تحدَّثَتِ الدكتورة عميدة شعلان، أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، والمختصة بالتاريخ اليمني، خلال لقائها د.باسم الجمل، عبر برنامج "مجتمع"، عن الكتابات العربية القديمة، وما المقصود بالكتابة، ومعنى الكتابة، واستخدام الحرف والخط؛ بل واللهجة ككل، ومفهوم اللغات السامية، وكيف صار الفصل بين خطَّي المسند والزبور؟ والجالية اليهودية اليمنية، وكثير من ادعاءات الحركة الصهيونية...
الكتابات العربية القديمة
وقالت د.عميدة شعلان، أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء: "طبعاً عميدة شعلان أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، قسم الآثار والسياحة، وتخصصي في الآثار، وأيضاً الكتابات العربية القديمة، بالمفهوم اللي هو معروف؛ تخص اللغات السامية، هو مصطلح طبعاً أطلق عليه العالم النمساوي شوليستر، وهناك يعني مدارس مختلفة.. تعترض هذا الاسم اللغات السامية، هو طبعاً مصطلح متعارف عليه في الجامعات الأوروبية والجامعات الأمريكية؛ ولكن نحن في الدول العربية نفضل استخدام الكتابات العربية القديمة، ومن ضمنها طبعاً الكتابات اليمنية القديمة".
المقصود بالكتابة.. كل منطقة عربية لها كتاباتها الخاصة
وأجابت د.عميدة شعلان عن سؤال "عندما نتحدث عن الكتابات؛ هل نقصد كتابات لنفس اللغة ولَّا كتابات للغات مختلفة؟ ما المقصود بالكتابة؛ معنى الكتابة، استخدام الحرف، استخدام الخط، ولَّا استخدام اللهجة ككل؟"، قائلةً: "سؤال وجيه؛ ممكن إن إحنا نقول كتابات أو لغات الشرق القديم أيضاً، هذا يدخل في هذا الإطار؛ الكتابة هي النصوص أو النقوش التي دُوِّنَت، دوِّنَت بلغة أهلها في ذلك الزمان؛ فالكتابة هي نص مكتوب، سواء باللغة اليمنية القديمة أو باللغة الفينيقية أو الكنعانية، هذه تدخل كلها كتابات؛ ولكن كل منطقة عربية لها كتاباتها الخاصة".
لكل منطقة عربية كتاباتها وحرفها الخاص
وتابعت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، رداً على "تقصدين لها حرفها الخاص؟": "نعم؛ يعني هو عشان أكون بس يعني المصطلح المتعارف عليه هي لغات، لغات عربية قديمة بها أحرف، مختلفة بكل تأكيد؛ ولكن يعني تُسمى الأبجدية إلى حد ما في بعض الحضارات القديمة؛ خصوصاً الحضارة اليمنية القديمة والحضارة الأوغاريتية اللي هي عرفت نظام الألفية".
مفهوم اللغات السامية
وأجابت د.عميدة شعلان عن سؤال "هل الخطوط كانت اختراعاً مكانياً لحظياً؛ ترميزاً محلياً يعني يعبر عن أداة التواصل، كي يتخاطب فيها التجمع البشري ذاته، أم كنا نتحدث عن لسان واحد تمت كتابته والتعبير عنه بأكثر من حرف؟"، قائلةً: "أولاً عشان أعطي معلومة عامة؛ اللغات السامية بالمفهوم المتعارف عليه تضم أكثر من لغة، فيه عندنا شمالية أو شرقية وفيه غربية؛ الشرقية اللي هي طبعاً الأكادية المسمارية، غير سامية، نحن نتحدث عن اللغات العربية القديمة أو اللغات السامية أو اللغات الجذرية كما يسميها البعض الأكادية المصرية، غير سامية أيضاً، فهي كتبت برموز؛ يعني مختلفة، نحن نتكلم عن الأبجدية؛ الأبجدية هي وجدت في أوجريت، وأيضاً اللغات العربية القديمة اللي هي الجنوبية والشمالية والفينيقية والكنعانية.. هذه كلها تدخل في إطار عائلات اللغات اللي هي مرتبطة بالألف باء اللغة اليمنية القديمة، ربما تميزت عن بقية اللغات.. معظم اللغات السامية هي تحتوي على اثنين وعشرين حرفاً؛ بينما اللغة اليمنية القديمة تحتوي على 29 حرفاً، واللغة الأوجريتية تحتوي على ثلاثين شكلاً.. ولكن اللغة اليمنية القديمة هي كاللغة العربية، ثمانية وعشرون حرفاً، بزيادة الحرف الثالث اللي هو السين الثالثة، وهذا الحرف اللي هو يعني ربما ينطق ولا يزال مستخدماً، الـ(س)، والـ(ش) هذا الحرف لا يزال حياً في مناطق، فيه اللغات العربية الجنوبية الحديثة؛ اللي هي المهرية والسقطرية".
خطوط مختلفة للغة واحدة أم للهجات متعددة؟
وأضافت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، رداً على "هل هنا نتحدث عن خطوط مختلفة؟ أرجع لنفس السؤال للغة واحدة ولَّا للهجات متعددة؟": "كل بلد وكل حضارة كان لها خط مختلف عن الآخر؛ ولكنها في إطار أبجدية ألف بائية، ربما الأبجدية نحن نعرف يعني أبجد هوز، الأبجدية المتعارف عليها؛ ولكن الأبجدية الأولى اللي هي وجدت ربما في بيت شيمش في فلسطين، وأيضاً استخدمت أبجدية مختلفة اللي هي هلحم قوشب، وهذه الأبجدية موجودة في لغة خط الزبور اليماني؛ يعني المتعارف عليه اللي هي الأبجدية الألف باء الجيم دال؛ ولكن الأبجدية اللي هي بالطريقة الأخرى هلحم قوشب، هذه موجودة فقط في فلسطين في بيت شيمش، وأيضاً في خط الزبور اليماني، وهذا الخط موجود؛ عندنا نصوص تحكي هذه الأبجدية".
إشكالية اختلاف الخطوط
وتابعت د.عميدة شعلان: "كل شعب له خطه أكيد؛ كل شعب له خطه، يعني الحضارة اليمنية القديمة هي معروفة بخط المسند اللي هو خط الدولة وخط الزبور؛ ولكن إحنا نقول اللغة اليمنية أو لغة النقوش اليمنية القديمة، فيه عندك بُعدان من الخط المسند، فاشتقت بقية الخطوط اللي هي في الجزيرة العربية، اللي هي الخط اللحياني والسمودي والصفائي والحبشي القديم.. هذه كلها الخطوط مشتقة من خط المسند، خط المسند".
وأجابت د.عميدة شعلان عن سؤال "هناك مَن يقول أيضاً إن الخط اليوناني القديم أحد اشتقاقات الخط المسند، ما مدى دقة هذا؛ لأن هناك تشابهاً كبيراً؟"، قائلةً: "فيه؛ حتى أنا في الشكل (في الشكل ومخارج الحرف)؛ في الشكل أنا لما رُحت المغرب بالمناسبة شُفت حروفاً مكتوبة بخط المسند في الكثير من المؤسسات، نفس الحروف يعني مش كل الحروف؛ ولكن فيه بعض الحروف متخذة شكل خط المسند، فهذا موضوع آخر ومحتاج إلى دراسة".
الكتابة ومخارج الحروف
وقالت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، رداً على "ما يُسمى بالتيفيناق أو اللي هو أصلاً تحويل للفظة فينيقي، تفنيق، تيفينقي، للتيفيناق من فينيق؛ اللي هو الخط القرطاجي اللي ما يُسمى قرطاج، ربما الخط الروماني القديم؛ لأن روما كتبت بالفينيقي القديم، وبالتالي يعني ما يُسمى بالتيفيناق حالياً أو الخط الأمازيغي؛ الكثير من الباحثين، خصوصاً هناك باحث ليبي مشهور كتب مجموعة كتب، أصَّل أن الخط التيفيناقي هو يمني جنوبي مسند": "لكن هو كما ذكرت الكتابة، سؤالك عن الكتابة والمخارج، نحن عندنا 29 حرفاً لا أعلم كيف كان اليمني ينطق هذه الحروف؛ هي أبجدية، ولكن لا أعرف كيف اليمني القديم كان يتحدث هذه اللغة؟ عندنا حروف، عندنا نصوص نقرأها بلغة عربية فصحى، عندي نص بخط المسند أقرأه عشان أترجم هذا النص، أقرأه بلغة عربية فصحى، معظم الألفاظ، يكون مش واضح لغير متخصص، طبعاً المتخصص معتمد على معاجم ومعتمد على جذور عشان يقارن، هذا الجذر مثلاً جذر موجود عندي في نقش قديم، لا بد أقارنه مع جذور أخرى في اللغات السامية؛ سواء يعني الحبشي الجعذية أو الآرامية أو اللغات اللي موجودة كانت في.. أو الأكادية أيضاً أو اللغة العبرية القديمة؛ فالنص موجود عندي، النص جامد؛ يعني أنا كمتخصصة يعني أنا أنطق النقش، ونقش ميت كيف أقرأه؟ كيف قرأته؟ هذا مش أنا ولا يعني أستاذي ولا أستاذ أستاذي، هم علماء يعني فتحوا خطوط هذه اللغة، أول مَن قرأ خط المسند، بالمناسبة الهمداني، الذي عاش في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي؛ ولكن العلماء الذين يعني طبعاً تعرف قصة اكتشاف النقوش اليمنية القديمة عن طريق الرحلات، جاءت رحلات استكشافية، وكانت أول رحلة، رحلة سنيبور في 1763؛ الذي أحضر معه مجموعة من النقوش أو قرأ مجموعة من النقوش أو يعني اطلع على مجموعة من النقوش، وبعدين بدأ يعني يجينا علماء ألمان، روديجر والتلميذ تبعه جزينيوس وتلميذه، روديجر في 1800 وحاجة، قاموا بفك هذه الرموز، هم فكوا من 29؛ فكوا 22، جيزينوس فك 22 حرفاً، وبعدين جاء التلميذ تبعه فك بقية الحروف؛ ولكن حقيقة مَن فك الحروف كان أبا محمد الحسن الهمداني، أورد هذا الكلام في كتابه (الإكليل)، وطبعاً الهمداني لديه موسوعة مؤلفات، وحضرتك أكيد عارف هذا الكلام؛ ولكن فيه عنده موسوعة مشهورة جداً اللي هي موسوعة الإكليل، هي عشرة أجزاء لم نعثر حتى الآن غير على أربعة أجزاء؛ الجزء الأول والثاني والثامن والعاشر، فيه جزء التاسع هو كان خاص بلسان حمير، ربما هذا الجزء إذا تم اكتشافه".
اللغات السامية.. وإشكالية استمرار تواصل اللغة أو اللهجة
وأجابت د.عميدة شعلان عن سؤال "بِدي أسأل سؤالاً قد يبدو سؤالاً منطقياً كالتالي؛ إنه هناك مجموعة بشرية ما عاشت في بقعة جغرافية كانت تتحدث لهجة ما أو لغة ما أو لساناً ما، لم يحدث خطأ في التاريخ أن هذه المجموعة أبيدت، بينما ظلت متواصلة، ما الذي يجعلنا نستدعي أن لغتها كانت مختلفة أو لهجتها كانت مختلفة أو أن ما كانت تنطق به لم يعد ينطق به حالياً؟"، قائلةً: "نحن نعتبرها، معظم اللغات السامية، لغات ميتة، نحن نقول متى هي لغات حية، اللي هي اللغات العربية الجنوبية الحديثة أو لغات معلولة مثلاً في لبنان، في سوريا؟ أوك ما زالت هي لغات حية؛ ولكن هي لغات يعني هم يقولون الآن اللغات العربية الجنوبية الحديثة؛ اللي هي المهرية والسقطرية والحرثوثية والهيبيوت و... إلى آخره. هي لغة الأقوام التي عاشت في مملكة سبأ ومعين وحمير، وهذه طبعاً نظرية ما نقدرش نجزم فيها، فنحن ما نعرف اليمنية القديمة، كيف كان ينطق الكلام هذا؛ لكن أنا كمتخصصة أو غيري من المتخصصين نحن نطلع على مصادر التراث العربي، يعني أنا على سبيل المثال عندي اسم منطقة معينة أو قبيلة معينة مثلاً حاشد، أوك.. أنا أضرب دائماً مثلاً أسهل، يعني حاشد هي كتبت في النقوش (ح ش د)، أنت كأجنبي هتقرأها (حشد)، إيه صلة هذا حشد؟ لكن هي موجودة في مصادر التراث اليمني أولاً، وما زالت القبيلة موجودة حتى اليوم، فأقرأها (حاشد)، فبالتالي أمامي نص ميت جامد، أنا كيف أقرأه؟ لا بد أكون مطلعة على مصادر التراث، لا بد أكون مطلعةً على اللهجات، ولا بد أطلع على كل المعاجم، لأنه كثير من الألفاظ اللي وردت في النقوش اليمنية القديمة هي موجودة في معاجم اللغة؛ يعني لسان العرب أو اسمه قاموس الزبيدي، كثير من الألفاظ يقول أصلها يمني؛ يعني هي موجودة في المعاجم كأسماء قبائل، أسماء مدن، أسماء كثيرة جداً؛ لكن في بعض الكلمات يعني نواجه مشكلات كثيرة في حلها؛ ولكن ألجأ في هذه الحالة إلى اللهجات.. هل المحلية يعني فيه معاجم الآن من متخصصين يمنيين بدؤوا يدرسون اللهجات، لما يصادفني يعني لفظ معين ما ألاقي له تفسيراً في معظم المعاجم السامية، فأضطر ألجأ إلى المعاجم، اللهجات اللي هي تفيدني في كثير من فك الرموز؛ خصوصاً في بعض النقوش اللي هي مدونة بخط الزبور اليماني، كثير من الألفاظ ما زالت مستخدمة حتى اليوم".
خصائص مشتركة بين اللغات
وأضافت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء: "اللفظ موجود، اللفظ ما انقطع؛ لكن أنا ما أعرف كيف كانوا ينطقون اليماني"، معلقةً على "ما أنتِ تحكين، يلفظون، فيه هلا المشكلة وين صار فيه طغيان، صار فيه طغيان، أنا في رأيي للسان العربي أو للفظ السائد قرآنياً صار فيه طغيان على هذه اللهجات القديمة، أنا في رأيي لسبب بسيط أن اللهجات التي نطقت بعدد أقل من الأصوات بالتأكيد ستموت مقابل اللهجات التي تنطق بعدد أكثر من الأصوات"، قائلةً: "صحيح؛ بس مثلاً أنت لو الآن أقول لك إنه كان فيه تاجر يمني على سبيل المثال راح مصر، هذا كيف كان يتعامل مع المصريين؟ ما باعرف. يعني أنا مش عارفة كان فيه احتكاك مع الشعوب الأخرى، كيف كانوا يعني يتحاورون مع بعض؟ هل كان فيه لغة مشتركة؟ هذه النتيجة التي قال أو النتيجة المعروفة أن اللغات السامية هي لغات يعني هي اللغة الأم، وتجمعها خصائص كثيرة، يعني فيه كثير من الخصائص مشتركة بين هذه اللغات".
كلٌّ يتكلم بلهجته
وتابعت د.عميدة شعلان، رداً على "أنا أسميها كان فيه لسان وله تبديات في لهجات مختلفة؛ هذه اللهجات كانت تنطق بما يتلاءم مع حاجات الناس في التواصل، حسب ووفق البيئة الجغرافية بتاعتهم": "يعني أكيد اليمني الآن لما يروح مصر يتكلم يعني بلهجته، والمصري يتكلم بلهجته".
وأجابت د.عميدة شعلان عن سؤال "لماذا لا نقيس واقعَ اليوم على واقع الماضي؟"، قائلةً: "يعني هو مش صعب؛ ولكن كمتخصصين أكيد في كل بلد فيه متخصص بلغته، ومؤكد أنه يستعين بكثير من تفسير الكلمات التي وردت في نقوشه من واقع لهجاته".
علم الآثار العربي وفك رموز اللغة
وأضافت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، رداً على "أنا في رأيي مشكلة علم الآثار العربي؛ أنه قُرئ من قِبل الناس أولاً مش عرب وغير متخصصين باللسان العربي، أو حتى في الثقافة العربية، وبالتالي تاه العرب وتوهونا": "يعني مش توهونا؛ لكن هم لهم الفضل أيضاً في فك رموز هذه اللغة، نحنا ما فكينا رموز هذه اللغة، مين فك رموز هذه اللغة؟ هم علماء متخصصون؛ ولكن الآن يعني في المراحل المبكرة فيه مدارس أجنبية، وبعدين العرب بدؤوا يدرسون عليه المدارس الأجنبية، الآن فيه الجامعات العربية، الآن فيه مدارس يمنية، المدارس اليمنية ربما يعني لا أقول أنها أفضل، ولكن..".
وتابعت د.عميدة شعلان، رداً على "ستكون أدق، لأ ستكون أدق؛ أنا متأكد، لأنها وليدة البيئة": "صحيح؛ ولكنها قد تحل إشكاليات لم يحلها الغرب، يعني لا نقول عجزاً؛ ولكن لا يزال ابن المنطقة أقدر، يعني أهل مكة إيش يقولون... لما كنت يعني أنا وغيري من الأساتذة اللي درسوا في ألمانيا؛ يعني أستاذي كان يحب يسمعنى وأنا أقرأ النقش، لأنه أقرأها بلغتي وهو يقرأها بطريقة يعني أو زميلي الألماني أو النمساوي يقرأها بطريقة، بصوت مختلف؛ يعني حتى حرف العين ما يقدر يخرج مخارج العين، فكان يعني ينبسط كثيراً لما يمني أو عربي يقرأ في النص بلغته هو؛ فأنا مع طلابي أقرأ النص بلغة عربية فصحى وأترجم النص، طبعاً أنا هاقرأ بالحروف اللي هي موجودة؛ لكن مش بالضرورة يفهمها الطالب أو تفهمها حضرتك، لا بد الطالب أو اللي هيتخصص لا بد يتعامل مع معاجم عشان يفك مضامين أو مش مضامين؛ يفك يعني حروفاً، يفك مفهومَ الكلمة التي وردت في النقش".
وأجابت د.عميدة شعلان عن سؤال "أعطيكِ مثالاً؛ هل يستطيع الإنجليزي حالياً أن يقرأ نص شكسبير بسهولة؟"، قائلةً: "أكيد صح"، مضيفةً رداً على "وهل يستطيع العربي أن يقرأ القرآن بسهولة؟": "مستحيل"، لترد مجدداً على سؤال "العربي؟!"، قائلةً: "آه، لا طبعاً يقدر، صحيح".
مضمون النص لا يعرفه إلا المتخصص
وقالت شعلان رداً على "هل أستطيع أن أقرأ نصاً مثلاً للجاحظ بسهولة أم بصعوبة، أنا أقرأ بسهولة؟": "صحيح، أكيد"، معلقةً على سؤال "لماذا؟ لأن يعني مركز توالد اللفظ عند العرب بيختلف كلياً عن البناء الذي بُنيت عليه كثير من اللغات الأخرى؟": "مش فقط؛ حتى اللغة العربية، يعني مثلاً حتى أنا مثلاً مرَّت عليَّ من ضمن النصوص، قرأت بعض النصوص العبرية أو النصوص الجعذية، يعني حتى ابن سيبويه الحبشي لا يستطيع أن يقرأ، يفهم ما هو مضمون النصوص الجعذية القديمة، هو يعرف الشكل أوك؛ لكن ما يعرفش مضمون النص، مضمون النص ما يعرفهوش إلا المتخصص، مش معنى ذلك أنه أنا يمنية ومش متخصصة أعرف أقرأ في نقش المسند، لأ، نقش المسند ممكن يقرأه؛ لأنه عنده قائمة بالحروف، يقرأ الحروف، (ألف، باء، تاء، جيم، حاء)؛ ولكن كمضمون مش هيفهمها غير...".
الاستعانة باللهجات اليمنية القديمة
وأجابت د.عميدة شعلان عن سؤال "هذا المتخصص، شو لازم تكون صفاته، أوروبي أم يمني؟"، قائلةً: "مش بالضرورة؛ يعني فيه من بعض الأوروبيين حقيقة متمكنون جداً من القراءة كأنهم مطلعون، هم مطلعون، ومش عاش البيئة؛ يعني فيه عندنا متخصصون ألمان وفرنسيون حقيقة، يعني طلعوا كتباً ومعاجم ومدونات في النقوش اليمنية القديمة، وهم يعني مش أبناء لسان عربي؛ ولكن مطلع مصداقيتها مضبوطة، أكيد ما فيها نقاش؛ ولكن قد يقرأ النقش مفسراً في لفظ معين، فسره بطريقة مقارنات مع لغات سامية أخرى، طب ليه أنا ألجأ للغات السامية؟ من حقي طبعاً كمتخصص ألجأ إلى كل المعاجم السامية؛ ولكن اللفظ هذا مش بالضرورة أروح أقارنه بالأكادي أو بالعبري أو بالسرياني، أنا هاقارن، إذن اللفظ ده مش موجود، ميت في اليمن، أوك.. لكن هل اللفظ ده ما زال موجوداً في اللهجة، إذن في هذه الحالة أيضاً أستعين باللهجات اليمنية القديمة؛ لأن هي اللي تفسر في بعض النصوص، فسَّرها بعض الزملاء الأوروبيين، فسروها بالذات في نقوش الزبور، فسروها، أو في نقوش المسند، فسروها بطريقة مش خاطئة؛ ولكن بالطريقة المتعارف عليها من خلال مقارناتهم باللغات السامية؛ لكن تبين بعد ذلك أن قراءاتهم غير صحيحة.. (هذا اللي باحكيه أنا، مدى الدقة، هم حاولوا زي فترة) ممكن تكون في حالات يعني.. فنحن تعلمنا على أيادي حقيقةً أجنبية، نحن درسنا على يد الغرب؛ ولكن لا ننسى في أعمالهم يعني هم عندهم مدارس".
قراءة الجيل الجديد للنصوص اليمنية
وأضافت د.عميدة شعلان: "وتظل المدرسة؛ يعني اليمني أكيد فيه ألفاظ هو ملم فيها أكثر من الغربي؛ نحن نقدر نقول وأحياناً ربما أكثر من العربي؛ لأنه فيه أحياناً بعض الزملاء العرب يعني فسروا بعض الكلمات حسب ما هي موجودة في المعاجم، ولكن موجودة باللهجة الدارجة، بشكل مختلف تماماً، وهذا ما ألاحظه من خلال يعني قراءة بعض الجيل الجديد الآن للنصوص اليمنية، يعني مختلفة تماماً في بعض النصوص، يقول لك فلان فسَّرها غلط يا دكتورة وفلان فسرها غلط، بينما أنا كيمني وكقارئ لهذه النصوص؛ اللفظ هذا مقصود فيه هكذا، لأنه موجود في اللهجة اليمنية".
لغة أهل اليمن
وأجابت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، عن سؤال "كيف تحكمين على مصداقية لفظ أنتِ بتحكي أنهم قرؤوها، أوك، الأوروبيون مشكورين قدموا قراءات بالقدر الذي يستطيعون عليه، يعني لم يصيبوا كلياً؛ ولكن أنه فيه بعض العرب قرؤوها كمان بالقياس إلى ألفاظ أخرى، القياس إلى لفظ آخر، والقراءة قراءة اللفظ بخلفية ثقافية مختلفة، أنا متأكد لن تصل إلى حقيقة على مدلول اللفظ ذاته، ما المعيار الذي يمكن أنا أتمكن من قراءة نص حتى أصل إلى المعنى الحقيقي الذي كتب لأجله؟"، قائلةً: "هو طبعاً كما ذكرت عشان أقرأ أي نقش في مجالي، أوك لا بد أن أكون مطلعة على كل المعاجم أو كل اللغات السامية، ليس بالضرورة كلها؛ ولكن أعرف أتعامل مع المعاجم، هذا اللفظ على سبيل المثال عندي في نصوص المسند، يقول النصوص المسند هي طبعاً كتبت بلغات، خط المسند أوك كتب بلغات الغائب، يعني مثلاً أنا قدمت النقش ما أقُلش أنا عميدة بنت شعلان قدمت النقش، وإنما أقول عميدة قدمت النقش، يعني إحنا مانعرفش هو كتبه أو حد كتبه له؛ ولكن هو صاحب النقش، نحن نقول صاحب النقش المسمى عميدة، أوك؛ لكن ما أقولش أنا كتبت النقش هذا في خط المسند، لكن في خط الزبور اختلفت القصة، ظهر فيها ضمير المتكلم والمخاطب، فيه قليل منها؛ لكن سأتحدث عن موضوع كيف فسر الكلمة، الكلمات في النقوش اليمنية القديمة، وبالذات في نقوش المسند ونقوش الزبور؛ يعني يقول زي ما قُلت لك عميدة بنت شعلان (هقنت المقاه فهووان بع الأوام صلم ندوه ذهبا لوفيها) أو لسلامتها وسلامة أولادها، راحت تقدم هذا النص للآلة هاقنياه؛ لأنه هذا الجذر معروف في اللغة العربية (هاقنياه) معناها بلغة اليمن معناها قدم، أوك، قدم قرباناً، في هذه الحالة أنا أقارن هذا الفعل، هذا إذا كان نصاً قرابيني، إذا كان نص بناء إيش يقول؟ وهذه ألفاظ يمنية بحتة، يقول (برأ وأوحف برأ) وبني اليمني القديم كان نصوصه يعني ذكية جداً وفيها تسلسل جميل جداً، يعنى هو عشان يبني بيتاً، أولاً قبل ما تبني بيتاً أولاً تحفر، تحفر وبعدين تعمل أساسات؛ فهو يتكلم عن كلمات (هوثرة وهشقرة).. هذان اللفظان ما زالا يعني مستمرَّين حتى يومنا هذا، يقول الموثر الأساس هوثرة، معناها تأسس هذا الفظ، مش موجود في أية لغة أخرى، فأنا في هذه الحالة أقارن هذا اللفظ، إنه هذا ما زال حياً، نحن نستخدمه في البناء، ويقول (هشقرة)؛ هذا اللفظ (هشقرة) هو لفظ يمني صرف من (شقر)، يعني هي بمعنى يعني مزينة، نحن عندنا فيه نبتة في اليمن اسمها (شقر) اللي هي الريحان، الريحان، النساء تضع الشقر هذا للتزيين في الشعر في الرأس، فهو في النص السبئي هو يقول آخر حاجة، يقول (وهشقر) يعني وزين، هو حفار وأسس ورفع وبعدين قال (هشقرة) خلاص زين، فهذا اللفظ هو يمني صرف، مش هلاقي ربما في بعض المعاجم؛ ولكنه موجود يعني بلغة أهل اليمن، وموجود بالمعاجم العربية، بمعنى (زين شقر)".
هشقرة وسشقرة.. وهفعل وأفعل
وأضافت د.عميدة شعلان، رداً على سؤال "يعني هنا الهاء حرف أداة تعريف؟": "مش أداة؛ يسمونها حرف التعدية في اللغة السبئية، واللهجة السبئية، ويقابله في القتبانية والمعينية والحضرمية بالسين، يقول (سشقرة)، الألف بالضبط، يعني نحن نقول (هفعل) اللي هي بصيغة اللغة العربية (أفعل)".
المدرسة الألمانية تتصدر دراسة النقوش اليمنية القديمة
وتابعت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، رداً على "أفعل بمعنى هذا أن الفعل نفسه حافظ على قيمته، اختلفت فيه الأدوات التي تدخل عليه؟": "بالضبط؛ يعني أنا باحكيلك أنه فيه يعني مش بالضرورة يمني يدرس النقوش اليمنية، يعني فيه عرب درسوا نقوشاً يمنية، وفيه أجانب درسوا كثيراً النقوش اليمنية، بس اليمني على الأقل فيه مصطلحات هو عارف إنها ما زالت حية؛ ولكن الغرب وخصوصاً الألمان في مجال النقوش اليمنية، هم يعتبرون حقيقة الأوائل، مَن درس لغة النقوش اليمنية القديمة إلى جانب المدرسة الفرنسية والمدرسة الروسية والمدرسة الأمريكية، فيه، يعني مفيش مدرسة؛ ولكن شخص قام بدراسة مجموعات نقوش كبيرة جداً؛ لكن المدرسة الألمانية هي تأتي في الصدارة في دراسة النقوش اليمنية القديمة، والمدرسة الفرنسية".
الكشف الأثري في اليمن.. أول عملية تنقيب
وأجابت د.عميدة شعلان عن سؤال "هل تحسين أنه مثلاً قراءة التاريخ اليمني آثارياً أخذت نفس العناية التي أخذت مثلاً قراءة الآثار مثلاً في مصر أو في العراق أو في سوريا أو في فلسطين، أم فيه جانب لسه ما زال يعني أو وتيرة البحث أقل؟"، قائلةً: "صحيح يعني نحن اليمن، آثار اليمن في مجال التنقيبات الأثرية، لا نقارنها بما تم العثور عليه في مصر أو في بلاد الرافدين؛ لأنه تاريخ يعني قديم جداً في عملية التنقيبات أو الكشف الأثري في اليمن، الرحلات التي كانت من القرن الثامن عشر والتاسع عشر كانت عبارة عن رحلات استكشافية؛ ولكن أول عملية تنقيب إلى حد ما علمياً كانت في 1927 أو 1928؛ قام بها ألمان في منطقة أثرية، وكانت عملية سريعة؛ يعني مش عملية موسعة، يعني فترة بسيطة، طلعوا تماثيل معينة برونزية، بعد كده جاءت البعثة البريطانية في حضرموت، وبرئاسة كينيت تومسون، الأولى الألمانية كانت برئاسة كارل رايسنز وفوم فيس من البعثة البريطانية، جاءت ونقبت في الأربعينيات، وبعدين جاءت البعثة الأمريكية التي نقَّبَت في محرم بلقيس أو معبد أوام، المعروف لدى الدارسين".
الأمريكان والألمان والطاليان والفرنسيون والروس ينقبون في اليمن
وأضافت د.عميدة شعلان: "الأمريكان نقبوا في الخمسينيات؛ بعثة وينجن فليبس، المشهورة، نقبت في محرم بلقيس، وبعدين نقبت في تمنة، ونقبت أيضاً في هجر بن حميد، في المناطق اللي هي في وادي بحين وشبوة.. جاؤوا بعد فترة؛ يعني نقبوا في منطقة مأرب، الألمان نقبوا في معبد برآن، اللي هو يُسمى عرش بلقيس، غير محرم بلقيس؛ الأمريكان نقبوا في منطقة المعبد، داخل المعبد. والألمان نقبوا سور المعبد، خارج المعبد، في مقابر، وتم الكشف عنها من قِبل البعثة الألمانية؛ لكن فيه بعثات روسية اشتغلت أيضاً في المناطق الجنوبية، فيه البعثة الفرنسية أيضاً اشتغلت في شبوة، والبعثة الروسية اشتغلت في مناطق حضرمية؛ يعني بعد كده توالت البعثات، ولكن اليمن تختلف إلى حد ما، ربما الوضع القبلي والوضع السياسي أيضاً... الإيطاليون نقبوا في مناطق معينة في البراقش، في خولان/ الطيال، والبعثة الفرنسية اشتغلت في مواقع الجوف.. يعني البعثات الأجنبية كلها اشتغلت؛ ولكن هي تشتغل في منطقة معينة، يعني مثلاً الأمريكان اشتغلوا في المعبد ما اشتغلوش في المدينة كاملة، والألمان اشتغلوا في المقابر، اشتغلوا في معبد آخر، فالمناطق الأثرية في اليمن لم تنقب كمساحة كاملة، وإنما تنقب في منطقة مقابر أو منطقة معابد".
أسباب عدم التنقيب في كل المدن اليمنية
وتابعت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، بشأن أسباب عدم التنقيب في كل المدن اليمنية: "معظم المدن اليمنية القديمة هي يعني فيه استمرارية في الحياة؛ يعني مدينة مأرب هي مستمرة حتى يومنا هذا، وبالتالي يعني معظم المدن الأثرية مبنية، يعني قائمة، مدن حديثة على المدن القديمة؛ فالتنقيب دائماً محصور في مناطق معينة اللي هي ظاهرة على السطح إلى حد ما، وفيه مناطق أخرى طبعاً تم التنقيب فيها، وهي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، يعني الأثر في اليمن، يعني هي مؤرخة لفترات مبكرة كثيراً، يعني سبعة آلاف أو ثمانية آلاف سنة من العصور الحجرية الحديثة، ولكن يعني البعثات هذه من خلال مسوحات؛ لكن التنقيبات الأساسية أرَّخَت معانا مواقع من عصور برونزية، من عصور تاريخية؛ فالتنقيبات للأسف هي يعني محصورة في مواضع معينة في المنطقة الأثرية، لم تنقب كمدينة متكاملة؛ يعنى مأرب مدينة متكاملة، ولكن يعني فيه مدينة، يعني مدينة هجرت وبُنيت فوق المدينة القديمة، وكانت هي فكرة، حتى البعثة الألمانية حبَّت تنقب في الموقع كاملاً حتى تطلع كل ما كتب عن مأرب والملكة بلقيس، وهذه الأمور؛ لأنه يعني أنا أقول دائماً يعني المواقع الأثرية في اليمن لم تأخذ حقها، وأيضاً ما تم الكشف عنه حتى الآن لا يتجاوز حتى ربما الخمسين أو الأربعين ولا الستين في المئة".
لماذا لم يأخذ اليمن حقَّه في التنقيب؟
وأجابت د.عميدة شعلان عن سؤال "لماذا لم يأخذ اليمن حقه في التنقيب؟"، قائلةً: "هو طبعاً يعني كان فيه فترة من الفترات، يعني برضه الحكم اللي موجود في البلد في مناطق معينة؛ حتى الدولة كانت مش قادرة تسيطر عليها، لأن هي منطقة قبائل، ويقول لك المنطقة هذه يعني أرضيتي، والمقطع هذا، أو يعني تصير إشكاليات كبيرة، حتى في مناطق التنقيب يعني يواجه أو تواجه البعثات كثيراً من المشكلات؛ خصوصاً إذا كانت منطقة ما زالت حية، يعني القبيلة الفلانية تقول لك هذه أرضي، والقبيلة الفلانية تقول لك هذه أرضي، فتكون فيه إشكاليات؛ لكن يعني تم التنقيب إلى حد ما في بعض المواقع الأثرية".
أهداف تنقيب معظم الأوروبيين في اليمن
وأضافت د.عميدة شعلان رداً على "تقريباً معظم الأوروبيين يعني نقبوا؛ كل دولة أرسلت بعثات تنقيب، هل كان فيه خط يجمع بينها؛ يعني مشترك ما بين هؤلاء المنقبين؛ كل دولة كانت تنقب عن شيء؟ هل كان الهدف معرفياً بحتاً لذاته أم كان فيه شيء أيضاً؟": "هو أيضاً طبعاً؛ يعني نحن لا نقول إنهم، يعني كل الرحلات الاستكشافية، كانت في السابق هي يعني تتبع ما جاء في الكتب المقدسة؛ يعني هم، يعني رحلاتهم المبكرة كانت لهذه المناطق، يعني كانت بحث ما كتب في الكتب القديمة، لكن بعد كده النظرية اختلفت والتنقيبات الأثرية؛ يعني كل دولة حبِّت تنقب في منطقة معينة؛ لكن عندنا نحن كل منطقة أثرية بعثة تشتغل فيها، يعني عندنا البعثة الإيطالية اشتغلت في منطقة البعثة الفرنسية، اشتغلت في منطقة البعثة الألمانية، اشتغلت في منطقة وكأن كل منطقة خلاص محددة؛ هذه المنطقة قد يشتغل فيها الألمان، يشتغل فيها الألمان، هذه المنطقة اشتغل فيها الأمريكان، تشتغل فيها البعثة الأمريكية، مش توزيع للأدوار؛ ولكنها قد يكون فيها جانب سياسي إلى حد ما، خصوصاً في مأرب.. ففي مأرب كانت البعثة الألمانية حَابَّة تشتغل في المنطقة، ولكن الأمريكان قالوا يعني نحن أول مَن جينا ننقب عن المعبد، فمش من حق الألمان ييجوا يشتغلون في المعبد، لأن هذه منطقتنا، ويعني الدول، الدولة".
واستطردت شعلان رداً على "هذا التأكيد على البعد، أنا باسميهوش سياسي، التأكيد على البعد، الفهم الديني للنصوص": "لأ ما له علاقة؛ لكن كما ذكرت يعني الألمان جاؤوا واشتغلوا في منطقة يعني منطقة السد، منطقة عرش بلقيس هذه، يعني نقبت فيها البعثة الألمانية الآن، يعني زي ما قُلت لك في الخمسينيات جَت البعثة الأمريكية، ووندر فيليبس أخذ ما أخذ وخرج، يعني بنوع من الهروب، يعني لأنه طلعت آثار كثيرة جداً، وتوقفت عمليات التنقيب، وبعدين يعني رجعت البعثة الأمريكية تشتغل في 96 أو 98 مرة ثانية في المنطقة، وبرضه أصرت على أن تشتغل في منطقة المعبد؛ لأن مارلين فيليبس، أخت وندر فيليبس، اعتبرت أنه هذه يعني وصية أخيها؛ أنها تستمر، هي مش متخصصة، وتوفيت طبعاً، ولكن عندها ثروة وحبِّت تشتغل، والدولة يعني سمحت؛ لأنها تشتغل في نفس المنطقة".
للفرنسيين باع في مجال التنقيب
وأجابت شعلان عن سؤال "عند فرق التنقيب هذه المختلفة من الدول المختلفة الأوروبية، كان فيه مانيوال يوجههم، يعني كان كل واحد عنده شيء خاص فيه أبحث هنا لأنه عنده إشي مكتوب؟"، قائلةً: "لأ ما فيه هذا الكلام.. (شو اللي كان يوجههم لهذا البحث؛ يعني كانوا تخصصوا في الجغرافيا؟) صحيح؛ لكن هو كما ذكرت أول بعثة جاءت أو الرحلات الاستكشافية اللي هي بعثة نيبور، البعثة الدنماركية، وبعدين جاء سيتزن الفرنسي، وبعدين جاء هاليفي.. الفرنسيون كان لهم دور من القرن التاسع عشر؛ يعني جاؤوا برضه، هم وثقوا.. فمش تعتبر حقوقاً؛ ولكن مطلعون على كل ما جمع من النقوش من هذه المنطقة؛ فعندهم يعني خلفية قد تكون فيه رحلات استكشافية جابت هذه الأشياء، يعني ربما الإيطاليون لهم؛ يعني جاؤوا في وقت متأخر، لكنْ الألمان والفرنسيون يعتبرون من القرن التاسع عشر، هم من جاؤوا ووثقوا واعتبروا كل ما تم تجميعه من مادة نقشية، يعني هي بالنسبة إليهم في مجامعهم الخاصة، فهم يبحثون عما جاء ذكره، ربما يعني في الكتب المقدسة؛ ولكن يعني هذه النظرية السابقة كل البعثات تبحث عن منطقة تكشف فيها، يعني تكشف آثاراً وتكون الآثار، يعني المكتشفة، من قِبل البعثة الفلانية، يعني الفرنسيين لهم باع في مجال التنقيب".
توثيق أكثر من ألفَي نقش في اليمن
وقالت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، رداً على سؤال "هل الهدف كان البحث عن سبق أنه أنا اكتشفت كذا، ولا أنا فيه عندي فكرة حابَّة أكتشفها، مدى مصداقيتها مثلاً؟"، قائلةً: "لا؛ لكن أعتقد أنه كل ما جمع فترة القرن الثامن عشر والتاسع عشر، كان هو زي ما يقولون كل ما يعني نيبور إلى جانب سيتزن إلى جانب هاليفي إلى جانب كل الرحالة اللي جمعوا هذه النقوش.. هم وصلوها إلى مجامعهم في أوروبا، وبدأت هذه المجاميع تعمل على دراسة هذه النقوش، وبالتالي فيه معهم إنه جمعت عندنا مادة علمية أو تجمعت عندنا نقوش، نحن إذن نتوجه، يعني الفرنسيين ما جووش يشتغلوا في مأرب، هذه المنطقة، هو إدوارد جلازر وثَّق مجموعة كبيرة جداً، جاء في القرن التاسع عشر ووثق أكثر من ألفي نقش، وأخذ ما أخذ واستنبقى ما استنبقى؛ يعني عمل استنساخ للنقوش، وصور ما صور؛ فكانت هي مادة عندهم، مادة علمية اللي من خلالها انطلقوا لأعمال التنقيب".
نتائج حركة الاستكشاف في اليمن
وتحدثت د.عميدة شعلان عن نتائج حركة الاستكشاف في اليمن، قائلةً: "أكيد يعني من خلال هذه النتائج عرفنا أنه في اليمن فيه عصور ما قبل التاريخ، اليمن فيها عصور برونزية، وفيها عصور تاريخية، اليمن فيها نقوش؛ يعني النقوش أيضاً الفضل يرجع فيها إلى البعثات الاستشراقية اللي جمعت الفترة الأولى بنفس الوقت؛ يعني هم كتبوا ونشروا، وكُتب إلى حد ما تاريخ اليمن، كُتب إلى حد ما؛ لأنه ما زالت اليمن نعتبرها (بكراً؟) حبلى".
وأجابت شعلان عن سؤال "هل النتائج عززت ما هو مكتوب؟"، قائلةً: "لأ طبعاً؛ يعني هو مثلاً ييجوا يبحثون عن الملكة بلقيس؛ لكن التنقيبات وهذه الأشياء كلها وثقها الهمداني في القرن الرابع الهجري، يعني الهمداني عمل مخطط/ إسكتش لسد مأرب، عمل تصوراً ووصفاً.. نحن معبد مأرب قبل ما تيجي البعثة الألمانية، وقبل ما تيجي البعثة الفرنسية، وقبل ما تيجي أية بعثات، يعني هذه الأشياء كلها حتى البعثات هذه الأجنبية لما جاءت، ما هي قد قرأت كتب الهمداني، ماجاتش تنقب من فراغ، وبنفس هذا الوقت أيضاً مش حتى البعثات الأجنبية، يعني عندك كمان فيه بعثات عربية، البعثة المصرية كان لها دور بصراحة، يعني عندك خليل يحي نامي، جاء بالأربعينيات، وعندك محمد توفيق عالم الجراد المصري، الذي جاء يتتبع حركة الجراد، وصور مجموعة كبيرة من النقوش، وعندك أحمد فخري.. طبعاً جاء وزار ووثَّق مجموعة كبيرة من النقوش من سد مأرب، يعني البعثات العربية جاءت أيضاً ووثقت؛ ولكن للأسف الشديد مفيش عندنا بعثات عربية قامت بعملية التنقيب، يعني كل عمليات التنقيب التي تمت من قِبل البعثات أجنبية بالشراكة مع يعني بعثات يمنية محلية؛ يعني من دائرة الآثار أو من الهيئة العامة للآثار؛ يعني كانت مع هذه الفرق الأجنبية".
الاستشراق الأوروبي وتطور التاريخ العربي قديماً وحديثاً
وأضافت د.عميدة شعلان رداً على "كونك باحثة مختصة في التاريخ اليمني وعلم الآثار بشكل عام تقريباً؛ ما مدى تأثير هذا؟ يعني خلينا نسمي قرن التنقيب الأوروبي الاستشراق الأوروبي أو المؤثر.. المنقبون الأوروبيون على مدار مئة وخمسين عاماً في التاريخ العربي، ما مدى تأثير هذا التيار في خلق سردية حول تطور التاريخ العربي قديماً وحديثاً؛ لأنه إحنا يعنى في كل مدارسنا وكل ما تثقفنا فيه، إنه هناك فيه سردية واحدة موحدة تتحدث وأنه 1 2 3 4، وفقًا لما أخذناه من نتائج التنقيب الأوروبية، هل ما نقب فيه الأوروبيون هو الصحيح في التاريخ؟": "البعثات الأجنبية كلها أمدتنا بمادة علمية غزيرة، لا ننكر هذا؛ لأ، أنا باحكي لك يعني لا ننكر هذا الكلام، يعني البعثات وثقت أينعم كثيراً من البعثات، وثَّقَت بلغاتها وترجمت بعضها إلى اللغة العربية؛ ولكن أسسوا مدارس علمية، يعني عندك المدرسة الألمانية في مجال النقوش هي التي تأتي في المرتبة الأولى، والمدرسة الفرنسية، تأتي بالمرتبة الأولى المدرسة الأمريكية، ربما تأتي بالمرتبة الأولى في مجال التنقيب الأثري، إلى جانب المدرسة الألمانية؛ هم كشفوا عن معلومات كثيرة جداً، ومن خلال هذه الاكتشافات استطعنا قراءة التاريخ، استطعنا قراءة التاريخ؛ يعني لما يكشف لي عن.. لما التنقيبات الأثرية تكشف لي عن معبد وتكشف لي عن نقوش؛ هذه النقوش فيها مادة، بس كان مطمور هو في الصحراء أو في أية منطقة أخرى، النقوش موجودة في باطن الأرض".
لغة النقوش اليمنية القديمة
وأجابت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، عن سؤال "هل ينقب عن الآثار المصرية؟ هل كانت الآثار المصرية مخفية؟"، قائلةً: "لأ؛ الآثار ظاهرة على السطح، هي ظاهرة على السطح وقلت لك الهمداني وثَّق هذا الكلام.. وبالنسبة إلى التاريخ اليمني يعني قد أختلف معك إلى حد ما؛ لأنه في التاريخ اليمني القديم معظم المواقع اللي تم التنقيب فيها هي طبعاً ما قبل الإسلام؛ أنا أقول لك يعني هي البعثات الأجنبية اللي جت تشتغل في اليمن، هي كلها لتاريخ ما قبل الإسلام، على الأقل أعطتنا التنقيبات هذه تصوراً للمعبد اليمني القديم، أعطتنا تصوراً عن الحياة اليمنية القديمة؛ كيف كانت الحياة من خلال النصوص؟ أنا كيف أعرف مضمون النصوص هذه؟ يعني أنت سألتني ربما خلف الكواليس عن إيش تحكي هذه النقوش؟ هي كما ذكرت لغة، لغة النقوش اليمنية القديمة التي دونت بخط المسند أو النقوش المسندية أمدَّتنا بمعلومات كثيرة جداً؛ أولاً عن الحياة الدينية، عن الحياة السياسية، عن الوضع الاقتصادي، عن الوضع الاجتماعي، وربما سنأتي إلى محور عن وضع المرأة في اليمن القديم؛ فالنقوش التي درست من قبل الغربيين، الغربيون هم اللي درسوا النقوش اليمنية القديمة، أمدتنا بمادة يعنى غزيرة جداً اللي من خلال هذه القراءات يعني كتبت بعض الكتب في مجال تاريخ اليمن القديم؛ خصوصاً أن النقوش هذه كما ذكرت أعطتني تصور الديانة في اليمن القديم، السياسة في اليمن القديم، العلاقات الحضارية بين ممالك جنوب الجزيرة أو ممالك اليمن قديماً؛ مملكة سبأ ومعين وحضرموت وقتبان وعلاقتها بالشرق الأدنى القديم، يعني الاكتشافات هذه بحد ذاتها أعطتني تصوراً واضحاً إلى حد ما عن اليمن والشعوب المجاورة؛ يعني أولاً لما ألاقي نقشاً يتكلم لي عن تاجر معيني، هذا النقش مكتوب بخط مسند. أينعم الأثر موجود في مصر، وهو يعني تابوت التاجر المعيني زيد إل، هذا التابوت فيه نقش مكتوب بخط مسند، ومعظم مصطلحاته باللغة المصرية القديمة؛ يعني فيه كلمات يمنية وفيه كلمات مصرية بالخط المسند؛ ولكن فيه بعض المصطلحات عجز العلماء على تفسيرها..".
تاريخ اليمن وعلاقته بمصر
وأضافت د.عميدة شعلان: "طبعاً درس هذا النقش أساتذة متخصصون في الهيروغليفية، وأساتذة متخصصون في اللغة اليمنية القديمة، وفي الأخير هذا النص حكالي عن قصة كاهن يمني أنا أعتبره رجل أعمال يمنياً كان يتاجر بمواد الطيوب والعطور والبخور إلى المعابد المصرية، هذا النقش إذا درس وأعطاني معلومة بأن اليمني هذا راح لمصر يتاجر بهذه المواد، وهذا الكلام من القرن الرابع قبل الميلاد، القرن الثالث قبل الميلاد؛ فإذن هذا الاكتشاف أعطاني معلومة لأكتب تاريخ اليمن وعلاقته بمصر، فيه حركة تجارية إذن من خلال قراءة النصوص، أنا أستشف أشياء كثيرة أيضاً مش لفقط النقوش، أيضاً الآثار، فيه آثار فيها تأثيرات مصرية، فيه آثار تأثيرات آشورية، هذا واضح إنه فيه تلاقح ثقافي حضاري بين اليمن يعني، اليمن لم يكن معزولاً عن العالم؛ بل اليمن كان ولا يزال يعني على اتصال بكل حضارات الشرق الأدنى القديم، ولا تنسَ أيضاً أنه فيه عندنا ملكين طبعاً أو مقربين وردت أسماؤهم في النصوص الآشورية، فيه نص طبعاً، النصوص هذه ترجع إلى القرن الثامن والقرن السابع، وردت هذه الأسماء في نصوص تم اكتشافها طبعاً في بلاد الرافدين، وكان فيه أسماء، اللي درس علم دراسات الأكادية والبابلية، فيه بعض الأسماء وردت مش معروفة في بلاد الرافدين.. يقول إنه كانوا يأخذون بما معنى الجزية من ملوك، وذكر بعض أسماء الملوك من ضمنهم واحد اسمه يتئمر، هذا الاسم كان مجهولاً لدى الباحثين في جنوب الجزيرة، من هذا يتئمر؛ لكن فيه اسم آخر ورد قبل كذا اسمه كرب، كرب إيلو، في النصوص كان معروفاً لأنه هذا الملك كان موجود النقش حقه في سروة، والنقش هذا مؤرخ للقرن السابع قبل الميلاد..".
الكشف عن أكبر نقش على مستوى الجزيرة العربية
وتابعت د.عميدة شعلان: "في 2005 البعثة الألمانية كشفت في سروة عن نقش مهم جداً؛ وهو يعتبر أكبر نقش على مستوى الجزيرة العربية، هذا النقش يتحدث عن الملك يتئمر، بس في النصوص الآشورية ورد يتئمر؛ لكن هو ياتئمر من يكرب ملك هذا الاسم في 2005؛ قالوا إذن هذا الاسم اللي نحن نبحث عنه يعني الألمان لما كشفت البعثة الألمانية هذا النص أعطانا نحن التصور الذي كان موجوداً في بلاد الرافدين، من هذا الملك الذي يعني ذكرته المصادر الآشورية، أنهم ملوك يمنية دفعت الجزية، وهذا طبعاً لا أظن بهذا المعنى؛ ولكن كانت بلاد الرافدين طبعاً سيطرت على بعض بلدان الشرق الأدنى القديم، وكان عشان اليمنيين يكسبوا ولاء يعني الحكام، بلاد آشور كانوا يهدونهم طبعاً، وفيه نصوص آشورية تحكي عن مجموعة من الهدايا جاءت من ملوك مكربين سبئيين أهدوها لحكام بلاد الرافدين؛ منه كانت العقيق والبخور وأشياء كثيرة جداً، هذه موثقة في النصوص الآشورية؛ ولكن حقيقة غير موثقة في النصوص اليمنية هنا يعني، بس تسألني ليش بقول لك؟ مش عارفة يعني فيه معلومات".
التنقيبات لم تأخذ حقها في اليمن
واستكملت د.عميدة شعلان رداً على "ربما وثقت ولم توجد، وربما بالضرورة واحد أنا أعطيك هدية راح أكتب.. أنا أعطيتك هدية": "طبعاً؛ لكن لأ، مش بالضرورة، بس علاقة اليمنيين بحضارات الشرق الأدنى القديم لم نجدها واضحةً في النصوص اليمنية القديمة، يعني خصوصاً حق قصة بلاد الرافدين وقصة مثلاً حملة إيليوس جالوس على اليمن، هذه حتى الآن يعني ممكن أن أطلع منها باستوديو، يكتشفون نقشاً جديداً ويقولون الدكتورة قالت معلومة خاطئة، ربما وأنا أكرر وأعيد دائماً أقول التنقيبات لم تأخذ حقها، يعني في اليمن ربما تكشف لنا يعني قادمة الأيام عن نقوش كثيرة ننتظرها كما تم اكتشاف نقش سرواح 2005".
التنقيب في اليمن ومصداقية الأسفار اليهودية
وأجابت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء عن سؤال بشأن التأكد من مصداقية الأسفار اليهودية يقول "ماذا كان يبحث هؤلاء المنقبون بما يتعلق بهذه الجزئية؟ وهل هناك تقاطع ما موجود في الكتب والجغرافيا اليمنية؟ هل وجدوا تقاطعات مثلاً؟"، قائلةً: "كما ذكرت سابقاً؛ يعني كانت النظريات السابقة أنهم جايين ليبحثوا ما جاء في الكتاب المقدس؛ خصوصاً حكايات سليمان والملكة بلقيس، وهذه الأمور اللي جاء ذكرها في كتب التوراة في كتاب التوراة، لكن في العصر الحديث لا أظن؛ لا أظن أن هذه النظرية موجودة، تعرف الغرب الآن؛ يعني تقفلت الأبواب في اليمن بسبب الوضع الآن، اتجهت البعثات يعني تبحث عن تاريخ قديم، يعني مثلاً البعثة الألمانية في 2007 خلاص توقفت عن عمل التنقيبات بسبب الوضع السياسي.. توجهت لفين؟ مراحتش تنقب مثلاً في السعودية ليش؟ لأنه فيه تاريخ مشترك ما بين اليمن والحبشة، فيه تاريخ مشترك بين اليمن والحبشة، البعثة الألمانية طلعت ذكية جداً؛ في 2007 تحركت لفين؟ تحركت للتنقيبات، الحبشة عايزة تعمل عملية الربط المشترك للتاريخ المشترك للوحدة الثقافية المشتركة بين اليمن والحبشة.. الفرنسيون هم أصلاً ينقبون، كانوا فين؟ أكثرهم في مناطق الجوف، الفرنسيون نقبوا أكثر، يعني أكثر مناطق نقبوا فيها الجوف وفي شبوة طبعاً، البعثة الفرنسية السابقة اللي نقبت في السبعينيات؛ لكن البعثات المتأخرة نقبت في مناطق الجوف، وبعد الحرب الفرنسيون توجهوا لفين؟ إلى مناطق نجران؛ لأنه فيه امتداد تاريخي، يعني نجران تاريخياً هي اليمن، نحن نقول جنوب الجزيرة، جنوب الجزيرة، حتى عمان داخلها أصلاً يعني لأنها كانت مملكة حضرمية، وقرية الفاو هي مستوطنة معينية".
مفهوم الجزيرة أشمل وأوسع
وأجابت شعلان عن سؤال "هل كل ما كان جنوب مكة يعتبر يمن؟"، قائلةً: "لأ؛ أنا باقول لك يعني إن جنوب الجزيرة بمفهومها القديم يعني أحياناً اليمنيون يتعصبون، شوية يقول لك لأ مانيش مصطلح جنوب الجزيرة أنا نيش نقول لك اليمن، لأ مفهوم الجزيرة أشمل وأوسع؛ لأنه ميناء سمهرم اللي موجود في عمان هو يعني مملكة تتبع، يعني قصدي ميناء ولا منطقة أثرية تتبع حضرموت، يعنى هي كانت مستوطنة حضرمية، وكل النقوش اللي تم الكشف عنها هي مش حضرمية في نجران، هي طبعاً قصة، يعني نقوش ذو نواس والنقوش المتأخرة هي موجودة في هذه المناطق؛ فالفرنسيون اتجهوا لفين عشان يصير فيه استكمال للحلقة التاريخية المفقودة؟ يعني فيه حلقات تاريخية مفقودة، البعثات الأجنبية الآن، يعني حقيقة كلامك في جزئية إنهم يبحثون عن شيء لترابط فكر معين أو تاريخ معين، فكرة الألماني إنه اتجه إلى إثيوبيا أو الحبشة، أنا أشوف التفكير منطقي؛ حتى يكون فيه ترابط تاريخي ثقافي حضاري لتاريخ جنوب الجزيرة".
وقالت د.عميدة شعلان رداً على "أنا سؤالي كان لك؛ لأنه مبني على كالتالي: في الوقت اللي تم اعتماد الأسفار اليهودية كمكون أساسي من زي ما بيقول البايبل الأولتست؛ باعتباره كتاباً واحداً، بدأت أوروبا كلها تبحث عن هذا الجذر؟": "أنا قلت لك، أنا موافقة معك في هذا الرأي".
الجالية اليهودية اليمنية
وأضافت شعلان رداً على "في الجغرافيا اليمنية فقط؛ بس أنا سؤالي كمان لأنه فيه مؤرخ إسرائيلي، أستاذ تاريخ في جامعة تل أبيب، اسمه شلومو سانت، يقول في كتابه (اختراع أرض إسرائيل) أو (اختراع شعب إسرائيل)، بيقول إن الجالية اليهودية اليمنية هي أكثر جالية هُمِّشَت في التاريخ العبري، حسب تعبيره، لسبب بسيط واحد أن هذه الجالية هي التي تحمل في ثنايا تاريخها تكذيب الحركة الصهيونية، لأن الجغرافيا ما يطلق عليها تجاوزاً التوراتية، نسميها الجغرافيا اليمنية للأسفار اليهودية، هي في اليمن مش فلسطين؟ هذا السؤال": "مش مقتنعة معك".
فلسطين.. وإشكالية الجغرافية التوراتية
وأجابت د.عميدة شعلان، عن سؤال "أنا باحكيلك، هذه تساؤلاتهم، هذا تساؤل مؤرخ، شلومو سانت في كتابه (اختراع شعب إسرائيل) يقول هكذا؛ يعني هو يقول الجالية اليمنية اضطهدت إسرائيليّاً، لأنه هي تحمل التكذيب الأساسي للحركة الصهيونية بالادعاء أنه فلسطين هي الجغرافية التوراتية، بينما اليمن هي الأساس، هذا ما يقول.. سؤالي كان كالتالي: ما نسبة ما اكتشفه المنقبون الأوروبيون في الجغرافيا اليمنية ويتلاءم مع ما موجود في النص؟"، قائلةً: "مفيش، لكن يعني هذه النظرية.."، معلقةً على "لأنه كالتالي 90% إن لم يكن 100% من أسماء الأماكن الموجودة في الأسفار اليهودية هي أسماء جغرافيا يمنية"، قائلةً: "أنا مختلفة معك بجزئية؛ لأنه أنا مش مطلعة على هذه المعلومات التي تقولها"، مضيفةً رداً على "هذه مش معلومات، مش مني أنا": "ولكن يعني نظرية هذه، يعني نظرية، مش هاقول خزعبلات، يعني مش من حقي أقول هذا الكلام؛ ولكن في الفترة الأخيرة صار فيه توجيه لهذه المعلومات، يعني الدكتور فاضل الربيعي، الاحترام الشديد لكل الأساتذة يعني؛ لكن هذه يعني ما فيه من هذا الكلام دليل ملموس، أنا أتكلم، أنا كمتخصصة في مجال الأثر والنقوش، أتكلم عن شيء ملموس، إذا اكتشفنا في يوم من الأيام، أنا باسلِّم على الدكتور فاضل الربيعي، وبنسلِّم على إيش اسمه هذا الدكتور الإسرائيلي، بس نحن بنتعامل، طيب هدول طالما تقول هل هم هدف لما جاؤوا ينقبون في اليمن؟ هل لهم يعني بُعد عشان يبحثون عن هذا الكلام؟ طب ليش ما لاقوا هذا الكلام؟ لأ.. ليش مالقيناش هذا الكلام؟".
هل أسفار اليهود موجودة في اليمن؟
وأجابت د.عميدة شعلان عن سؤال "إن هُم حملوا في ذهنهم ثقافة هم متبنينها، بِدهم يشوفوا مدى مواءمة ما موجود في النص، في الجغرافيا، بس سؤالي هل وجدوا ما هو..؟"، قائلةً: "أبداً، وأنا أحكي لك الآن، يعني نحن عايزين نرفض الخزعبلات، المعلومات اللي هي غير دقيقة، إذا الغرب نفسهم إجا يبحث عن هذه المعلومات هذه الآن، معلومات صار يرددها العرب، كثيرون أو بعضهم، بعض الشخصيات العربية يتحدثون عن أسفار؛ أسفار اليهود موجودة في اليمن، أنا كمتخصصة مفيش عندي أي دليل في النقوش ولا عندي أي دليل في الآثار، ممكن في يوم من الأيام، أنا مش عارفة، ما بحكم على يعني ما سيأتي الأوروبيون لم يجدوا أي شيء".
اليهود ونقوش وآثار اليمن
وأضافت شعلان رداً على "يعني الأوروبيين لم يجدوا أي شيء؟": "أبداً؛ ما فيه في اليمن هذه الأشياء؛ لم نعثر عليها في النقوش وفي الآثار.. فيه يهود في اليمن؛ كيف؟ فيه يهود في اليمن وفيه ديانة يهودية في اليمن، وفيه ديانة مسيحية في اليمن، هذا الكلام معروف من القرن الخامس".
البعثات الأجنبية اشتغلت ونقَّبت ودرست
وأجابت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، عن سؤال "ما هو ممكن نفتش عن آثار هذه الناس؟"، قائلةً: "لأ، ما يعني هذا الكلام مش صحيح، يعني البعثات الأجنبية جاءت واشتغلت وطلعت وبحثت ودرست ودرسنا في الخارج، ما فيه من هذا الكلام، ولكن يعني نحن لا بد كمان نوعِّي الآخرين أنه ليس كل ما يُقال في المقابلات، خُذ المعلومة أنا مثلاً تسألني عن بلاد الرافدين أو تسألني عن مصر، باقول لك أنا مش متخصصة ولا يمكن أفتي في هذا الموضوع، فلا داعي لأي شخص يعني يقول معلومة غير متخصص، لكن يقول معلومة في مجاله فأهلاً وسهلاً".
المسند والزبور.. كيف صار الفصل بين الخطَّين؟
وأجابت أيضاً د.عميدة شعلان عن سؤال "تحدثتِ بأنه فيه فرق وفيه شبه ما بين المسند والزبور، واعتبرت أن المسند هو الخط الرسمي للدولة وأن الزبور هو خط الكتابة، هل الخطان موجودان في نفس الآن مثلاً؟ يعني كيف صار الخط الكتابي وخط الدولة يعني زي ما بنعمم خط الطباعة، كيف صار الفصل ما بين الخطَّين؟"، قائلةً: "سؤال وجيه وجميل؛ هو خط المسند كما ذكرت الخط الرسمي لممالك اليمن القديمة، ودون خط المسند كما ذكرت، عدد حروفه 29 حرفاً، زيادة حرف عن اللغة العربية؛ 29 حرفاً فقط، الخط المسند هو خط يعني معروف مدوَّن على كل أنواع المواد المكتشفة؛ سواء أحجار أو برونز أو حتى خشب، يعني أيضاً كتب خط المسند على كل أنواع المعادن وعلى كل أنواع الأحجار، وهو كان يُسمى الخط الرسمي أو الخط يعني زي ما قُلت خط الدولة والخط الرسمي، يعني ما بيروحش يعمل يقدم نقشاً لإله؛ لا بد احتراماً للآلهة، احتراماً للشخصية، للآلهة اللي بيقدموا لها النقش، هذا لا بد يكون بهيئة رسمية، خط الزبور هو من خط المسند؛ ولكن كان أكثر تحرراً، وخط المسند كان لا يناقش كثيراً في القضايا الخاصة أو الحياة اليومية، هو كان يتحدث عن الحياة السياسية والحياة الدينية، بينما خط الزبور هو من خط المسند؛ ولكن كان أكثر تحرراً، وهذا الخط طبعاً اكتُشف في 1972، اكتشفه العالم الفلسطيني المرحوم محمود الغول، هو عثر أو وصل إلى يده اثنان أعواد، طبعاً خط الزبور حتى 2005 معروف أنه خط الزبور، هو مكتوب على سعف النخل أو على خشب أعوج كان معروفاً في المصادر وموجود لدى الشعراء؛ يعني قلت لك أنا باقرأ لك البيت اللي هوّ حق امرؤ القيس (لمن طلل أبصرته فشجاني.. كخط زبورٍ في عسيب يماني)، إيش قال؟ (قد كتبنا مسانداً في ظفارٍ وكتبنا أيامنا في الزبور)، شوف كتبنا أيامنا في الزبور، (وأغنيتم عن مسند الحي حمير وما زبرت في الصحف أقيال حميرا)؛ هذه الأبيات وهذه المقولة هي معروفة؛ إنه فيه خط زبور إلى جانب خط المسند؛ ولكن في 1972 وصل لعالم النقوش محمود الغول، طبعاً يعتبر من علماء النقوش اليمنية القديمة، واللي كان له الفضل في عمل المعجم السبئي، وثلاثة علماء كبار؛ منهم العالم الألماني أستاذي والتر مولر، وبيستون بريطاني، والبلجيكي جاك رايزمان، ومحمود الغول اللي يعتبر العربي الوحيد اللي كان من العلماء الذين اشتغلوا في قضايا النقوش اليمنية القديمة، وصلوا اثنين أعواد، وقال في بداية الاطلاع أعتقد أنها خطوط هندية؛ لأنه يعني مش معروف، مش معروف لأنه خط الزبور يعني هو بحرف المسند؛ ولكن متحرر أكثر، يعني لما تكتب أنت حرف الألف مطبوعاً فطبعاً النظرية هذه كانت للسبعينيات، 72، قال احتمال هذه يعني أشك أنها هندية، بعدين في 86 عُقد مؤتمر في بريطانيا، ألقي الموضوع هذا على مسامع العلماء، هو طبعاً مؤتمر كان يُعقد سنوياً في بريطانيا، مؤتمر الدراسات العربية، سيمنار فور أرابيان ستديس، طرح الفكرة على زملائه، هو قد كان بدأ يتدارك أن هذا ماهوش خط هندي وإنما هذا خط عربي قديم، نقش معيني، لكن ما عرف أنه زبور في 86 أعلن هذا الخبر للعلماء كلهم، وقال لهم وجدته؛ يعني العودين هدول وعليهم كتابة وأظن أن هذا الخط خط الزبور اللي ذكره الهمداني وذكره امرؤ القيس في هذا الكلام في 86، بعدين عُقد مؤتمر في 82 أو في 86 أو 84، عقدت ندوة في جامعة اليرموك بعد وفاة محمود الغول، أخذ الدراسة لهذا العودين أيضاً، بيستون العالم البريطاني قال لاقي ضمن أوراق محمود الغول توصل إلى أن هذا الخط هو قال بالأول هندي، وبعدين قال زبور؛ أظنه هذا الزبور اللي ذكره الهمداني، ولكن بلهجة معين، وبعدين توصل ضمن الأوراق أنه هذا خلاص زبور معيني، لما أجد بيستون درس النقشَين هدول قال هذه النصوص في 84، هذا نص زبوري سبئي، هذه كانت أول معلومة لدى العلماء؛ إنه إذن هذا خط الزبور الذي عرف في مصادر التراث في 86، جاء المرحوم عالم يمني طبعاً هو أستاذي أيضاً الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبد الله، أعلن أيضاً، لم يعلن، وإنما نشر أول مقال باللغة العربية في مجلة يمنية، نقش من امرأة بخط الزبور اليماني، هذا كان أول مقال باللغة العربية عن خط الزبور اليماني، من هنا بدأ الاهتمام والدراسة في الاثنين".
وأضافت شعلان رداً على "على أي أساس تم تمييز أن هذا الخط هو خط زبور؛ يعني كيف ميزته أن هذا خط مسند، والمسند من أي شكل لأنه الحرف؟"، قائلةً: "يعني هم اعتكفوا على دراسته؛ يعني من 72، الحروف هي موجودة، حروف المسند؛ وإنما متحررة في بعض الأعواد، متبت بخط المسند اللي موجود على الأحجار".
وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا
وأجابت شعلان عن سؤال "نفس اللفظ وجد في القرآن (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)؛ هل أفهم وآتينا داوود خط الزبور مثلاً، يعني هل النبي داوود كان يكتب بالخط مثلاً؟"، قائلةً: "الزبور لم يُعرف إلا في اليمن"، معلقةً على "أنا متأكد بس إنه فيه عندنا نص ثانٍ يقول (وآتينا داوود زبوراً) أو (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) إلى آخره؛ يعني فيه لفظ الزبور مذكور في النص القرآني": "هو مذكور في النص القرآني".
المقصود بـ"الزبور" في النص القرآني
وأضافت شعلان رداً على "هل المقصود بالزبور في النص القرآني هو نفسه الزبور، الخط والحرف يعني ولَّا فيه معنى آخر؟": "لأ هو الزبور يعني وقُلت لي كيف عرفوا أن هذا الزبور؟ أوك، هو كما ذكرت بخط المسند، وإنما حرر بطريقة يعني يدوية أو نحن نسميها كتابة المسند؛ لأنها هي على أعواد، لأنه العود عود عسيب، نخيل مرن، إش نقول لين، فهو يعنى استخدمه بسهولة، يعنى أنا حتى مع طلابي.. أنا باحكي لك أنه هذا الزبور الكلام ده مكتشف إلى 86، وبعدين في 94 طلعوا العلماء؛ يوسف محمد عبد الله، والتر مولر، ورايسماس، طلعوا كتاب دراسة لـ12 أو 14 عوداً، هذه كانت نقوش الزبور، أوك، اليمن طبعاً في الأول كنا نحن عارفين فيه عندنا عشرة، عشرين، تلاتين، أربعين، خمسين؛ لكن تبين أن فيه عشرة آلاف نص زبوري لم يدرس حتى الآن غير 700 عود أو 600 عود".
الزبور كُتب على أعواد خشبية
وتابعت شعلان: "أنا باحكي لك الآن أنه هذا الكلام كان 94، معروف أن الزبور كُتب على أعواد خشبية من النخيل ومن السفرجل ومن أنواع أخرى، تم تحليل الأخشاب؛ ولكن في 2005 تقريباً، إذن كانت يعنى الذاكرة مضبوطة، فيه نقش زبور موجود في متحف قسم الآثار والسياحة في جامعة زمار، طبعاً هو من ضمن معظم المتاحف اليمنية، عندنا الآثار؛ يعني يجيبوها للمتحف مش عن طريق التنقيبات، وإنما عن طريق الإهداء والشراء؛ فهذا النقش طبعاً فيه طالب يمني، دكتور يمني توفاه الله قبل أسبوعين، رحمة الله عليه الدكتور خلدون، عرض الصورة على أستاذنا الدكتور يوسف محمد عبد الله، قال له يا دكتور هذا زبور بس غريبة إنه نحن نعرف الزبور بس على الخشب، وكل اللي ذكر في المصادر أنه عسيب النخيل اليماني، عسيب يماني؛ فكان يُعتبر اكتشافاً جديداً، الكلام في 2005؛ إنه الزبور اكتشف أيضاً على الحجر، معروف أنه على الخشب".
اكتشاف خط الزبور على لوح في الإمارات
واستطردت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، رداً على "أنا شُفت نقوشاً على الحجر، شُفتها في وسط الجزيرة العربية": "أنا باقول لك عن حكاية الزبور؛ أنه لا سند 2005، نحن نعرف الزبور موجود على أعواد النخيل أو الخشب، بعد كده عرفنا قصة هذا وأستاذنا ناقشه في مؤتمر الدراسات العربية في 2007 تقريباً أو 2006، وفي 2017 تم اكتشاف خط الزبور على لوح من الفضة؛ بس مش في اليمن، في الشارقة في الإمارات، وهذا كان اكتشافاً جديداً في 2020 أو 2021، واحد من طلابي اللي أنا أشرفت على رسالته للدكتوراه، ومتخصص في الزبوريات، يعني نحن في الزبوريات عندنا علماء متخصصون على يد الأصابع؛ لأن هو عادة علم جديد، يعتبر اكتشف خط الزبور على ألواح برونزية، في نقش أيضاً زبور اكتشف في 2017 ونشر في 2018، أيضاً اثنان من طلابي نشرا هذا النقش، موجود على صخر، فالآن يعني بدأ يتكشف أنه خط الزبور لم يدون فقط على هذا ولكن العدد الكبير، يعني هذه حالة استثنائية؛ قطعتَي برونز، قطعة فضة، قطعة حجر في منطقة معينة، في زمار، يعني فيه نقوش زبورية مشتركة مع خط المسند غير مدروسة؛ فالزبور يعني علم بدأ فك رموزه حقيقةً في 72، لكن إيش مضمون هذه النصوص؟ تختلف عن مضمون خطوط المسند، كما ذكرت المسند، تكلمت النصوص عن زراعة، عن بناء؛ أكثرها نصوص بناء، نصوص قرابين، نصوص خطيئة وتكفير؛ يعني فيها أيضاً اليمني القديم كان متديناً، لما يعمل أي غلط، أي جريمة، يروح على المعبد وهو غير طاهر يعترف بذنوبه، أكثر من المسلمين الآن؛ فهو يروح يكفّر في المعبد ويروح يقدم هذا النقش في نصوص الزبور، اختلفت الصيغة، اختلفت الموضوعات، فعشان كده سموها الخط الرسمي والخط الشعبي، الخط الزبور هو يتحدث عن قضايا يومية، الحياة اليومية، يتحدث عن شراكة زراعية، يتحدث عن مشاطرة لحيوانات، يتحدث عن... تتحدث خطوط الزبور عن قضايا القوائم المالية، عن محاسبة مالية، تتحدث أيضاً نقوش الزبور عن جوانب إدارية، جوانب اقتصادية، ودروس تعليمية..".
وأضافت د.عميدة شعلان: "يعني عرفنا الآن أنه فيه نصوص، كان فيه مدارس تعليم؛ لتعليم خط الزبور، وجدت أعواد وربما يعني مش عارفة إذا موجودة عندي هنا ولا لأ، لكن فيها الأبجدية؛ الأبجدية اللي هي (هلحم) نحن كيف عرفنا أنه فيه أبجدية بخط الزبور بهذه الطريقة من خلال الأعواد اللي هي كانت عبارة عن نصوص تعليمية، فهي نصوص اقتصادية إدارية دينية".
اختلاف الألفاظ بين خطَّي الزبور والمسند
وأجابت شعلان عن سؤال "هل خط الزبور كان يستخدم نفس اللفظ الذي يستخدمه المسند؟"، قائلةً: "فيه ألفاظ اختلفت؛ ولكن كما ذكرت النصوص المسند؛ هي نصوص قرابين وبناء، اختلفت الموضوعات؛ لأن الموضوع يتكلم عن زراعة، يعني مثلاً ذكرت أنواع القمح وأنواع الحبوب، إلى جانب نقوش المسند موجودة؛ تجدها كثيراً في نصوص الزبور، يعني يذكر الجلجان ويذكر القمح ويذكره بمعنى الذرة، ويذكر البر، يعني كل الألفاظ المتعلقة بالزراعة والحيوانات اللي هي بنفس الوقت خفيفة، يعني عشان أنا أحاسبك أقول لك والله عليك فاتورة بالشيء الفلاني، ما ببعتلكش ناقش مسند طويل، ببعت لك هذا العود مع مراسل، أقول لك سدد الدين".
خطان كتابيان للتعبير عن نفس اللغة
وأضاف أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، رداً على "هل كان في الخط المسند لما يكتب (قمح) أيضاً في الخط الزبوري تُكتب نفس الكلمة بنفس المقام؟": "أيوة؛ بنفس هذا، لكن وردت (يعني أن الخطَّين كتابيان للتعبير عن نفس اللغة) بالضبط؛ ولكن كما ذكرت خط الزبور يتحدث عن يوميات، يوميات بالدرجة الأولى، وعن مراسلات شخصية؛ يعني مثلاً واحدة تبعت لأختها رسالة، تقول لها والله أنا مريضة عيني وجعتني، ومش عارفة إيش تبعت لأختها مرسول رسالة".
وتابعت د.عميدة شعلان، رداً على "يعني إحنا مش بعاد كتير حالياً عن الخط اللي نكتبه بالإيد، لغتنا المحكية ولغتنا الفصحى، مش بعاد كتير الموضوع؟": "بالضبط؛ فيعني هي كانت عبارة أكثرها عن مراسلات شخصية".
وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا.. وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ
واستكملت شعلان رداً على "الدرجة على التسمية بالزبور، يعني شو التقاطع ما بين اللفظة القرآنية واللفظ من الزبور نفسه؟ يعني لفظ واحد هنا يعني حرف هنا، شو بيعني؟": "طيب القرآن إيش قال هو.. (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)، (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)، يعني لسانياً أو معجمياً شو الزبور؟ ماذا يعني؟.. الجذر (زبر) موجود اللفظ (زبر) في لغة النقوش اليمنية، اللفظ (زبر) في لغة النقوش اليمنية.. (موجود وفي اللغة العربية موجود وفي اللسان العربي موجود)؛ موجود في اللغة العربية، ماذا يعني في لغة النقوش اليمنية وفي المعاجم العربية؟ (زبر) بمعنى كتب.. (زبر) أو (ذبر) بالذال أو بالزاي، في نقوش الزبور، بطريقتهم، و(زبر) بمعنى كتب، و(مزبر) معناه هو ما وردش في الأداة؛ ولكن ورد في المصادر أنه المزبر، اللي هو القلم، اللي هو ولد، وفيه تم العثور على أقلام كانت تستخدم لكتابة خط الزبور".
ملكات اليمن القديمات.. النقش البرونزي والخط المسند
وقالت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء، رداً على "أننقل لموضوع ثانٍ له علاقة بوجود ملكات اليمن القديمات، أنا شُفت صورة شُفت نقش برونزي؛ يعني أنا كل لما كنت أشوفه أفكره إنه هاي ملكة يونانية أو رومانية، لكن تبين أنه بالخط المسند، مكتوب على الرقبة هنا بالخط المسند أنها ملكة يمنية": "أنا باتحدث أولاً، بجيب لك آية قرآنية عشان يعني ماتزعلوش مني؛ لأنه كان عندي حوار قبل فترة في (يمن بودكاست) وتكلمت عن قصة الملكة بلقيس، والملكة نادين، وعمل الموضوع ضجة كبيرة؛ ولكن باستشهد بآية قرآنية إيش يقول القرآن، بسم الله الرحمن الرحيم (فَمَكَثَ غَيرَ بَعِيد فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَم تُحِط بِهِ وَجِئتُكَ مِن سَبَإِ بِنَبَإ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ ٱمرَأَة تَملِكُهُم وَأُوتِيَت مِن كُلِّ شَيء وَلَهَا عَرشٌ عَظِيم (23) وَجَدتُّهَا وَقَومَهَا يَسجُدُونَ لِلشَّمسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيطَٰنُ أَعمَٰلَهُم فَصَدَّهُم عَنِ السَّبِيلِ فَهُم لَا يَهتَدُونَ (24))؛ هذه سورة النمل طبعاً اللي هي آية 22 و23 و24، هابدأ بالذات لما نتكلم عن الملكة بلقيس أو عن المرأة في اليمن القديم، أحب أستشهد بهذه الآية، مذكورة في القرآن الكريم، ولم يذكر ملكة، قال وجدتها تملكهم، امرأة، وجدتها وقومها يسجدون للشمس، نعتبرها ملكة في القرآن الكريم، هي موجودة في الكتاب المقدس، ملكة بلقيس وردت في التوراة، في الأسفار، موضوع الملكة بلقيس.. أنا طبعاً بالمناسبة عنوان أطروحتي عن أسماء النساء في النقوش اليمنية القديمة يعني حصرت حينها تقريباً أكثر من 300 اسم، امرأة طبعاً، حتى الآن يمكن فيه 700 اسم لامرأة من خلال 15 ألف نقش منشورة، وفيه عندك عشرة آلاف زبور منشور منها 700، تقريباً 700، ربما يزيد أو يقل يعني، مش المشكلة هنا، فيومها سُئلت من يعني ناس اشتغلوا في التاريخ، والله يرحمه القاضي إسماعيل الأكوع، قال هل وجدتِ بلقيس في النقوش؟ فقلت له يعني تمنيت أن أجد اسم بلقيس في النقوش؛ ولكن حتى الآن أنا لا أنفي وجود هذه الملكة، لا أنفي وجودها؛ ولكن حتى الآن لم نعثر على أي نقش، أتكلم أنا يعني بكامل قوتي وعقلي، إنه حتى الآن لم يتم الكشف عن أي نقش يثبت وجود ملكة اسمها بلقيس أو ملكة حكمت اليمن؛ النقوش اللي تم العثور عليها وأسماء نساء وشخصيات، طبعاً المرأة كان لها دور كبير في حضارة اليمن القديم، وجاءت في ألفاظ كثيرة جداً، يعني جاءت امرأة وأنثى، وحشكت يعني قرينة، وبعلت، وكاهنات رشوت، وأيضاً مقتويات مدبرات أمور القصر الملكي، وراعية وحلومة ومفسرة أحلام، يعني المرأة في اليمن القديم كان لها دور يعني مش دور طبيعي، بس كمان كان لها يعني مكانة مرموقة، والدليل على ذلك من خلال التماثيل والنقوش اللي يعني تم العثور عليها فيه، ورد ضمن الألفاظ والنقوش ملكة أوك، فلانة ملكة، فيه لفظ ملكة موجود يعني بمعنى ملكة؛ ولكنها أخت ملك وزوجة ملك، حصلت على لقب ملكة، وهذا متعارف عليه حتى اليوم، يعني هي أخت شاعروم أوتر ملك سبئي مشهور، تزوجت على مين، كان فيه زواج سياسي أيضاً، على ملك حضرمي، تزوجت على الملك إيل عزيلط أو بيلوط إيل عزيلط، اللي هو ملك حضرموت، لأ إيل عزيلط، أوك. هذا الملك هو ملك حضرمي، والملكة السبئية زوج أخته، ملك حلك زوجها على الملك الحضرمي، فبالتالي حصلت على لقب ملكة، أوك.. ففيه لقب ملكة، في عندنا لفظ ملكة؛ ولكن كأخت ربما تكشف لنا الأيام عن سر هذه الملكة في كتب التراث، وبالذات في كتاب الهمداني، الجزء الثامن من الإكليل والجزء وبعض الأجزاء، ذكر اليمن.. نحن نأخذ كلام الهمداني بعين الاعتبار، وإن كان بعض المعلومات ماناخدهاش بعين الاعتبار؛ لكن معلومات كثيرة جداً ناخدها بعين الاعتبار، ذكر ثلاث ملكات يمنيات؛ الهمداني وليس الهمدَاني، الهمداني قال ملكة شمس وبلقيس ولميس...".
محرم بلقيس.. أكبر معبد في الجزيرة العربية
وأضافت د.عميدة شعلان، رداً على "ونادين، منين جابوها؟": "هذه من جيلي الآن؛ فهدول الثلاث ملكات ذكرهن الهمداني، وأنا أقول لك نحن لا ننفي كلام القرآن القرآن، يعني كتاب مقدس، ولكن مآرب لم يتم التنقيب فيها غير جزء بسيط، يعني المدينة القديمة لم تنقب، قال (وجدتها وقومها يسجدون للشمس) الناس إيش توقعت؟ المسجد، يسجدون للشمس، يعني المعبد اللي هو معبد محرم بلقيس اللي هو معبد أوام، هذا أكبر معبد في الجزيرة العربية، كانت كل القبائل من شمال الجزيرة ومن المناطق الأخرى ييجوا يحجوا في هذا المعبد، يعني معبد كان ولا يزال أكبر معبد في الجزيرة العربية؛ فالأسماء شمس يعني وجدت أمت شمس، لكن ما ذكرتش أنها ملكة بلقيس، ذكرت في مصادر التراث وفي الكتب، الكتاب المقدس لميس ذكرت تم العثور على عملة ونشرها أستاذي الدكتور يوسف محمد عبد الله، والمرحوم الدكتور عبده عثمان، نشرا مجموعة عملات في عملة من العملات، ورد فيها ثلاثة أحرف، طبعاً لغة النقوش اليمنية القديمة ما كانش اللي هي الواو والألف والياء، ما كانتش تسقط في كتابة النقوش؛ ولكنها ننطقها، نطق هذه، ثلاثة أحرف أنا تجرأت في رسالتي للدكتوراه وقُلت ربما تكون هذه لميس، طالما اسمها موجود على عملة يعني؛ ولكن يعني تظل قد تنسف معلوماتي هذه يعني مقبول يعني إنه موجود على عملة؛ ولكن عملة واحدة ورد هذا الحرف، هذا الاسم ل م س، أنا اقترحت أن هذا الاسم ربما تكون له علاقة بالاسم اللي ورد ذكره عند الهمداني، فهذه معلومة قد يعني لايعرفها الكثير من الناس، وقد تفاجؤوا كثيراً بهذه المعلومة، موضوع نادين التمثال هذا أو الصدرية اللي تم الكشف عنه في جبل العود، وهو يعني كما فسر البعض أو كما درسها البعض معي صديقة هي متخصصة في التماثيل البرونزية، هي قالت شبيه أو منظر الرب أثينا، أوك، في نقش موجود على الرقبة، الخط المسند يقول: فلان ذو فلانة، وبعدين يعني اسم فلان ذو في النقوش اليمنية القديمة إذا جاءت ذلات معناها امرأة، وإذا جاء ذو يعني رجل، وإذا جاءت بنت معناها امرأة، وإذا جاءت أمة معناتها امرأة؛ لكن هذا ذو التمثال والصدرية هذه لامرأة دون شك، ولكن النقش لرجل، اسم الرجل نئدن".
كتابة اليمني القديم نصوص المسند
وتابعت شعلان رداً على "ليكون رجلاً متحولاً؟": "لا، الاسم هذا معروف في النقوش؛ لكن الشق هذا (نئد) هو أيضاً ورد في أسماء النساء مع أسماء آلهة نئدن نسر ونئدم؛ لكن (ذو) هي هذه الإشكالية في (ذو)، لو كانت جاءت (ذات)، أنا باقول هذه امرأة ربما هو طبعاً أكيد يعني واضح، امرأة دون شكل، يعني قد يكون الرجل هذا حابب يعمل لمرته صورة وحاطط رقبة، يعني شافته، الأيام هذه البنات يعملن سلاسل على أسماء أزواجهن، يعني الرجل معجب بامرأته فعمل لها تمثالاً عشان يكون في قصره مثلاً، يعني هذه وجهات نظري؛ لأنه ما عندي أي إثبات أنه أولاً هذه ملكة، لكن من خلال الشكل واضح أنها امرأة لها مكانتها؛ لكن ليش ما كتبش ملكة؟ وليش ما كتبش أن هذه فلانة بنت فلان أو من القبيلة الفلانية أو من الأسرة الفلانية؟ ذكر، ولا يمكن أنه اليمني القديم غلط مثلاً، ما أضافش شيئاً، لأ اليمني القديم كان يعني بيكتب نصوص المسند بطريقة ما فيها أي شكل خطأ، ربما أخطاء مطبعية، إلى حد ما نسي ما يعمل فاصل؛ لأنه خط المسند بين الكلمة وخط الزبور بين الكلمة، والكلمة فاصل؛ فلا يمكن أنه نسي حرف التاء، فاليمنيون مستعقدون إنه هذه يعني هي الملكة نادين، أتمنى أنها تطلع الملكة نادين معاي بنت صديقة زعلت مني بعد المحاضرة مباشرةً، اتصلت فيَّ يا خالة، أنا بنتي سميتها على نادين، لأنه اسم الملكة نادين".
امرأة حاكمة.. دليل رقي المجتمعات
وأجابت د.عميدة شعلان عن سؤال "يعني لما المجتمع يصل إلى أنه تكون عنده امرأة حاكمة مثلاً أو تملكهم امرأة، يعني الدليل إنه فيه رقي؟"، قائلةً: "فيه رقي، أنا أقول لك يعني اللفظ ورد يعني، أولاً لما يورد لفظ عندي مقتويات، مقتويات؛ قائدة عسكرية، مدبرة أمور قصر الملك، مش معقول إنه الملكة هذه مش موجودة؛ لكن التنقيبات الأثرية حتى الآن لم تكشف لنا عن أية معلومة".
التحنيط اليمني مقارنةً بالتحنيط المصري
وأجابت شعلان عن سؤال "ما رأيك عن التحنيط اليمني ومدى مقارنته بالتحنيط المصري؟ يعني التقنية التي استخدمت في هذا الوقت رغم أن المشهور أن مصر هي أم التحنيط؟"، قائلةً: "أكيد هي أولاً، قضايا التحنيط في مصر يعني قديمة جداً؛ يعني حتى لا نبالغ ولا يعني نفشر زيادة، يعني هو التحنيط معروف في اليمن؛ لكن التحنيط في مصر يعني من الألف الثالث، من الألف الثاني قبل الميلاد، مواده اختلفت، يعني لا أقول إن اليمنيين أخذوا من المصريين ولا المصريين أخذوا من اليمنيين، المواد اللي متوفرة في البيئة، المواد المتوفرة؛ يعني عندنا في اليمن مواد، هي المواد اللي استخدمت في التحنيط اليمني، يعني مادة الراء اليمني القديم، طبعاً عقيدة البعث والخلود، هي موجودة عند كل الشعوب القديمة، واليمني أيضاً آمن بعقيدة البعث والخلود، والدليل على ذلك عملية التحنيط".
وأضافت أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة في جامعة صنعاء: "فالتحنيط لم يعرف غير في مصر، والبلد الثاني يعتبر اليمن؛ فاكتشاف المومياوات التي تم اكتشافها في الثمانينيات، في 1982، حقيقةً عمل ضجة حتى على مستوى مش اليمن، على مستوى الوطن العربي، ومصر بالذات؛ يعني كانت ردود أفعال قاسية إلى حد ما، إنه التحنيط معروف في مصر؛ لكن التحنيط عُرف في اليمن، ولكن استخدمت مواد متوفرة في البيئة مختلفة، لكن فيه نقطة يعني كما التاجر المعيني اللي تاجر بمواد الطيوب والبخور، اللي استخدمت في المعابد المصرية، واللي استخدمت أيضاً في قضايا التحنيط؛ ربما المصري استخدم نشارة الخشب في عملية امتصاص الرطوبة، ولكن في اليمن استخدم مادة الراء، مادة الراء هذه تعمل عملية امتصاص للرطوبة، طريقة التحنيط، طريقة الدفن، اختلفت يعني في اليمن، حتى وجودنا، هي في الصخور، إلى جانب ذلك مقابر أرضية، وجدت توابيت، وفيه اكتشاف أخير الآن في نقش نشر قبل شهور أو شهرَين أو ثلاثة أشهر، يذكر لفظاً يعنى من ألفاظ متعلقة بالتوابيت، فكرة التحنيط مختلفة تماماً، الفترة الزمنية، اليمن، متأخرة، يعنى مش متأخرة؛ لكن فحص العينات التي تمت دراستها، تبين أن المومياوات اليمنية تم تاريخها إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد؛ يعني ثلاثمئة قبل الميلاد، أربعمئة قبل الميلاد، حسب الدراسات.
ولكن أنا من وجهة نظري؛ التاجر المعيني الذي كان يتاجر بالمواد والطيوب، هو كان أيضاً يتاجر بمواد من مصر إلى اليمن، أظن الكتان كان من ضمن المواد اللي كانت يعني مستوردة من مصر".
وقالت د.عميدة شعلان، رداً على "يعني التحنيط كان جزءاً، يعني مَن تعلم مِن مَن مثلاً أو مَن نقل عن مَن، ولَّا الثقافة كانت؟": "لأ الثقافة، كل ثقافة لها يعني هم معتقدون بعقيدة البعث والخلود.."، مختتمةً رداً على "ليه التحنيط مثلاً ما كانش في العراق، ما كانش في ثقافة العراق القديم، ولَّا خاص فقط في اليمن ومصر؟": "هي عقيدة البعث والخلود، موجودة عند كل الشعوب؛ لكن في اليمن يعني التحنيط، يعني تم العثور حتى الآن على أكثر من مومياء تبين أن التحنيط معروف بقوة في اليمن القديم؛ والآن يعني فيه حتى عندنا فكرة الطب في اليمن القديم، يعني برضه كان فيه نوع من المعالجات لهذه الأمور، ربما أيضاً المواد والبخور.. كل هذه الأمور لعبت دوراً كبيراً في هذا".