• Facebook
  • instagram
  • X
  • youtube
  • tiktok
  • apple podcast
  • google podcast
  • spotify

مفاهيم عامة | سامر إسلامبولي

للإستماع





ناقشَ سامر إسلامبولي، الباحث والمفكر السوري، خلال لقائه د.باسم الجمل، عبر حلقة جديدة من برنامج "مفاهيم"، تطبيقات عامة للسان العربي المبين حول بعض المفاهيم القرآنية وبعض المعاني التي لم تكن مفهومة تراثياً؛ خصوصاً عند قراءة النص القرآني بقراءة معجمية دون تطبيق آلية اللسان العربي المبين؛ مثلاً مفهوم الحرام والحلال والاجتناب، وماذا نقصد باجتنبوه؟ والآيات التي تتحدث بحُرم عليكم كذا وكذا؛ خصوصاً في آية الخمر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)؛ فدرج أهل الفقه السائد أو الفقه التراثي على اعتبار أن الاجتناب هو أعلى مرتبة من الحرام، وعلى ذلك قِس... فهل حقاً الحرام يعني الاجتناب أو أكثر؟ أو الاجتناب يعني الحرام فما فوق؟


الحرام أشد أم الاجتناب؟

قال سامر إسلامبولي، الباحث والمفكر السوري: "اضطراب أهل الفقه في هذا الموضوع ترتب عليه أحكام شرعية كثيرة جداً للفقهاء.. اللي بِده يحدد أنه الحرام أشد ولَّا الاجتناب أشد، هو الاستخدام. وخير مَن استخدم ذلك هو القرآن ذاته.. والقرآن برهان بذاته. والحجة ما يقول به القرآن، ولا يحتاج إلى مَن يقول به؛ يعني لا يصح أن نقول مَن قال بقولك أو ما برهانك خارج القرآن، لا القرآن هو حجة بذاته.. فاستخدم القرآن التحريم؛ مثلاً (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ). فهل نكاح الأم كحرام أقل شأناً من الاجتناب؟ لماذا لم يأتِ بكلمة اجتنبوا مثلاً أمهاتكم، وذكروا المحارم كلها، ما ذكرها، ذكر كلمة (حرم). وكثير من النصوص مثلاً (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)؛ اللي معروفة باسم الوصايا العشر.. سورة الأنعام؛ ثلاث آيات وراء بعض، واحد وخمسين، اتنين وخمسين، تلاتة وخمسين. بنلاحظ أنه هذه المحرمات مذكورة كلها بصيغة (حرم). ما قال (اجتنبوا)، ما قال تعالوا أتلُ عليكم ما يجب أن تجتنبوه مثلاً".


استخدام كلمة "الحرام" في التشريع أشد كدرجة ووقع من "الاجتناب"

وأضاف سامر إسلامبولي: "فهذا الاستخدام القرآني يدل على أن استخدام كلمة الحرام في التشريع هو أشد كدرجة وكوقع من الاجتناب. هذه النقطة الأولى.

والنقطة الثانية الاجتناب ليس من صيغ التشريع؛ (حرم عليكم) صيغة تشريعية، أما (الاجتناب) فليست صيغة تشريعية؛ إنما هي صيغة توجيهية تعليمية إرشادية؛ إذا قيل للإنسان اجتنب الأمرَ الفلاني؛ يعني لا تعمل معه مقاطعة، لا اجتنبه. بس هو عايش معك. إذا قُلت لابنك بالمدرسة اجتنب صديقك الفلاني؛ لا يعني أنهما لا يجلسان بالصف مع بعضهما.. اجتناب فيه حالة إرشادية توجيهية فقط؛ ليست من صيغ التشريع. بخلاف كلمة (حرم)، فهي من صيغ التشريع وبيترتب عليها الأمر والحسم. فالآيات المعروفة هذه كلها تدل على أن التحريم أشد.. (حرمت عليكم الميتة) وأمثال هذه الآيات، (قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً)؛ كلها تدل على أن التحريم أشد من الاجتناب.

والاجتناب ليس من حكم، من صيغ التشريع أبداً؛ الحرام طبعاً تعريفه اللساني هو يدل على منع الشيء والتشديد به؛ شيء ممنوع وفيه تشديد على الاقتراب منه. وهذا حرام.. الاجتناب من (جنبَ) يقصد بها كمان تدل على البعد وناحية الشيء. وتستخدم (جنبي) اللي هو ناحيتي والبعيد عني نهايته. هذا هو الجمع؛ فاجتنبوا الأمر الفلاني، حالة توجيهية، لا تأتي حالة تشريعية أبداً ولا بأي شكل".


وأجاب الباحث والمفكر السوري عن سؤال "هل التحريم في الآيات القرآنية مثلاً (حرم عليكم كذا) زي ما اتفقنا على شاكلة استخدام الفعل المبني للمجهول (حُرم) و(كُتب)، هذا التحريم بيئي، تحريم قانوني مثلاً بالطبيعة البشرية دون ما يكون نصاً إلهياً مباشراً؟"، قائلاً: "نعم عندما تأتي كلمة يعني حرام، ولو جاءت في المبني للمجهول فهي صيغة تشريعية.. بس عندما تأتي بصيغة مبني للمجهول فيه شيء من الشارع يريد المشرع أن يوصله للمتلقي. أنه هذه الأمور التي حرمتها عليك، واستخدم كلمة (حرمت) لتنتبه أنه هي فيه أشياء ذاتية دفعتني كمشرع أن أحرمها عليك؛ للحفاظ على مصلحتك وصحتك. فيها شيء. إذا بتستطيع أنت تتجاوزه فبيرجع الأمر للحلال؛ إذا بتستطيع، بس لا يمكن تتجاوزه؛ لذلك اسمه تحريم عيني، تم تسمية هذه الأمور عيناً؛ لأنه لا يمكن أن ترفع عنها الأذى. صار الأذى والفساد والخبث صفات لازمة في هذا الشيء، فثبته، وهي أشياء قليلة جداً؛ يعني الميتة والدم ولحم الخنزير، ثبته فقط".


"رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي".. الاجتناب حالة توجيهية

وأضاف إسلامبولي: "الاجتناب لما بنقرأ آيات نشوف شلون جاي الآية في القرآن، (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ). واجنبني هنا بمعنى حالة كمان توجيهية، ما عَم يعطي حكماً لعبادة الأصنام، يعني لفظة الاجتناب ما بتعطي حكماً للشيء، لا حكم الشيء معروف أنه هذا باطل أو حرام. بس أنا هنا عَم أطلب من الله أنه يبعدني أنا وأبنائي عن عبادة الأصنام. فهي حالة توجيهية.. (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)؛ حكم طاعة الطاغوت أو عبادته باطل معروف بالأصل بنصوص أخرى، ومعروف من خلال المنطق؛ فهذه كلمة (اجتنبوا) كمان هنا طلب دعاء من الله كحالة توجيهية وتعليمية أيضاً".


الاجتناب واحد.. ولكن

وأجاب الباحث والمفكر السوري عن سؤال "هل (واجتنبوا الطاغوت) هنا على شاكلة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)؟": "الاجتناب واحد؛ ولكن حسب تعلُّق... الطاغوت مو مثل الخمر، الطاغوت له حكم من هذه النقطة المهمة. اجتنبوا الطاغوت، الطاغوت شو حكمه بنصوص أخرى وبالمنطق؟ باطل. بينما الخمر؛ اجتنبوا الخمر، شو حكم الخمر بنصوص أخرى؟ بنرجع لأنه الاجتناب ليس من صيغ التشريع؛ هي صيغة توجيهية تعليمية. لازم يكون فيه نص آخر نرجع له. (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)؛ قول الزور حكم معروف من غير هذا النص. الرجس من الأوثان هنا من تبعيضية؛ يعني مو كل الأوثان، لأن الوثن ليس بالضرورة أنه يكون شيئاً باطلاً".


ما المقصود بالوثن وما المقصود بالصنم؟

وأضاف إسلامبولي رداً على "حكم ورود لفظة الأوثان، مقارنةً بالأصنام.. ما المقصود بالوثن وما المقصود بالصنم؟": "الصنم هو حالة التجسيد فقط؛ حالة مجسمة، هذا صنم. الأوثان كل ما يجعل طاغوت هو وثن كان صنماً أو غير صنم، يعني مادياً ومعنوياً.. يتناولوا كلمة وثن، هذا وثن. نصب الإنسان نفسه وثناً، مو صنم. لا الصنم صار شيء جامد.. وثن؛ فكل ما يعبد من غير الله اسمه وثن. فهنا الرجس من الأوثان، كلمة الرجس مهمة جداً في الشرح؛ تعني حالة اختلاط واضطراب مع بعض. التباس، اختلاط، اضطراب، شيء مع بعض. الطيب والخبيث مع بعضه البعض. بس يغلب عليه إيه؟ الخبث. فبياخد حكم الأكثرية، الأكثر غلب الخبث، فبيغلب عليه. فهذا الرجس، الرجس هو الاختلاط بين شيئَين مع غلبة الخبث أو الفساد على الطيب. اسمه رجس.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ). لاحظ كمان (اجتنبوا) هون. مو حكم شرعي، توجيه وتعليم، (..كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ). مو كل الظن حرام أو منهيٌّ عنه، لا بعض منه اجتنبوه؛ حالة توجيهية. وبهكذا النصوص نوصل لعند نص (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ).. نقطة هنا مهمة كمان، إذا ملاحظ كمان يجتنبونها، هي مسألة توجيهية وتعليمية، بينما كلمة (كبائر الإثم والفواحش) هي اللي عَم تعطي الحكم، كبائر الإثم معناها محرمات، كبائر الفواحش معناها محرمات".


وناقشَ سامر إسلامبولي معنى آية "الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ"، قائلاً: "وشو المعنى هنا؟ فيه كبائر فيه صغائر. كمنطق لساني وقت تقول فيه كبائر معناها فيه صغائر، معناها يجتنبون كبائر الإثم. معناها الصغائر ما عم يتم اجتنابها؛ يجتنبون كبائر الفواحش معناها فيه فواحش ما عَم يتم اجتنابها. مو دعوة طبعاً إلى عدم اجتنابها؛ بس الإنسان بيقع فيها بطبيعة الحال. فإذن هي ليست محل حساب وعقاب. الصغائر.. لذلك حتى (إلا اللمم)؛ فبنفهم منها إذن كلمة الإثم كمان كفائدة.. كلمة الإثم أيضاً ليست من صيغ التشريع؛ يعني إذا قال الأصولي مثلاً هذا الأمر فيه إثم؛ هذا لا يعني حراماً".


المقصود بـ"إثم" لسانيّاً

وأضاف الباحث والمفكر السوري: "الإثم حالة التأخر، الإثم من (أثم)؛ يعني الهمزة مو دائماً أنها زائدة إذا جاءت في ذات الكلام، لا؛ ممكن تكون هي منقوصة صوت، لأنه صوت من أصوات الـ٢٨، ومن الأصوات الأساسية أحرف المد؛ فممكن تكون من أول الكلمة هي أصل من الكلمة، فهي من (إثم) من خلال استخدام النص القرآني، تعني حالة التأخر. هذا العمل فيه إثم؛ يعني يؤخرك عن الخير والصواب بهذا المعنى.. ويترتب عليه شيء، شو هو؟ حسب حكمه ممكن هذا الاسم يكون يترتب على ممارسة أمر حرام، ممكن هذا الإثم يترتب على شيء من الصغائر؛ فإذن كلمة (إثم) لا تعني حكماً شرعياً؛ بس قطعاً إذا وصف شيء بالإثم فهو ليس حلالاً".


وتابع إسلامبولي "بس لفظة (إثم) هنا لا تعني شيئاً له علاقة مثلاً بالعقاب أو الحساب، هي وصف لحالة...  وصف تأخر أنه هذا الشيء خطأ اللي عَم تمارسه خطأ؛ اللي يترتب عليه تأخرك عن الحق أو الصواب أو عن الثواب؛ يعني توصيف، اجتناب، توجيه.. الإثم توصيف، والاجتناب توجيه وتعليم، لا الاجتناب ولا كلمة الإثم يفيدان صيغة تحديد حكم شرعي.. وتؤثم هنا بيقصدوا فيها تعاقب؛ لأنك تأخرت عن فعل الحق، بس مو أكثر من هيك. أما شو حكمه هذا الأمر؟ هذا الأمر فيه إثم؟ إيه فيه إثم. طب شو حكمه؟ أنا اللي عَم أقصده أنه هل إذا قُلت إن هذا الأمر فيه إثم، أنا بافهم أن هذا الأمر حرام؟ لا طيب حلال؟ لا؛ لأنه إذا صار فيه إثم معناها ليس حلالاً، بس مو بالضرورة حرام؛ ليه؟ لأنه فيه حكم تاني.. المنهي عنه فيه حرام، فيه، منهي عنه. فإذا أي أمر يوصف بالقرآن بأنه عليه إثم ممكن يكون حراماً. ممكن يكون منهياً عنه. منين بِده يعرف؟ من نصوص أخرى، كذلك كلمة الاجتناب... الأمر الذي يأتي بصيغة إنه اجتنبوه لوحده لا يفيد التحريم.. لا يفيد الحلال.. طالما في أمر اجتناب، بِدنا نشوف نصوص تانية هل حددت هذا الأمر الذي أتى بالاجتناب، يفيد التحريم عن أمر حرام، عن أمر منهي عنه. فاجتنبوا الطاغوت؛ الطاغوت الأصل هو عبادته وطاعته، والأصل حرام، فصار الاجتناب هنا يتعلق بأمر حرام".


رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ

وأجاب الباحث والمفكر السوري عن سؤال "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ؛ هل الرجس هنا تعود على أحد، على الخمر والميسر والأزلام والأنصاب؟ ولَّا على نتيجة المجموع؛ لأنه قال فاجتنبوه.. فالاجتناب هو المقصود الأربعة ولَّا المقصود فيه الاجتناب؟"، قائلاً: "رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه، فاجتنبوه الضمير راجع للرجس، مفرد وليس لهم، بس كلمة رجس هي صفة للاختلاطات التي حدثت بما ذكر سابقاً، إنه هذه أمور مختلط فيها ما بين الصالح والطالح، ما بين الطيب والخبيث والفاسد، فهي رجس، فاجتنبوا هذا الرجس، وعملياً هي وصف لما ذكر قبلها".


وأضاف إسلامبولي "الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ هي أربعة أمور معطوفة على بعضها، بس مختلفة عن بعض؛ يعني مو مادة واحدة هي، مو سلوك واحد".


ما الرابط بين الخمر والأنصاب؟

وأجاب إسلامبولي عن سؤال "ما الرابط بين الخمر والأنصاب؟"، قائلاً: "هلأ الرابط بينهما الرجس، الأربعة فيها رجس، الخمر حالة تخمير، الميسر من اليسورة، كل إنسان بيحصل على أموال دون أي جهد يبذله ما عَم يقدم شيئاً للمجتمع هو مما يسمى الميسر، لذلك نزلوا تحت الميسر القمار. أما مو الميسر هو القمار، وأيضاً الأنصاب جمع نصب، كله، النصب يقام فيه تزييف الحقائق ابتداء من عبادة الله وما ننزل، اسمه نصب، مراكز مو مجرد أنه ابقى تمثال حاطه رمز لأحد، لا. مراكز نصب، نصبت مراكز معينة لتزييف الحقائق ونشر الباطل والفساد بين الناس. هذا اسمه نصب، فيه رجس؛ يعني فيه اختلاط مو كل شيء عَم يكون في هذه المراكز باطل. لأ ممكن يكون فيها صواب.. وهاي المسائل الصواب اللي فيها ممكن تكون لحالة خداع الناس، أما الرجس أكتر، الاختلاط والفساد اللي فيها أكثر من الصواب، اجتنبوها، والأزلام جمع زلمة، وكلمة زلمة باللسان العربي ضمن الكلمات قليلة الاستخدام. طبعاً بثقافات عربية بيستخدموها بدلالات خاصة فيهم، يعني ممكن تكون بمعانٍ معيبة؛ يعني يا زلمة ببلاد الشام تعني رجلاً أم في اليمن مو هيك المعنى، يعني مثل شيء معيب عندهم يتعلق بالعورات، زلمة باللسان العربي. طبعاً بلاد الشام يا زلمة يعني يا يا رجل، معناها يعني. يعني تساهل لا يُدرس. أما زلمة في اللسان العربي (الزاي واللام والميم) المفهوم العام يعني تطلق على الوسائل اللينة والناعمة للحصول على شيء؛ فإذا بدنا ننزلها على الواقع بمعنى أنه الخمر والميسر والأنصاب والأزلام هنا، والأزلام استخدام الجنس النسائي في ترويج أمور معينة فكرية تجارية.. إلى آخره.. والإيحاء هنا قفزة تجريدية للحالة الثقافية من دلالة (زلم).. ولو مثلاً بِدي أرجعها لأصل اللسان فهي ليست (زل)، لا صار معنى تاني؛ (زل) كلمة واحدة (زل). أما (زلم) (الزاي بروز شيء) و(اللام حركة لازمة ثقيلة) و(الميم عَم تنتهي بجمع ضم متصل). هذه الثلاث أصوات مع بعضها، عَم تجتمع من الناحية الثقافية مو التجريدية. الاستخدام تبعها الزلم. ومنه مثلاً الأزلام، وسائل ناعمة رقيقة للحصول على شيء، أنا أسقطت إحدى صورها الرئيسية بالواقع؛ أنه النص القرآني نص حيوي، أنا أسقطت على أكبر وسيلة موجودة ويتحقق فيها هذا المعنى، مع عدم نفي وسائل ثانية هو الجنس، استخدام النساء لتحقيق مصالح تجارية سياسية فكرية ترويجية".


السلوك فيه رجس

 وأجاب إسلامبولي عن سؤال "أين الرجس فيها؟ هاي معروفة؟"، قائلاً: "لما أبعت أنا رسول نسائي، رسول ناعم؛ لتأثير بالطرف الثاني في هذا العمل رجس، فيه اختلاط؟ آه فيه اختلاط. ممكن يوصل لحالة من حالات الفواحش والحرام؟ ممكن. ممكن ما يوصل؛ لكن أنا قدرت أوصل للشيء اللي أنا بِدّي إياه بتأثير على الطرف الثاني، وأخدت الحاجة منه؛ فهذا الرجس اللي فيه أن هذا السلوك فيه رجس".


الأنصاب ليست الحصول على "فلوس"

وأضاف سامر إسلامبولي رداً على "لماذا لا يكون مثلاً الإقراض السهل؟": "لا ما له علاقة الإقراض هنا.. (طالما نحكي عن الخمر والميسر، والميسر حكينا للحصول على الفلوس السهلة، على الأموال، والأنصاب أيضاً فيها حصول على فلوس سهلة، والأزلام كان فيها حصول؟) الأنصاب مو حصول على فلوس، الأنصاب جمع نصب، ما ينصب، من مركزية دراسية أبحاث لخداع وتضليل الناس وتزييف الحقيقة على كل الوسائل؛ دينية وفكرية وسياسية وإعلامية، نصب".


يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا

وتابع إسلامبولي: "ذكر الأمور مع بعضها البعض ليس بالضرورة تكون متطابقة أو بشيء واحد فقط؛ أنه الاتنين بالمال. لا؛ أما الاتنين فيهما إثم كبير. هذا الاشتراك بينهما. أما هذا عمله، هذا عمل، والاتنين فيهما رجس والاتنين فيهما إثم كبير، واتنين منهي عنهما. أما ليس بالضرورة يكون أنه لازم الخمر والميسر يكونان متعلقَين بشيء واحد بالذات؛ اللي هو الأموال".


كيف يتخمَّر العقل؟

وقال الباحث والمفكر السوري رداً على "الميسر رافقت الخمر، والخمر مفهوم واسع كبير؛ يعني كل شيء يزداد سواء بتفاعل كيمياء وإلى آخره اختمار": "ليس من معاني الخمر الزيادة؛ خمر في اللسان العربي ليست زيادة، تفاعل فقط.. تفاعل شيء مع بعضه تفاعلاً كيميائياً؛ مثل تفاعل المادة الكيميائية. يتفاعل مع بعضه البعض فبيتعقد. يعني بتتغير بنيته من حال إلى حال، تخمر، شراب تخمر.. مو زاد؛ هو نفسه الشراب كحجم، ما تغير؛ لكن التخمير تبعه معينة. فيؤدي إلى تفاعل الذرات مع بعضها، وبتتغير بنية الشراب؛ بيتجه نحو ارتفاع نسبة الكحول فيه، ما بيزيد، ما فيه زيادة؛ الخمر مو شراب، الخمر صفة.. فهنا المشرع يحرم إيه؟ إنما الخمر والميسر.. الخمر هنا صفة لتخمير العقل؛ أي شيء يخمر العقل، العقل بيتخمر؟ أيوة بيتخمر، كيف بيتخمر؟ العناصر الدماغية مع بعضها تتفاعل مع بعضها، فتتم عملية ارتخاء القدرة الواعية عند الإنسان، يفقد التوازن".


الخمر صفة والميسر صفة.. إشكالية التشابه

وأضاف سامر إسلامبولي: "الصفات تتكرر، بتقدر تنعطف على بعضها؛ عشرات الصفات بتنعطف بس هذه الصفة لشيء، هذه الصفة لشيء، هنا الخمر صفة لعملية تخمير العقل، هلأ شو المنهي عنه، أي مادة تتناولها صلبة أو سائلة أو عن طريق الوريد؛ حقن أو شم أو أي شيء، اسمه خمر؛ لأنها العقل، فالحكم وين؟ موجه مو نحو المادة، موجه نحو عملية تخمير العقل، لا تخمر عقلك؛ فلذلك هنا بالفقه نفسهم أبو حنيفة وغيره أنه إذا الإنسان تناول الشيء القليل لا مانع من الأشربة اللي فيها نسبة كحول، لا مانع طالما لم يختمر العقل.

(يسألونك عن الخمر)، عن تخمير العقل، يعني المقصود فيه، عن طريقة المواد اللي نتناولها نحن لتخمير العقل، يسألونك.. إذن يسألون اللي عَم يسألون يعرفون شو هو الخمر، يعني مو شيء هو ما بيعرفوه بثقافتهم، فإذن المشرع يعتمد على معرفة السائل، أنت عرفان شو عَم تسأل؟ فأنا عَم أجاوبك بناء على معرفتك. فيه علاقة ما بين المتكلم والمخاطب، فيسألونك عن الخمر، الخمر معروف بالنسبة لهم، إحدى صوره اللي هي الأشربة. ممكن يكون فيه مثلاً مواد تانية؟ أيوة ممكن.. أعطى الجواب عامّاً".


وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ.. معنى "العفو"

وأجاب إسلامبولي عن سؤال "(فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ).. هل هنا يسألونك سؤال آخر يعني ما فيه رد؟ (مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)؛ العفو هنا عن شو؟ الزيادة مثلاً، زيادة؟"، قائلاً: "ويسألونك قل العفو، العفو هنا أخذت معنى التجاوز وعدم الحساب والتدقيق على أفعال الناس، مو قصة الزيادة.. العناصر هذه كل عنصر لوحده؛ الخمر له عنصر لوحده، الميسر عنصر لوحده، يسألونك عنصر تاني لوحده، هيك طبيعة القرآن بيعدد، لا يوجد بهذه النصوص اللي تناولت الخمر كلمة حرم عليكم أبداً، ما فيه، فعدم وجود كلمة التحريم في النصوص التي تناولت الخمر يدل ابتداء على أن تناول الخمر هو خارج دائرة الحرام".


المقصود بالخمر ليس الشرب بل تخمير العقل

وأضاف إسلامبولي رداً على "هذا إذن كان المقصود بالخمر، هو الشرب؟": "فلنفترض أنه مقصود فيه مو شرب، تخمير العقل... الغياب كله بيشمله، خمر غياب، مادة مثلاً؛ المادة ما اسمها؟ شراب.. أي مادة بيتناولها الإنسان سواء من طريق الفم شرب، أو حقن بالوريد، أو أي شيء؛ الوسيلة ما بتهم، نوعية المادة ما بتهم؛ اللي بيهم النتيجة، اللي عَم يحكي عن النتيجة، النتيجة هذه الأمور اللي عَم تتناولها كلها، هل تصل بالإنسان إلى تخمير العقل، تغيبه، مقصد المشرع هو أن تحافظ على عقلك وتوازنك".


نظام معرفي محدد من قِبل السائل

وتابع الباحث والمفكر السوري: "يسألونك هنا، عَم يسألون، عن شو؟ عن الخمر، طيب شو بيقصدوا؟ الخمر جاي مثلاً تبع من البداية ويسألونك عن الخمر، يسألونك عن المحيض، يسألونك عن الأنفال، يسألونك عن كذا.. هذه فيه شيء اسمه (نظام معرفي محدد من قِبل السائل)، أنه عَم يسأل عن هذه الحالة". 


السُّكْر وإشكالية الخروج من دائرة التحريم 

وأضاف سامر إسلامبولي: "كانوا عارفين أنه بيسكرهم؛ لكنهم عَم يسألون عن حكمه؛ شو حكم تناول هذا الخمر أو ندخل نحن لحالة التخمير. شو الحكم تبعها؟ حرام ولَّا شو الحكم؟ فالمشرع ما قال لهم حرام، لو كان حرام كان جاب حُرم عليكم. ما قال حرام؛ معناها أخرجه من دائرة التحريم، ليس حراماً.. طيب، ليس حرام، هل هو حلال؟ لا مو حلال، ليه؟ لأنه ذكر إيش؟ فيه إثم كبير، وأنا من البداية قُلت إنه أي أمر يوصف بأنه يترتب عليه إثم هو قطعاً ليس حلالاً قطعاً قولاً واحداً، ليس حلالاً. لكن ممكن يكون حراماً أو منهياً عنه. بِده يكون حراماً فلازم يكون فيه نص عيني، حُرم عليكم. ما فيه نص حُرم عليكم؛ فقطعاً بشكل طبيعي نزل لمنهي عنه".


الخمر غير الميسر

وأجاب الباحث والمفكر السوري عن سؤال "طالما أن الميسر هنا يعني قد يكون الحصول على المال بسهولة دون جهد، فلماذا لا يكون الخمر جزءاً من هذه السلسلة؟"، قائلاً: "ما نازل لسانياً... الخمر غير الميسر؛ يعني أنت عَم حتى متأثر بكلمة التخمير، التساهل بين الناس، هذا شيء وهذا شيء؛ يعني الناس عندها فيه تساهل بالألفاظ، أنه فلان عنده خميرة من الأموال. هذا مو لساني الكلام؛ هذا تساهل مخمرة. استعارة عَم يستعملونها. أم هل هو كلام سليم، أنا مخمر عندي أموال. عندي أنا خميرة من الأموال؛ بمعنى عندي زيادة وكتير. لسانياً غير صحيح؛ هم يستعملونها استعمالاً مثل خمر العجينة، والله خمرتها، طب شلون بتخمرها، إذا خمرتها معناها أنا تركتها وخبيتها شوي أو غطيتها من هذا العمل تساهلاً عنده خميرة".


علاقة السُّكْر بالخمر أو فقدان الدماغ

وأضاف إسلامبولي رداً على "هل السُّكْر حقيقةً له علاقة بالخمر أو فقدان الدماغ أو أنه يعني ولا تقربوا الصلاة وأنت تمسكها، يعني ما تقربوش الصلاة حتى لتعلموا ما تقولون؛ يعني ما تسكروش قبل ما تروحوا الصلاة، بس الهدف أنه لما تحكي تكون عارف شو بتحكي فيه؟": "كلمة سُكر في اللسان العربي تدل على الحيرة والاضطراب؛ سكر، (سين، كاف، راء)، وسميت القطعة الحديدية اللي تنحط على الأنبوب (سكر) عندنا في بلاد الشام، نحن بنفكر أنه سَكَّرَه يعني أغلقه. لأ، نتيجته عَم تصير إغلاق. أما طيب ليه سُمي سكراً؟ لأنه عندما يتم إغلاقه بالأنبوب تصطدم الماء فيه فتضطرب، تصطدم، تضطرب؛ بيصير فيه حيرة، بتدور حول نفسها، بتضل واقفة. هذا السُّكر، الأصل، هذا سكر، حيرة واضطراب. هذا المعنى تبعاً. جينا للإنسان؛ هل الإنسان ممكن يُصاب بحالة سكر ويصير سكران من غير تناول مواد تفقد العقل؟ أيوة طبعاً ممكن. طيب؛ هل تناول الأشياء اللي ما يُسمى الخمر وما شابه ذلك تؤدي إلى السكر؟ أيضاً تؤدي إلى هذا، أما السكر فليس بالضرورة يكون نتيجة عن الخمر، لذلك النص القرآني (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) هلأ هنا المسلمون الفقهاء اضطربوا؛ فيه منهم نسخوها رغم أنه عندهم النسخ لا يكون إلا بين آية وآية، ما ننسخ من آية أو ننسها، على فرض وجود النسخ يعني.. فهنا هي مو آية، جملة. (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) نسخوها؛ لأنه على أساس أنه الظاهر بيفيد أن الإنسان لساعته عمال يصلي وممكن يسكر، وقت تكون أنت سكران لا تقرب على الصلاة لحتى تصحى، بعدين ارجع للصلاة. فاضطروا أن ينسخوها بالنصوص اللي مرت معنا عن الخمر، (يسألونك عن الخمر).. نسخ هذا النص. طيب هذا مو نص؛ هاي جملة ضمن نص، وبالتالي ادعاء النسخ باطل، حسب الأصول اللي هنا حاطينها؛ أنه النسخ لا يكون إلا بين نص ونص كامل. هلأ (لا تقربوا الصلاة)، الصلاة هنا على إطلاقها طبعاً؛ سواء أكانت الصلاة الاجتماعية أم الصلاة التعبدية، حسب النص، المعنى شامل الاتنين، طالما النص يشمل المعنيين، فنحن نقول بالمعنيين. لا نضرب واحداً لصالح واحد؛ أما إذا فيه قرينة بتنص على أنه دلالة مادية فقط، فنقول بالمادية. أو إذا كان فقط نقول بالمعنوي. وهذا من طبيعة النص القرآني؛ له أبعاد، ما بنحصره.. حسب دلالاته. هو السكارى إذن هنا ممكن الإنسان يصاب أو يتلبس حالة السكر من خلال الإرهاق والتعب.. تعبان جداً، مرهق، نعسان، عَم ينام، قال له لا تصلِّ؛ لأنه الأصل في الصلاة هو الوعي، سواء صلاة تعبدية... لا تصلِّ، لا صلاة تعبدية؛ لأنه ما استفدت منها شيئاً، لأن الصلاة بوعي لازم تكون. ولا الصلاة الاجتماعية؛ هي تروح تزور واحد، تروح تنام عنده؛ فقال له لا تقربوا الصلاة؛ لا الاجتماعية ولا التعبدية وأنتم سكارى، حتى تعلموا ما تقولون؛ حتى تكونوا بوعي، لأنه ممكن مثلاً يتعلق الأمر ببيع وشراء. عقود؛ يروح الإنسان بحالة سكران ويوقع ولا هو عرفان شو عَم يوقع، يخسر ويدفع الثمن غالياً، أو يسب نفسه الإنسان وهو عَم يصلِّي، يسب نفسه، لا يعرف شو عَم يقول. فالوعي مطلوب، مقصد المشرع أن الإنسان يجب أن يحافظ على وعيه في كل الحالات، وأن لا يعرض نفسه لفقدان الوعي والعقل. عندما يصل الإنسان إلى فقدان العقل والوعي يقلص نشاطه الاجتماعي فوراً حتى يطلع من هذه الحالة. لذلك الإنسان الذي يتعاطى مثلاً خمراً وصل إلى حالة السكر؛ لأنه ممكن إنسان يتعاطى مشروبات بيصلح حالة السكر؛ لا بيشربه، ما فيه أي شيء".


إشكالية الوصول إلى حالة السُّكْر

وتابع سامر إسلامبولي: "النقطة هذه الأولانية اللي انتهينا منها، هي وضع قانون للإنسان أنه لا يوصل لحالة السكر؛ ليحافظ على عقله ووعيه. وفي حال دخل هذه الحالة؛ يجتنب العلاقات الاجتماعية والتعبدية، يعني يحجر على حاله لما يطلع من هذه الصورة، حتى يعلم ما يقول، ويتواصل مع الناس. هلأ سكر، (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا). هذا النص هو نص خبري؛ ليس طلبياً. وبالتالي النسخ لا يطوله ولا بأي شكل. بالنسبة إلى أصولهم هم أن النسخ يكون بين نص طلب مع طلب، يعني لازم يكون النص متعلقاً بالسلوك الإنساني؛ افعل لا تفعل. ييجي النسخ لنص؛ طلب منك تفعل، واحد يقول لك لا تفعل اسمه نص طلبي، ونص كامل؛ مو جملة، هذا النص خبري، ما بتطبق عليه أصول النسخ".


الشُّرب والسُّكْر.. ليست المشكلة في الكحول بل في النسبة 

وقال الباحث والمفكر السوري: "(إن في ذلك لآية)؛ الآية في الموضوع هي ثمرات النخيل والأعناب، الأعناب طبعاً كل شيء يتعلق بالأعناب والنخيل، كلمات عامة مو بالمعنى الشائع بين الناس؛ يعني العنب العنب، والنخيل النخيل؛ لا صفات للأشجار والمعروشات.. كلها. كل هذه الأمور بتاخدوا منها أنتم شراباً تصنعونه. من خلال تعرضه إلى عملية تخمير؛ يسمونه نبيذاً. إذا غلوه على النار جداً بيصير نبيذاً.. و(نبيذ) لأنه ينبذ.. الآية هنا هذا الشراب عما تجمعه كله مع بعض وتنبذه يوصل لحالة التخمر؛ بس له هو لا العقل. هذا رب العالمين عَم يمننا فيه أنه عَم تصنعون منه أنتم سكراً ورزقاً حسناً، سكراً؛ تناولوا لكم عن شيء تنبسطون فيه وتستمتعون فيه وتستلذون ورزق عمل؛ بيع وشراء. هذه العملية كلها آية لقوم يعقلون، مو يتفكرون، يعقلون ما بدها الدراسة، يتفكرون بده الدراسة يعقلون الشيء الحسي المباشر عليه مباشرة، يتفكرون مثل مثلاً رفع السماوات بغير عمد ترونها، بييجي نهايتها إيش؟ آيات لقوم يتفكرون؛ لأنه بده دراسة ما بتقدر تعرف هذه الآية أنت إلا بالدراسة، أما فيه آيات ما بدها الدراسة فوراً تعقل أمامك من خلال وقوع الحس عليها، فهذا النص إذن واضح منه تماماً يبيح طالما هو عَم يمنن رب العالمين الناس بهذا الشيء، وعَم يعتبرون آية، فإذن يبيح المشرع أن يشرب الإنسان النبيذ، ما فيه نبيذ دون كحول؛ الكحول مادة أساسية في الطبيعة، في بنية تركيب كل المواد؛ بس المشكلة في النسبة، هي المشكلة.. النسبة أربعة في المئة، خمسة في المئة، عشرة في المئة.. إلى آخره. والحكم لا يتعلق بالشراب، يتعلق بالعقل، بالحالة؛ لأنه يختلف من إنسان إلى إنسان؛ فيه إنسان ممكن عشرة في المئة يذهب عقله، وفيه إنسان لا يذهب عقله، فيصير هذا لا مانع يشربها، هذا ما بيصير يشربها؛ علشان يقدر يرجع بالسيارة تبعه على البيت".


لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى

وأضاف سامر إسلامبولي رداً على "هذا في حال ثمرات النخيل؛ أما الحالة الثانية (تقرب الصلاة) أن تصلِّي، هي السكارى هنا بالعموم، قد تكون زي ما حكينا؟": "هاي الآية طلبية، عَم يطلب من الناس، هذه خبرية... فهذه غير هذه. فإذن السكر ما هو بالضرورة دائماً يأتي من حالة الخمر؛ ممكن يأتي من حالة تعب، فلذلك (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)؛ يعني لا تقربوا وأنتم بحالة هذيان.. بصرف النظر من أين أتى شو السبب، بصرف النظر من أين جاء؟ مشروبات، من تعب، من نوم..".


فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا.. تمسح في وجهك فقط لا غير

وتابع إسلامبولي رداً على "ولا جنباً.. هل جنباً كمان تتناغم مع كلمة (جنب)؟": "هذا الموضوع كمان فيه تفاصيل كثيرة جداً، هل الجنب من الجانب؟ ولا بمعنى إيه هنا صايرة؟ وما المقصود فيها بالضبط؟ أنا حسب المنظومة والمنهج اللي أنا ماشي فيه ومن خلال تعاملي مع النص القرآني والمنظومات اللي بيتعامل فيها. النص القرآني يعتمد على المتلقي؛ يعني عليم حكيم، المتلقي عاقل، فيه علاقة جدلية ما بين المتكلم والمخاطب في الوصول للمعنى. فهذا النص هنا عَم يحكي عن الصلاة، والصلاة بتحب تعممها اجتماعية تعبدية، ما فيه مشكلة؛ لكن المنطوق الأول هو التعبدي حسب مو جاي. المنطوق الأول دون نفي المعنى التاني.. اللي هوَّ الاجتماعي؛ بس نحن بيهمنا هلأ التعبدي، لأنه الأحكام اللي جاية بعدها متعلقة بالصلاة التعبدية. فهنا جنباً بمعنى أنه الأمر الذي مارسته فجعلك تجتنب الصلاة أو تجتنب الشيء اسمه (جنب). لذلك سموه هذا العمل جنابة؛ أنه هذا خلاك تجتنب الصلاة، فهذا الأمر (وإن كنتم جنباً) إن كنتم في حالة، طبعاً النص يحتمل أكثر؛ لكن هذا المنطوق والمفهوم الأول أنه الجنب ما بيصير يقرب على الصلاة. (ولا جنباً إلا عابري سبيل)؛ إلا عابري سبيل هنا. طبعاً تقول لي منين جاءت هاي عابري السبيل بهذا الموضوع، كمان هذا أسلوب القرآن. وقت بيطرح فكرة؛ بيحط فيها أشياء معينة مفيدة للفكرة أو اعتراضات تترك، بيطلع الموضوع تاني؛ فلذلك بِدنا نوقف كتير على النصوص، هو ما تكون إلا عابري سبيل، حتى تغتسلوا، صار إيش؟ الصلاة الاجتماعية؛ بس العابري سبيل الاستثنائي، العابري سبيل فقط؛ ممكن الإنسان، الصلاة الاجتماعية، بالصلاة التعبدية ممكن يكون جنباً ما عنده قدرة يغتسل فبيصلي، بارجع باكمّل النص (حتى تغتسلوا، وإن كنتم مرضى.. إلى آخر النص بهذا الشكل). (أو لامستم النساء)؛ لامستم النساء، كمان (لامس) فعل له علاقة بين طرفَين مو (لمس) (لامس). مثل قاتل، نفس المعنى، يعني لمس متبادل ما بين الذكور والإناث، بيؤدي عليه هذا الجنب، ما وجدتما.. (فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً)، صعيداً طيباً، هنا الصعيد قد يفهم أحدهم يعني اللي عَم يطرح أنه الله بيحمل تراب يصير مثل كأنه عَم يتوضأ بالماء، ويضعه على وشه، لا مو هذا الشكل أبداً. (فتيمموا صعيداً طيباً) تختار سطح الأرض وكل مواد الأرض منها طاهرة، تضرب أيديك ضرباً، فما بيعلق لا تراب ولا بتكمش تراب بإيدك ولا أي شيء، بتمسح في وجهك فقط لا غير..

الصعيد سطح الأرض كلها؛ من مواد الأرض، صعيداً طيياً، سطح الأرض الطيب الطاهر. تضرب هذه الضربة، بتتيمم استعداداً للصلاة، والوضع معنوي، حالة معنوية. حكم استعداد للصلاة، (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفواً غفوراً)، بس هذه المساحات عاملة فيه فقط لا غير. شو الحالة نظافة؟ لا مو نظافة، عفر وجهك بالتراب؟ مو هيك المطلوب؛ مسح، لذلك بالفقه تضرب الضربة بعدين تضرب بإيديك هيك. يعني استحالة إذا علق منها غبرة أو أي شيء. ضربتها، مسحتها؛ حالة استعداد، والتيمم القصد، قصد الصعيد الطيب؛ (ولا تيمموا الخبيث منه)، لا تقصدوا الخبيث تنفقوا منه وتحتفظوا أنتم بالطيب، فهذا المقصود، فتيمموا، صدوا سطح الأرض، الصعيد الطيب، وتيمموا.. حالة رمزية فقط في حال عدم وجود الماء".


مفهوم "الأنعام" و"بهيمة الأنعام" وَفق آلية اللسان العربي المبين

وأوضح إسلامبولي مفهوم "الأنعام" و"بهيمة الأنعام" وَفق آلية اللسان العربي المبين، قائلاً: "الأنعام جمع (نعم)، وتدل على طيب ورفاه وصلاح عيش، دلالة الأنعام ككلمة مفردة الوحدة دون إضافة عامة لكل الكائنات النباتية. حصراً.. مو السباع أكلة اللحوم، النباتية فقط؛ يعني بالفيل، وحيد القرن، البقر، الإبل.. كلها اسمها الأنعام، شرط أن تكون نباتية. قال تعالى (وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ". ومن الأنعام عَم يذكر الوظائف اللي نحن بنستفيد منها، الحمولة؛ نحمل عليها فرشاً، نستخدمها للفرش، من جلدها أو شيء، وبنأكل منها. هلأ نحن الأنعام النباتية، مو كلنا بناكل منها، بس كلها أنعام، فيه قسم للأكل، وفيه قسم للركوب والتحميل. وهذا مستخدم في العرف، موجود. يعني الأحصنة، الحمير، الفيلة. هذه كلها، ولكن ليست للأكل، مو يحرم أكلها؛ لكن ليس هي بطبيعتها للأكل؛ لأنها مخلوقة للركوب والحمولة، بينما الأنعام الأخرى اللي هي البقر، الإبل، الماعز.. كذا؛ هي أنعام للأكل، هي مدجنة يسمونها أنعاماً مدجنة، فإذن كلمة عامة مفردة تفيد الكل، وشرط تكون نباتية".


الفرق بين "الأنعام" و"بهيمة الأنعام"

وأضاف الباحث والمفكر السوري: "بهيمة الأنعام هلأ بييجي نص تاني بقى بيحكي؛ بيجيب كلمة (بهيمة الأنعام) نفسها؛ طبعاً الأنعام شو عرفنا أنه الأنعام هي كائنات نباتية؛ جاية بالنصوص (كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ)؛ فنضبط هنا؛ إذن البهائم اللي هي الحيوانات اللي هي أنعام هي كائنات نباتية؛ السباع ما لها علاقة إطلاقاً، أكلة اللحوم، محرمة. فهلأ بهائم الأنعام؛ (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا)؛ هنا النص فكلوا منها، ما ذكر لا حمولة ولا ركوب؛ بس ذكر فكلوا منها، وقت استخدم كلمة بهيمة الأنعام، بينما في النص السابق استخدم الأنعام بالمطلق، فالأنعام، الحيوانات النباتية كلها، شاملة الحيوانات غير المدجنة، والحيوانات المدجنة بهيمة الأنعام، اسم فقط للحيوانات المدجنة؛ اللي هي البقر والماعز والإبل وما شابه ذلك".


وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ

وناقش إسلامبولي آية "وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ"، قائلاً: "الإنزال هذا ذهب أحدهم أنه هي الكائنات الوحيدة على الأرض اللي نزلت من السماء؛ ما تطورت على الأرض. هيك فهم من كلمة (وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ) كذا؛ اللي هي الأنعام من السماء، أنه كل الحيوانات وحتى البشر تم خلقهم على الأرض من خلال التطور.. إلا الأنعام.. اللي هي البقر.. إلى آخره. هدول نزلوا من السماء... بينما هنا والنزول أنه فيه عملية، لأنه هيك أصل الكائنات المدجنة، كانت برية وحشية بالأصل، شلون الحمار الوحشي، فكانت الحيوانات كلها وحشية. هنا (وأنزل لكم)، هذه الآية اللي بتحكي عن الأنعام بمعنى دخول نظام تذليل وتدجين هذه الأنعام في نظامهم العلمي، هذا كمان نعمة من الله، وتمكن الإنسان من الإشراف على تكاثرها، صارت هي المادة الغذائية اللي يعتمد عليها الإنسان في غذائه؛ لذلك ملايين رؤوس البقر والغنم.. إلى آخره. بعدما ذللها الإنسان، أما هي فمخلوقات على الأرض وخضعت للتطور مثلها مثل أي حيوان".


الأزواج- الزواج- النساء- الرجال- الأنثى- الذكر- المرأة- الأولاد- البنات

وأجاب إسلامبولي عن سؤال "ألفاظ مثل (الأزواج، الزواج، النساء، الرجال، الأنثى، الذكر، المرأة، الأولاد، البنات)، ما المقصود فيها؟"، قائلاً: "هذه كلمات سريعة للتعريف، وهي من مفاتيح فهم القرآن؛ الأزواج جمع زوج، والزوج لا تطلق إلا على العنصر الذي يقابله زوج ضده؛ وجذر زوج هو (زوج) (أحرف العلة لما تشيلها من الفعل بترجع الفعل لأوليته)؛ حرف العلة إذا كان زائداً في آخره، أما وقت تكون بأوله أو بنصه صار أحرفاً رئيسية، جزءاً لا يتجزأ من الكلمة؛ فهي (زوج).. طيب إذا قمناها (زج) فالصوتان ضممناهما علي بعض.. طيب دخول الواو ما بيقدم وبيأخر؟ لا بيقدم وبيأخر، طب (زج)، زج الشيء، إلا تلاحظ هي فيها نستعملها بالحياة العملية نحن زج الشيء إذا دعمناه مع شيء آخر، فهلا زوجا اللي هي كمان صوت يدل على امتداد مكاني.. فممكن.. ما هي المشكلة يعني زج يعني فيه طرف انزج مع طرف تاني، والواو ربطتهما مكانياً، ربطت هذين العنصرين مع بعض، زوج. فالواحد منهم اسمه زوج؛ إذا كان له ما يقابله.

 أما إذا كان ما له مقابل، ما اسمه زوجة؛ يكون له زوج؛ فـ(الذكر) هو زوج الأنثى، والأنثى هي زوج الذكر خلقا، إذا تزوجا مع بعض صارا زوجَينن بعقد نكاح. أما دون عقد نكاح، أزواج، كل أنثى في العالم هي زوج أي ذكر في العالم، من الناحية الخلقية فقط، ذكر وذكر ما بيصير نقول عليهما زوجَين.. لأنه النوع واحد، هلأ على أرض الواقع إذا بنحطها نحن، نزلها، لها دلالات مادية، لها دلالات معنوية. الدلالة المادية تمثلت بالنوع المختلف ذكر وأنثى.. ما فيه خلاف فيها، طيب إذا جبنا ذكر وذكر، هل يصح نطلق عليهما زوجَين، أم لا يصح؟ يصح بشرط إذا كانت العلاقة بينهما متماثلة معنوياً وفكرياً وأخلاقياً، فهما زوجان، بس مو زوجَين بالمعنى المادي، زوجَين بالمعنى المعنوي، والأنثى وأنثى بنقول عنهما زوجَين كمان زوجين؛ لكنْ زوجان فكريان أخلاقيّاً، مو زوجَين بعقد نكاح، يعني مو مثلية هلأ، (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ)، لا يقصد فيها المادي، يعني الرجل وامرأته... أمثالكم، كمان يدخلون النار، جهنم هم وأزواجهم. طيب شو يعني ذنبه الإنسان أو المرأة إذا كانت هي مؤمنة وزوجها كافر أو العكس، ليش متراضين مع بعض في دخول النار؟ لا هون الأمثال، ادخلوا أنتم وأمثالكم إلى النار أو إلى الجنة، هلا وإذ قلنا لآدم (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) هنا مو بالمعنى المادي، مفيش حواء معه، طب هل يعني ما فيه أنثى؟ الموضوع ما بينحكي عن أنثى وذكر؛ لأنه كلمة أزواج ممكن تشمل الإناث، فهنا أنت وزوجك، أنت ومثيلك؛ مثيلك في الفكر، هذا مثيلك في الفكر قد يكون أنثى.. وقد لا يكون، وقد يكون ذكراً.. وقد يكون القصة هاي كلها أنت وزوجك، جاية بشكل مفرد. ولكن هي عملية عَم تحكي عن الجمع.. أنت وأمثالك اسكن في هذه الجنة. طبعاً الجنة على الأرض مو الجنة في السماء".


يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ

وأضاف سامر إسلامبولي رداً على "الأزواج؛ لما يقول كالتالي (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ)؟": "هلأ النص بده ينحط كله كامل ليندرس هذا النص. بس أزواج النبي بسياق معين تيجي أمثاله، يعني مَن يماثله بفكره ودعوته، فهن أزواجه، قل لأزواجك أمثاله، بنص آخر أزواجه يعني ما يُسمى بالعامية زوجاته؛ اللي هي من الإناث".


وتابع إسلامبولي رداً على "(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا)، والآية الثانية (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ).. يعني استخدمهن يعني بكل أزواجك ونساء المومنين. ما قالش أزواج المؤمنين.. وفيه آيات تقول (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ)، ما قالش يا أزواج النبي؟": "دي كلمة النساء.. بالنسبة للأزواج بالنص الأول (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن) معناها هنا كلمة الأزواج عَم يحكي بالصورة المادية؛ يعني عَم يحكي عما يسمى زوجاته الإناث، خطاب لهم مو على الحالة المعنوية بمعنى الأمثال.. كسياق. الثاني (قل لأزواجك) كم السياق عَم يحكي كمان عمّا يسمى الزوجات بالعامية. فأيضاً عَم يحكي عن نسائه؛ لذلك ونساء المؤمنين.. نساء المؤمنين مو زوجات المؤمنين؛ ولكن التابعين مؤمنون؛ تشمل بناته، يعني أب عنده بنت، هذه مو زوجته. فما بتصير زوجات، صارت نساء.. تابعة له. وبناته صبايا، عنده أخواته، عنده أُمه، عنده زوجته؛ فلذلك تيجي ونساء المؤمنين".


نِسَاء الْمُؤْمِنِين

واستكمل الباحث والمفكر السوري: "(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).. نساء المؤمنين تشمل البنات والأخوات والأمهات والزوجات؛ تشملهن كلهن.. أما لو جاءت زوجات فشملت فقط أزواجاً، شملت بس الزوجات، ما له علاقة ببناته ولا بأخواته".


كل نص يبدأ بـ"يا أيها النبي" هو نص توجيهي وتعليمي لا تشريعي

وأجاب سامر إسلامبولي عن سؤال "هل كل أزواجك تقصد زوجاته؟"، قائلاً: "حسب سياق النص؛ (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ)، هل معنى هذا مين بده يدني عليهن من جلابيبهن، هل الأزواج أمثال يعني رجال، يدنين عليهن من جلابيبهن؟ فمنظومة النص قرأناه كله ورجعنا لأوله. إذا كلمة الأزواج هنا بالمعنى الزوجات، مقصود فيه اللي بالعام يعني نساء. هذا المعنى حسب السياق، ما له علاقة أزواج بمعنى الأمثال، لا. ونساء المؤمنين جاءت بدل أزواج المؤمنين، حتى تشمل كل النوع؛ بناته وأمهاته وخالاته.. وكذا إلى آخره، والنص طبعاً هذا نص توجيهي وتعليمي وليس نصاً تشريعياً، كل نص يبدأ بـ(يا أيها النبي) يكون نصاً توجيهياً وتعليمياً وليس تشريعياً، و(يدنين عليهن من جلابيبهن) ما عَم يحدد هذا النص أمر شرعي، عَم يعطي حالة توجيهية؛ أنه فيه عملية أبناء بمعنى الإطالة والزيادة على الحد الأدنى الذي تم تحديده في سورة أخرى، فهنا الحد الأدنى هذا قوموا بالإدناء والزيادة عشان إيه؟ حماية؛ لذلك يسمون هذا لباس حماية للمرأة حينما تخرج إلى المجتمع، أن تطيل بثيابها بكل الاتجاهات زيادة عن الحد الأدنى".


وأضاف الباحث والمفكر السوري رداً على "لكنه توجيه غير معمم، لا يمكن تعميمه مثلاً إلا فقط لنساء النبي"، قائلاً: "طبعاً الغريب ما بيرد عليك، ما يُسمى المجتمع المسلم، يعني الغريبة بيرد عليك اللي مو مؤمن بدعوتك، ما بيرد عليك، أنا اللي بيهمني نسائي، بناتي، أخواتي، بعطيهن هذا النداء... و(يا أيها النبي قُل لنسائك) المقصود فيها النبي لا الرسول.. وأي شخص في موقع القيادة أو موقع المسؤولية مثلاً طبعاً؛ هلأ النبي هو (يا أيها النبي)، يبدأ، طالما يبدأ (يا أيها النبي)؛ معناها هذا الخطاب بعد ما توفي النبي بيتم تفعيله إلى كل مَن يحل مقام النبي؛ كإمام، داعية، رئيس؛ فينبغي أنه يوجه هذه التوجيهات بالمقررات الدراسية، بالوسائل الإعلامية، وهذا النص ما زال قائماً، فأمر المرأة بالحشمة أثناء خروجها للمجتمع؛ لحماية نفسها من الأذى الاجتماعي؛ تزيد عن الحد الأدنى".


خطاب عام.. "النبي" لا تعني "الرسول" أبداً

وأجاب إسلامبولي عن سؤال "لنفترض أن (يا أيها النبي) المقصود فيه حتى معمم.. كل صاحب موقع يأمر أزواجه وبناته، وإذا ما كانش عنده بنات؟"، قائلاً: "لأ؛ الخطاب عام هنا.. خطاب عام؛ فبييجي واحد أنا ما عندي بنات، خلاص ما عندك، لو عندك كنت أمرت، ما عندك ما لك الأمر، لغيرك. أما هذا فعام شامل الكل.

والنبي لا تعني الرسول أبداً؛ إطلاقاً، بالقرآن كله أينما أتت النبي، فالنص (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ) مثلاً، يا أيها النبي هذا مو رسول. أما العكس فممكن، أحياناً تيجي كلمة رسول والمضمون لنزع الواقع مقصود فيه مقام النبي، أما العكس فليس صحيحاً".


وأضاف إسلامبولي: "يا أيها النبي، خطاب ابتداء لهذا الشخص اللي هو النبي محمد بن عبد الله.. كونه نزل عليه قرآن؛ لكن هذا الأمر الذي نزل عليه بالقرآن هو صار عامّاً للأمة، لأنه هذا الخطاب لو كان خاصّاً كان نزل خارج القرآن، صار لوحده".


وأجاب سامر إسلامبولي عن سؤال "فأي شخص يكون في موقع الذي كان فيه النبي؟"، قائلاً: "القيادة، الإمامة، هذا المقام بده يطبق هذا الكلام، يعني يأمر بناته من باب الحشمة، وزوجته، وأخواته، على كل الناس اللي عليهن من النساء، بيكون عليه يعطيهن هذا التوجيه. احموا أنفسكن. أطيلوا من الثياب.. الأب في البيت مسؤول عن أسرته، فهو الذي يوجِّه، في المدارس مدير المدرسة، أستاذ المدرسة بيعلم البنات بيوجههن، بيكون هو النبي المقصود بالنداء؛ لأنه النبي، ما هو النبي؟ إمام، معلم، فكل إمام ومعلم نبي.. والنبي من (نبو) مو من (النبأ)".


هل النبيون هم الأنبياء؟

وأجاب الباحث والمفكر السوري عن سؤال "هل النبيون هم الأنبياء؟"، قائلاً: "هلأ فيه علاقة كمان جدلية بالقرآن بينهما. كل نبي هو نبيء، والعكس مو صحيح؛ كل نبي هو نبيء قطعاً؛ لأنه نزل عليه وحي؛ فينبئ. طيب فيه نبيء، النبيء ما بينبئ؛ لأنه النبيء كلمة عامة، مثل كلمة رسول.. العبد الصالح. صاحب موسى.. نبيء اسمه نبي. النبي يكون قائداً وإمام دعوة ونبيء بنفس الوقت، موسى نبي. نبي ونبيء.. ولو نطبق هذا المفهوم يعني تخلق ثورة في حياة الناس طبعاً؛ فلازم كل إنسان مسؤول عن تجمع، إنسان عنده عاملات، هو النبي تبعهم، هو النبي أمامهم ومعلمهم، يلزمهم، أقل شيء بمكان عمله.. قيادات المجتمع كلهم معنيون بهذا الموضوع، دون عنف ودون سلطة".


"يا أيها النبي".. خطاب عام للأمة كلها والنبي أولهم

واختتم سامر إسلامبولي، الباحث والمفكر السوي، بالإجابة عن سؤال "لماذا الفقه حصر هذا النداء فقط بشخص النبي الكريم؟"، قائلاً: "جمود سطحي.. يا أيها النبي، فجمد عليه؛ الأصل في الخطاب القرآني موجود عندهم في الأصول؛ يعني حتى القاعدة عندهم موجودة. أي خطاب في النص القرآني ولو بدأ (يا أيها النبي) إنما هو عام للأمة كلها، والنبي أولهم؛ إلا إن أتى في النص قرينة خاصة لك من دون المؤمنين.. نص آخر فيه أن هذا الأمر خاص لك من دون المؤمنين".