحده. فكلمة القتال اسم حدث عَم يحصل من طرفَين عَم يتقاتلا مع بعضهما البعض. فلذلك وقاتلوا الذين.. هنا بدؤوا بالقتال، فأنتم اضطررتم".
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
وأجاب الباحث والمفكر السوري عن سؤال "الآية التي تقول (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)؛ هل يفهم من هذا السياق أن القتال هنا عسكر أنه هنا لا يحب المعتدين، أنه لا تلتزم بمبادئة القتال؟"، قائلاً: "نعم، هلأ شوف فيه ما يُسمى المنطوق؛ منطوق النص اللي هو الفهم الأول للنص، وفيه بعدين ما يُسمى مفهوم الخلاف، فيه ما يُسمى مقتضى النص إبعاد النص.. لسانياً ضمن يعني له مستويات؛ يعني هذا الحكي اللي حكيته أنا ما يسمى مفهوم والمنطوق والمقتضى هي مستويات في الفهم. فأول فهم لهذا النص (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ) أول فهم هو يسحب على الحالة العسكرية، فيه مجتمع هجم على مجتمع تاني سلمي، واعتدى عليه، فوجب على هذا المجتمع أن يدافع عن نفسه ويرد هذا العدوان بالقتال. طيب هل ينتقل هذا القتال كصورة إلى حالة فكرية معنوية إعلامية مثلاً؟ نعم ممكن، هذا صار من الأفهام".
وأضاف إسلامبولي رداً على "هل يمكن الدفاع عن وطن أو أرض أو حق أو ملكية، هو في سبيل الله؟": "آه طبعاً؛ هو في سبيل الله. أي أمر يتعلق في سبيل الناس فهو في سبيل الله؛ لأن الله حي قيوم غني حميد.. رجعت لمعنى واحد في سبيل الله، في سبيل الناس على عمومها مادياً ومعنوياً؛ يعني مادياً تشمل العِرض، الوطن، الملكيات، ومعنوياً الحرية والفكر والكرامة".
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
وتابع إسلامبولي: "وأنت غير معتدٍ، المعتدي مو أنت؛ أنت طرف ثالث. المعتدي هو الإنسان أو الجهة التي اعتدت على الجهة المجني عليها. أنت طرف ثالث تدافع عن هذا الإنسان".
وأضاف إسلامبولي رداً على "هون بيقول (قاتلوا الذين يقاتلونكم)": "نحن عَم نحكي أبعاد النص، عشان هنا بالنص عَم يقاتلك. طالما هو بدأ بالقتال فطبيعي ترد، فعل طبيعي. فمالك معتدٍ هو المعتدي. هو الذي دفعك إلى اختيار قرار القتال، هو الذي دفعك باعتدائه".
فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ
وقال إسلامبولي بشأن الآية التي تقول "فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ": "الأشهر الحرم هي فصل يتم فيه تكاثر الحيوانات وترميم الطبيعة لنفسها، سميت هاي بتقول (فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) هذا النص ما ينبغي إزالته أو سلخه أو اجتزاؤه أو اقتطاعه من منظومة القتال. هذا النص بقلب منظومة القتال؛ يعني فيه قتال بين الطرفَين، وصار أشهر حرم، فمو نحن اللي عَم نقاتل، لا قتال قائم بالأصل؛ فيه أشهر حرم صارت، ووجب الآن على الطرفين أنه يوقفوا بالأشهر الحرم لأنه محرم. كان ما يُسمى مثل عرف بينهم؛ أنه الأشهر الحرم لا يجوز فيها القتال، فصار فيه الأشهر الحرم لا يجوز فيها القتال، أما إذا هم قاتلوا بالأشهر الحرم، يقصد المعتدي، فأنتم إذن تضطرون أن تنقضوا هذه الآية".
بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وناقشَ إسلامبولي الآية التي تقول "بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ"، قائلاً: "براءة من الله ورسوله، العهد هذا الذي صار تم نقضه، ومعناه إعطاء مهلة، إذا ما رجعوا خلال هذا الشيء عن عدوانهم وكفرهم، فمضطرون نحن نقاتل. مو إنه عاشوا سلميين ونعطيهن أربعة أشهر مهلة. يؤتمرون بأوامرنا. لا همَّ عايشين عدوانيين. فما عندنا أربعة أشهر. كفوا عنا الأذى، كفوا عنا العدوان، وإلا لنضطر نقاتل. فإذن دائماً فيه توجه من المشرع إلى إبعاد حل القتال".
وتابع إسلامبولي: "مهلة الأربعة أشهر هذه أعطيت للكفار والمشركين، والأشهر الحرم كمصطلح مفهوم قرآني متعلق بفصل، فترة زمنية متصلة غير منفصلة، وليست هي حالة اصطلاحية بالمعنى أنه نحن بنختار 4 أشهر من خلال 12 شهراً، وقفوا القتال. إذا وقفوه معكم. أما إذا ما وقفوه، إذا هم ما وقفوا القتال بالأشهر الحرم واعتدوا علينا؛ فالمشرع سمح لهم".
واستكمل الباحث والمفكر السوري: "عهد هنا، أربعة أشهر هنا، إذا ما حط الحرم لوحدها فهي ما لها علاقة بالأربعة الحرم؛ صارت مهلة خاصة، لذلك أنا عَم أقول لك أعطيهم مهلة أربعة أشهر، هي كان نفسها هي أربع أشهر الحرم. يعني ضربنا عصفورَين بحجر واحد، الأشهر الحرم وقفنا القتال وأعطيناهم فرصة ليراجعوا أنفسهم؛ ولكن إذا اعتدوا علينا بالأشهر الحرم رغم إن احنا موقفين الحرب، فاقبلوا بالقتال وقاتلوا في الأشهر الحرم، فاقتلوا المشركين نتيجة استمرار بالعدوان كمنظومة كاملة".
وقال الباحث والمفكر السوري: "أي أمر بالقتل في القرآن إنما هو ضمن منظومة القتال، دائرة. القتال حاصل في الواقع، هلأ وجود معاهدة؛ لا يعني أن القتال غير قائم، لا، ما زالت هذه الدول عدوانية بس في بينها عهد معين ما ..".
نصوص القتال دائماً اجتماعية
وأضاف إسلامبولي: "هذا النص ما عَم يحكي عن فئة موجودة ضمن المجتمع الإسلامي.. مو ضمن المجتمع الإسلامي. لا هذه ليست فردية؛ ننتبه نحن، نصوص القتال دائماً نصوص اجتماعية. سورة البراءة حالة تتوجه بخطاب لدولة اجتماعية وليس لفرد. إذا لقيت مشركاً في المجتمع اقتله، باعطيه مهلة أربعة أشهر، إذا ما آمن باقتله، لا ما لي فيه أنا، هنا كل فئتَين فئة تمثل النبي ودولته فئة تانية مشركين. لهم دولة تانية. لكن عايشين ضمن جغرافية كبيرة، جيران دول جوار، فيه حرب بينهم. الحرب مين بدأها؛ المشركون والكفار هم الذين بدؤوا..".
وأجاب إسلامبولي عن سؤال "( فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). إذا كان القتل هنا معناه قتل مادي، طب كيف أقول حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم من كل مرصد فإن تابوا.. يعني إذا قتلتم قتلاً مادياً؟"، قائلاً: "القتل اللي نحن طرحناه من البداية أنه هي كلمة ممكن يكون في صورة مادية وهي الإقصاء الكامل، وفيه تقليص قوة وفاعلية، فهلأ القتل يبدأ هل قتل الإنسان بمعنى إقصائه من الحياة، مطلب ديني؟ لأ مو مطلب ديني؛ الأصل أنه تأسره مو تقتله. إذا صح لك تقصره أقصره. ما بيصير تقتله إلا إذا هو حاجك للقتل. هو حاجك للقتل، فمضطر تقتله. أما إذا استسلم ما بيصير تقتله؛ بتاخده أسير. طيب من قبل الأسر هرب الزلمة، لكنه عدو. لكن موجود ما زال في الجوار... الأصل أنه كمان تلاحقه عشان تستئصل شأفة العدوان هذا ونخلص منه. بتستأصله فبتقتله. كيف القتل هون كمان بنفس الدرجات. أن هذا الرجل تاب خلاص، تاب ليه؟ قالت له".
وتابع الباحث والمفكر السوري: "فالآية هنا لا علاقة لها بالقتل المادي، هنا ما صاروا مقاتلين مادياً.. كانوا مقاتلين مادياً. هلأ هربوا وما عاد صار فيه قتال مادي؛ بس ما زالوا أعداء، ممكن دائرة القتال بأي لحظة، فنحن عشان ننهي هذا الموضوع، لا بد من عملية إيه؟ ملاحقتهم، اعتقالهم.. اقتلوهم. هنا القتل ليس المقصد فيه القتل المادي، الإقصاء، وإنما تقليص الفاعلية؛ ممكن يتم اعتقالهم، سجنهم، إلا إذا اندمجوا في المجتمع وأقاموا صلوات، الزكاة.. مو مقصود فيها الإيمان بالله عز وجل، المقصود دخول في نظام المجتمع. فإذا دخلوا في نظام المجتمع وأقاموا الصلاة؛ يعني أقاموا الصلات الاجتماعية كلها، وحافظوا عليها، فصاروا مواطنين؛ دفعوا الزكاة وخضعوا لنظام كمان المالي تبع الدولة والمجتمع أسهموا بدعم المجتمع مادياً فصاروا مواطنين ترفع".
"داعش" واجتزاء النص لتبرير القتال
وأضاف إسلامبولي رداً على "هذه هي الآية التي اعتمد عليها الكثير من الحركات الإسلامية وداعش لتبرير قتل الناس، القتل الإقصائي": "لأنهم اجتزؤوا هذا النص من منظومة، والمنظومة القتال تعب على منظومة السلام. يعني درسوا من الجزء إلى الكل وليس العكس. لذلك دايماً عَم نكرر الدراسة، تكون من الكل إلى الجزء وليس العكس؛ من المنظومة إلى الجزء. هذه الطريقة غير موجودة عند المسلمين؛ بيدرسوا من الجزء إلى الكل. الله عَم يقول قرآن طويل، هذا النص مو جملة واحدة وهذا النص تابع لمنظومة القتال، الحرب دائرة.. لا كمان لها علاقة بفهم اللفظة، نفس اللفظة أخذ القتل، أخذ المعنى الأقصى؛ فنعم العلاقة المادية أخذها؛ فهذا السبب، لذلك المنهج كتير مهم في فهم دراسة النص القرآني؛ سواء اللساني أو تدبر القرآن".
وأوضح إسلامبولي المعاني التي قد نستخرجها من آية "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، قائلاً: "ابتداء نرجع من ثبت المنظومة؛ هذه الآية تفهم ضمن منظومة السلام. الأصل في العلاقات ما بين الدولة والشعب قائمة على السلم والسلام ما بين دولة ودولة أخرى. العلاقة ما بين الأفراد والمجتمع أيضا قائمة على السلم والسلام. هذه منظومة ثابتة، أساس، وهذه المنظومة تضمن حريات الناس وحقوقهم. فلا إكراه في الدين؛ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. فإذن هذه المنظومة دي أستصحبها أنا وأدخل للدراسات الجزئية؛ منها هذا النص جزئي، بدي أدرسه أنا. فهل يوجد هنا حرب بمعنى أن أُكره الناس على الدخول إلى الإسلام والإيمان هذا بينقض المنظومة. لا، إذن هذا النص مو ديني. ما له علاقة دين هون. يعني الصراع ليس صراعاً دينياً، هدول اللي عَم يحاربون الله ورسوله، مو هي حالة خلاف فكري إيماني".
ما المقصود بالذين يحاربون الله ورسوله؟
وأوضح إسلامبولي المقصود بالذين يحاربون الله ورسوله، قائلاً: "فإذا استصحبنا المنظومة ودخلنا من خلال النص هذا، الذي يسمونه نص حرابة، فبنشوف الذين يحاربون الله، محاربة الله لا يمكن أن تتم ولا بأي شكل لله ذاته، وهذا يعني أن حرب الله هو حرب ما أمر الله، عز وجل، بحصوله في الواقع من أوامر؛ اللي هو السلم والسلام وحقوق الناس كلها، ورسوله، هو الرسالة التي أنزلها؛ لأن كلمة رسول في القرآن تُطلق على الرسول حامل الرسالة، الكائن البشري الحي، وتُطلق على الرسالة ذاتها، هي رسول. يعني القرآن اسمه رسول. فيحاربون الله ورسوله؛ يحاربون ما أمر الله وأنزل من خلال الرسول، اللي أنزل له إياه، اللي هو الكتاب الذي احتوى منظومة التشريعات والقيم.. طيب إذا بِدنا نحكي بقى من حيث المآل، يحاربون الله ورسوله؛ يعني يحاربون مؤسسات الدولة الراشدة ويرفضون الطاعة لقوانينها، خرجوا عنها. صار اسمهم الخارجين. الخارجون هدول مو خروج ديني؛ خروج اجتماعي، فلهم احتمالات بالعقوبات، حتى طبعاً النص ما له علاقة بنص (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا)، بيجيبوا النص هذا للنص، هذا شيء؛ هذا شيء وهذا شيء، هذا خلينا نسميه نص عقوبة للجريمة المنظمة. بتشملها كلها، للجريمة المنظمة؛ سواء أكانت يعني حالات جنائية فيها إفساد للناس أو كمان عسكرية سياسية، كمان النص شاملها. أما هذا نص العقوبة، السرقة حالة فردية، مو حالة جماعية أبداً.. تقطع أيديهما، فإذن هذا النص ما له علاقة بموضوع المفاهيم الإيمانية، دين وإيمان بالله؛ هو يتعلق بخروج فئة من الناس بالمجتمع ضد نظام الدولة، خارجين عنها، معارضين بقوة السلاح، ومفسدين في الأرض، فبيطبق عليهم ما يُسمى النص والحرابة.. (مفترضين أن الدولة تقدم خدمات للناس وحماية حقوق الناس، وتوفر لهم الأمن والأمان) إلى حد ما".
المقصود بـ"التقتيل" في "أن يقتلوا"
وأجاب إسلامبولي عن سؤال "(أن يقتلوا)، ما المقصود بالتقتيل؟"، قائلاً: "التقتيل هو الفعل (قتل)، فإذا شددت عينه قتل، يدل على التكرار. (قتل) مرة واحدة، (قتل) مرات. والقتل إذا كان هنا التقتيل. إذا كان يقصد فيه؛ يعني قتل زهق الحياة، فالمعنى ما بيصح لأنه لا يمكن تزهق حياة الإنسان أكثر من مرة، فصار إذن فيه عملية تكرار، فعل (قتل). تكرار فعل (قتل) عَم يأخذ دلالة فعل (قتل) نفسه، هو تقليص فاعلية الإنسان إلى الحد الأدنى؛ فهون التقسيم محاولة تقليص فاعليته مرات ومرات، حتى لا تقوم له قائمة".
وأضاف الباحث والمفكر السوري رداً على "لنفترض أنه فيه عصابة تتعدى على حقوق الناس في المجتمع والدولة إلى آخره؛ هل التقتيل هنا يقصد فيك بالتالي مثلاً تثقيفهم، تعليمهم، محاورتهم.. إلى آخره، شوية شوية؟": "لا؛ هذا يعني نتائج وقائية. ممكن؛ أما الأصل فهو أن تمسكهم، تعتقلهم، توقف فاعليتهم الإجرامية في المجتمع، هذا العمل الأساسي في فعل تقتيلهم، هنا بداية؛ لأن التصليب له علاقة، لا التقتيل، عَم نحكي التقتيل وحده، التقتيل، التقتيل والتصليب والتقطيع هي اختيارات للقاضي، فليرى المناسب فيها. ممكن يجتمع أكثر من احتمال.. ممكن ينفيهم، هو احتمال واحد ما فيه غيره".
وتابع إسلامبولي رداً على "في العادة لما تمسك مجرماً؛ أول شي ما بتروح تنفي مثلاً": "لا، احتمال جريمة، صار تسجن، سحبوا جنسية منه، نظام أوروبا. ما بياخدوه لي بيعطوه معه. فوراً يؤخذ ويعتقل، سحبوا الجنسية، طُرد بره البلد، فوراً. ما يفوتوا له، فوتت مسألة يعني محاكمته.. وإلى آخره. فممكن هي احتمالات موجودة؛ فالتقتيل وفعل قتل مقصود فيه تقليص هذا الإنسان على أرض الواقع الفاعلية الإجرامية. قتلته، جمدته، ما ظبط، الاحتمال؛ مو شرط ما يظبط؛ بس، لكن اعتبره حالة تانية، طيب في احتمال تاني في صلبه. شو تصليبه؟ تجميده؛ سجنه، اطلب إنسان مو المقصود فيه صلب جسمه بساحة عامة بتشل فعاليته، جمده، ثبته؛ ممكن بالسجن، ممكن بإقامة جبرية، إقامة جبرية في البيت. صلبته، وضعته في السجن.. هذا كله صلب. أما مو مقصود فيه صلب وقتل الجسم، يعني هنا ما فيه لا بالتقتيل ولا بالتصليب، ما فيه زهق حياة".
تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ.. اليد الطائلة لا اليد العضوية
وناقش إسلامبولي آية "تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ"، قائلاً: "نعم؛ تقطيع الأيدي، الأيدي هي جمع يد، واليد هي القوة الطائلة المقصود فيها؛ مثل السارق والسارقة فاقطعوا القوة الطائلة اللي بيستعملوها؛ ممكن أيدهم الجارحة، وممكن أدواتهم؛ فهون بالنص ما عَم يحكي عن اليد العضوية. عَم يحكي عن قدراتم. هذا الإنسان شو عنده قدرات موجودة في المجتمع؛ اقطعها، وقَّفها، ثبتها.. أدواته ووسائله. عنده دار نشر، عنده دار إعلام، عنده قناة تليفزيونية. حسب شو عنده أدوات عَم يستخدمها في عملية إجرامه.. قطع أيديه، قطع كل هذه القدرات والأدوات.. والأرجل، الرجل من رجل، وسمي الرجل رجلاً لأنه يسعى ويتحرك.. (الرجل) (الراء والجيم واللام)؛ الراء حركة، الجيم جهد وقوة، واللام تدل على الحركة اللازمة الثقيلة، مع بعضها رجل؛ فهي تدل على حركة بجهد لازم، هي المقصود فيها خلينا نسميها (أفراد عصابته أو أفراد مؤسسته) اللي عَم يشغلها في المجتمع، تسعى لتنفيذ مآربه وأهدافه، فإذا تم تقطيع الأيدي؛ قدراته كلها، توقيفها ومصادرتها، وتم متابعة أرجله كمان من خلاف؛ من جذور هنا، حتى ما يردوا يرجعوا وينمو ويعودوا".
وأضاف الباحث والمفكر السوري: "التفسير الفقهي عندما غابت عنه المنظومة اللسانية والمنهج اللساني، وفهم أن اليد هي اليد العضوية حصراً؛ مثل السارق والسارقة، (فاقطعوا أيديهما)؛ فهمها يد، جاء لهذا النص فكمان فهمها يد، وربط هذا النص بهذا النص، فإذا هنيك قطعنا إيد واحدة؛ هون عَم نقول قطع أيدي من خلاف. شلون نعمل بس لمين؟ للمفسدين في الأرض، الجريمة. طبعاً فيه رواية بيحطوها إنه في ناس كان عندهم مرض معين ما، وجاؤوا لعند النبي، فالنبي طلب منهم أن يطلعوا للبادية ويشربوا ألبان الإبل. فطلعوا وشربوا ألبان الإبل فتداووا، وتم شفاؤهم، وبعد ما تم شفاؤهم قتلوا الراعي وسرقوا الجمال وهربوا. فصار مثل الجريمة مفسدة منظمة، أمر بملاحقتهم واعتقلهم وقطع أيديهم وأرجلهم؛ هيك الرواية وهي رواية غير صحيحة، وهذا عمل إجرامي بحت؛ لا يمكن أن يصدر من النبي أبداً ولا بأي شكل. بس؛ فهذه الرواية المكذوبة رغم أنه هي مكذوبة وطنية وضعوها تحت نزل هي عشان يغطي هذا الحدث أو السبب. هذه الرواية كذب منا فيها إطلاقاً، هذا النص ما له علاقة بعقوبة السرقة إطلاقاً.
كلمة اليد هنا ليست اليد العضوية؛ القدرات والقوى الموجودة عند الإنسان تم توقيفها ومصادرتها، الأرجل؛ العناصر اللي عم تشتغل معه وتدعمه، من خلاف؛ يعني تستأصل شأفتهم من آخرهم؛ لأنه إذا كانوا عشرة مثلاً أخدت أربعة، فيه ستة؛ الستة بردوا بينموا فلازم تتابع عملية استئصال العناصر كلها حتى ما يعودوا وينموا في المجتمع".
وتابع إسلامبولي: "وينفون من الأرض هي عملية طرد، وهذا تستعمله كتير الدول؛ مثل نابليون مثلاً طردوه للجزيرة، نفوه بره المجتمع. فإذا نفوه عملياً، توقفت حركته، ما عاد يتصل مع أحد بالمجتمع. فعملياً تحقق في التقتيل والتصليب لهذا الرجل بالنفي".
إشكالية الفهم الدموي للنصوص
واستكمل سامر إسلامبولي: "وهذا الفهم حصل نتيجة أحداث تاريخية والحرب قائمة، وقت الحرب بمجتمع قائم وبِده يفهم نص، بِده يأثر الوضع اللي هو فيه في فهم النص؛ فعقلية حربية، مجتمع مهدد من أطراف عدوانية، فطبيعي جداً أنه يفهم هذه النصوص بهذا الفهم الدموي.. مشكلتنا نحن الأحداث خلصت. نحن الآن وجهاً لوجه مع القرآن؛ المشكلة وضعنا بينا وبين القرآن التاريخ. آدينا سحبنا التاريخ والأحداث حطيناها بيننا وبين القرآن، فصرنا نفهم القرآن مع غياب آلية اللسان المعطيات الدوافع".
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ.. الأنبياء ما زالوا يقتلون إلى الآن
وأجاب إسلامبولي عن سؤال "النبي عيسى كما ذكر في القرآن (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ)، يعني هل يقصد أن تصليب عيسى كان مقصوداً فيه مش التصليب كما هو شائع، أنهم حاولوا منعه من أداء وظيفته النبوية مثلاً أو القتل؟"، قائلاً: "هلأ حسب الحدث الموجود عن المسيح ومرتبط بشخصه، النبي دائماً يحاول أعداؤه قتله شخصياً، وبقتلهم الأنبياء، حتى النصوص الأخرى وقتلهم الأنبياء؛ الأنبياء ما زالوا يقتلون طبعاً إلى الآن، تُقتل بالمعنى الدعوي؛ بقتل دعوتهم. كل إنسان يقتل دعوة نبي عملياً هو قتل النبي. النبي محمد ما زال المسلمون يقتلونه إلى الآن؛ من خلال قتل دعوته، من خلال قتل دعوته عن طريق خلق الدين الموازي، هذا قتل للنبي محمد وقتل للرسالة؛ يعني قتلوه، ما زالوا، قتلاً معنوياً. فإذن الحدث اللي عَم يصير في قصة المسيح أول دلالة وصورة هو الحالة المادية. أن هذا النبي لم يقتل شخصياً ككائن حي، لم يُقتل. القرآن نفى عنه القتل، ودحض أية شبهة في التاريخ بأن النبي المسيح تم قتله واغتياله. لم يُقتل. ونفى التهمة الأخرى اللي هي أنه محاولة اعتقاله وصلبه طبعاً وقت بينحط الإنسان على الصلب، المقصد فيه هو الموت، مو مجرد عرض ساعة ساعتين وبينزلوه، لا، يضعونه على الصليب وما بينزلوه، موت. فإذن هو إعدام، صلبه مثل إعدام شنقاً، إعدام صلباً. ما فيه شيء اسمه انحط على الصليب ونزل. هذا ما اسمه أن صلب؛ لأنه الأصل في أنه ينصلب، هذا الفهم القرآني لا يتعلق بحكم شرعي، حرام حلال أو بمفهوم إيماني، كفر وايمان؛ حتى يكون قطعي الدلالة وما له غير احتمال واحد، لا هذه من النصوص يسمونها النصوص المتشابهة، وتقبل التعدد بالأفهام.
فهذا الفهم الأول اللي هو المادي، نفي قتل المسيح شخصياً، نفي وضع المسيح على الصليب كمان بشكل مادي، هذا ثابت، هلأ صار فيه فهم آخر، خلينا نقول مستوى آخر، وهذا رقم واحد؛ بس فيه مستوى ثانٍ. وينسحب هذا النفي، نفي القتل ونفي الصلب عن الدعوة، أنه حتى دعوة المسيح لم يستطيعوا أن يقتلوها ولم يستطيعوا كمان أن يصلبوا دعوة المسيح؛ بمعنى يجمدونها ويمنعونها في مكان معين؛ بل رفعه الله إليه وأنجاه، رفعه الله إليه، ليس اللي عنده، الله ما عنده عند، ولا عنده مكان، يرتفع له أحد الخلق؛ مقصود فيها نجاة المسيح من هذه الأرض اللي صار فيها عدوان، إلى أرض أخرى تابع دعوته، هذا معنى الكلام، وتوفي مثله مثل سائر النبيين".
الجزية في التاريخ العربي الإسلامي
وأجاب سامر إسلامبولي عن سؤال "كيف يمكن إعادة قراءة النص بالآلية التي تبين لنا ما المقصود بالجزية في النص القرآني؟"، قائلاً: "من خلال دراسة أيضاً منظومة السلام ومنظومة القتال، وأن القتال لا يكون بين الأفراد وإنما يكون بين المجتمعات، يعني دولة ودولة؛ لذلك إذا نلاحظ النبي بالعهد المكي ما كان فيه قتال أبداً، ما بدأ القتال إلا بعد ما أسس هو كياناً اجتماعياً، دولة، فبدأ القتال. أما قبل منه فيه صبر، فيه دعوة فقط. فبناء على هذه المنظومة، السلام ومنظومة القتال، ندرس النص القرآني، الذي يقول قاتلوا. بدنا ننتبه إلى كلمة (قاتلوا)، معناها فيه طرف تاني عَم يقاتلنا، مو (اقتلوا)، (قاتلوا) علاقة.. (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)، هذا النص هناخده كله ضمن منظومة السلام، ضمن منظومة القتال؛ فبيطلع معنا هنا فيه طرف معتدٍ علينا نحن عَم نقاتله. فإذا انتصرنا بِدنا نظل نقاتل، لازم نقاتل، ما لازم نستسلم، ما لازم نستكين؛ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله."
قتال مادي أم فكري؟
وأضاف الباحث والمفكر السوري: "هلأ النص على القتال المادي وليس على القتال الفكري؛ بس أُشكل عليهم هنا أنهم عمموه، عزلوه طبعاً عن منظومة السلام، منظومة القتال، عزلوه، أخذوه مجزَّأ، (فويل للمصلين)، فقالوا إذن كل إنسان لا يؤمن بالله واليوم الآخر ولا يحرم ما حرم الله ورسوله، لازم نقاتله، نحن نقاتله، نبتدئ بالقتال؛ بينما المنظومة بتقول ما بيصير تبدأ بالقتال أنت، الأصل (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، هذه منظومة... استحضار المنظومة مهم، فإذن هذه قاتلوا تابعة لمنظومة القتال، اللي هي أنه لا يمكن أن تتحقق إلا إذا فيه قتال من طرف، طرف عَم يقاتلك، بتقاتله، أنه ما فيه طرف ما عاد فيه تقاتل، أنت هاي منظومة بتحكم. هلأ طيب شو يعني لا يؤمن الله وباليوم الآخر؟ هل الإيمان بالله واليوم الآخر هو في الأصل إلزام وإكراه للناس، أم بالأصل منظومة السلم والسلام اللي قائمة على الحريات، لا إكراه في الدين، لأنه عشان ما يصير أنه القرآن ينقض بعضه البعض، معناها لازم نحن نتدبر القرآن بمواضيعه منسجمة مع بعض في منظومات بتحكم أجزاء، فمنظومة السلام حاكمة هذا الموضوع؛ أنه هنا القتال ليس ابتداء وإنما صد عدوان، القتال ليس لأنهم لا يؤمنون، وإنما لأنهم عدوانيون، اعتدوا علينا، فقاتلناهم..".
هل القتال شرع لإدخال الناس في الدين الإسلامي؟
واستكمل إسلامبولي: "الأصل في القتال أن لا يكون إلا إذا بدأ الطرف الآخر بالقتال والعدوان بنص الآخر. المنظومة حاكمته. طيب هلأ النقطة، هل القتال شرع لإدخال الناس في الدين الإسلامي؟ المنظومة بتقول لك لا؛ ترك الناس أحراراً، لا إكراه في الدين؛ مَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر. إذن هنا لا يؤمن بالله واليوم الآخر، القتال ليس من أجلها؛ ليس من أجل هذه الجملة، من أجل رد العدوان؛ لكن هذا توصيف، هذا هنا لا يؤمن بالله واليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله.. توصيف لهم، طيب لماذا؟ لأنه ما هو الإيمان بالله؟ بِدنا نقول الإيمان بالله، مو مآمنين بالله، كيف يعني؟ يعني اسم السلام أليس السلام من أسماء الله، أليس الحق من أسماء الله، الحق هو السلام. فإذا هدول لا يؤمنون لا بالحق ولا بالسلام ولا باليوم الآخر. اليوم الآخر معناها ما عاد عندهم منظومة قيم وأخلاق. ناس لا أخلاقيون، ناس ما عندهم حق ولا سلام. هذا هو المقصود فيه، أما ما بيهمني قناعته الشخصية، أو عبادته أو شيء.. هذا كله ما بيهمني شيء شخصي".
هل الذين أوتوا الكتاب هم أهل الكتاب؟
وأجاب الباحث والمفكر السوري عن سؤال "هل الذين أوتوا الكتاب هم أهل الكتاب؟"، قائلاً: "لأ؛ أهل الكتاب شيء، وأوتوا الكتاب شيء. أوتوا الكتاب إذا بتلاحظ فعل مبني للمجهول، أُوتي الكتاب، هل هو حمل الكتاب، هو الشخص نفسه حمل الكتاب؟ لا ما حمله؛ قدمنا له ورفض. أُوتي الكتاب. طيب وقت أُوتي الكتاب هل حمله هو كمان؟ كمان ما حمله، فإذن هو توصيف أُوتي الكتاب توصيف لم يراعِ ما هو موجود في الكتاب إطلاقاً، ما هو موجود في الكتاب؟ الإيمان بالله واليوم الآخر، الالتزام بالحق والسلام ضمن منظومة القيم والأخلاق، أهل الكتاب شيء، وأتوا الكتاب شيء آخر.
أيضاً في القرآن حسب السياق، يعني القرآن، كتاب الإنجيل، كتاب التوراة، كتاب العلم نفسه كتاب اسمه مجموعة علم بأمور معينة، (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ)؛ يعني بمجموعة سنن وقوانين متعلقة بشيء، هذا اسمه كتاب؛ فالكتاب عامّي ما نقدر نفهم منها إلا ضمن السياق والإضافة".
وأضاف إسلامبولي رداً على "يعني مش بالضرورة يكون المقصود في كتاب، الكتاب، القرآن أو الكتاب؟": "لأ مو شرط؛ أوتوا الكتاب مثلاً، أوتوا العلم؛ فمَن قال مثلاً ممكن أوتوا العلم ولم يطبقوه. من الأفهام المتعددة لأنه ممكن.. أُوتوا الكتاب، أُوتوا الإنجيل والتوراة، وما طبقوها. كمان ممكن إذا بتلاحظ العلم عَم يشمل الكل، العلم بهذه الأمور. فبتشملهم، وأُشكل عندهم كمان جملة (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله)، بيستنبط السلفيين أنه إذا الرسول بيحرم مثل الله بالضبط. الله بيحرم والرسول بيحرم. وهذه الجملة واضحة عندهم بهذا الشكل، ما حرم الله ورسوله. فيه حرام الله، وبالتالي الرسول يشرع مع الله. وبالتالي السُّنة مصدر تشريعي مع الدين عَم تزاحمه. هذا لأنه فهم جزئي خطأ، لو رجعوا لفهم هذه الجملة، هذه المنظومة القرآنية التشريعية؛ لوجدوا أنه الحاكمية لله، أن الحكم إلا لله، الرسول رسالة هنا؛ أولاً لو كان الرسول هنا يحرم، افترضناه هو شخص، ويحرم هو منفرداً عن الله، لكان ينبغي تكرار فعل حرم، يصير ما حرم الله وحرم رسوله، صار كلامهم صح، صار فيه تحريمان. يعني صار في تشريعان؛ حرام عند الله وسكت عن أمر، وإذا سكت عن أمر حسب الأصول المفروض يكون حلالاً، وحرم رسوله، فبيحرم ما أحل الله؛ لأنه ما بيصير يحرم ما حرم الله، صار عبثاً. خلاص محرم. فشو بِده يحرم؟ يحرم ما أحل الله".
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ
وتابع الباحث والمفكر السوري: "فلذلك الجملة باطلة منطقياً، فهنا ما حرم الله، الله هو الفاعل، طيب كيف نزل تحريم الله عن طريق الرسول، القرآن، الرسول؟ ما حرم الله من خلال رسوله، هلأ طيب هل رسوله هنا بتشمل النبي محمد؟ بتشمله كناطق وتالٍ للرسالة، فهو رسول تالٍ. رسول يتلو فقط، (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ)، فالنبي محمد رسول نزلت عليه الرسالة، وهو تالٍ لها فقط، أما الرسول في نصوص أخرى مقصود فيها القرآن، ذات الكتاب وباللسان العربي، بيقولوا إنه بالقرآن الرسالة هي الرسول..".
الجزية لا تطبق إلا على الدولة حصراً.. دولة معتدية
وقال إسلامبولي: "الجزية كمان أُسيء فهمها عندما طبق المجتمع أن الجيش الإسلامي عندما يدخل إلى مدينة ويطبقها على الأفراد، الجزية لا تطبق إلا على الدولة حصراً؛ دولة معتدية، على دولة، فالدولة الإسلامية دافعت عن نفسها، فأوقفت عدوان الدولة، وشلَّت حركتها، فتلزمها بالجزية اللي هي تعويض عن الأضرار التي لحقت بالمجتمع الإسلامي، وعقوبة لها".
واختتم إسلامبولي: "وهنا عن يد وهم صاغرون؛ الدولة هي المعنية، أما ما فيه جزية للأفراد، دخلنا لدولة، انفتحت، تأخذ الجزية من الدولة فقط، أما الأفراد فمَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر (يعني هنا الحوار قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله مش مجموعة) المجموعة اللي هي متمثلة في الدولة.. يعني في المجتمع نفسه إذا فيه عندك مجموعة من الذين أوتوا الكتاب بواحد وصفاتهم كذا هدول لازم أنت تقاتلهم وتوخذ منهم إذا شكلوا كتلة، دولة عدوانية، عَم تعتدي على المجتمع؛ فالقتال لهم، للدولة، وضربهم.. وهؤلاء ما لهم علاقة بأهل الكتاب؛ المسيحية وأتباع النبي موسى ما لهم علاقة".